تتزامن هذه الاتفاقية مع التزامات عقد البرنامج الموقع بين الحكومة وFOLEA في 2023، الذي يهدف إلى تحسين سلسلة الإنتاج النباتي الزيتية من خلال دعم البحث العلمي والتطوير، مما يساهم في رفع الإنتاجية وجودة المحاصيل. كما أن تزويد الفلاحين بنتائج الأبحاث الزراعية، خاصة تلك المتعلقة بالبذور المعدلة لتناسب الظروف المناخية المحلية، يُعتبر خطوة أساسية لتحسين مردود المحاصيل وزيادة دخل الفلاحين.
في تصريح صحفي، أوضحت لمياء غوتي، مديرة المعهد الوطني للبحث الزراعي، أن هذه الاتفاقية تشكل جزءاً من سلسلة شراكات استراتيجية تم توقيعها خلال المعرض. وركزت على أن الشراكة مع FOLEA تأتي في سياق دعم البحث العلمي الذي يخدم مصلحة الفلاحين، ويواكب التحولات المناخية التي تؤثر على القطاع.
وأضافت غوتي أن الهدف من هذه الشراكة هو نقل التكنولوجيا الزراعية إلى الفلاحين عبر تطوير أصناف نباتية مقاومة للجفاف وتقديم الدعم الفني المستمر لهم، بالإضافة إلى تدريب العاملين في القطاع على أحدث تقنيات الزراعة.
من جهته، أشار محمد البركة، رئيس الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية FOLEA، إلى أن توقيع هذه الاتفاقية يمثل خطوة هامة نحو تطوير القطاع، خصوصاً في ظل التحديات التي يواجهها من تغيرات مناخية واضطرابات اقتصادية. كما أكد أن الهدف الأساسي يكمن في ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي على الأرض، بحيث يمكن توفير أصناف بذور زيتية جديدة تتحمل الظروف القاسية، مما يساهم في رفع الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
وأشار البركة إلى أن المغرب يعتمد بشكل كبير على استيراد الزيوت الخام، حيث تصل نسبة الاستيراد إلى أكثر من 98% من احتياجاته. وأوضح أن الشراكة تهدف إلى تقليص هذا الاعتماد من خلال تعزيز الإنتاج المحلي للزيوت وتحسين قدرات التخزين وتنوع أصناف الزيوت والبذور المزروعة.
كما شدد البركة على ضرورة التعاون الوثيق والمستمر مع الفلاحين لضمان نجاح هذه الاتفاقية، من خلال فهم احتياجاتهم الفعلية وتكييف نتائج البحث العلمي مع الواقع الزراعي المحلي، بالإضافة إلى توفير آليات لتجربة واستخدام الأصناف الجديدة في الأراضي الزراعية.
كما شهد المعرض توقيع اتفاقيتين إضافيتين بين المعهد الوطني للبحث الزراعي، الأولى مع الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA) لتعزيز البحث العلمي والتكوين في هذا المجال، والثانية مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA) بهدف تطوير الزراعة في المناطق الواحية من خلال تحسين أصناف النخيل والأركان وتقديم الدعم الفني للفلاحين العاملين في هذه البيئات الهشة