يعتبــر مجمــع الابتكــار للبحــث والتنميـة التابــع لجامعة الحسـن الأول بسطات مـن الخطوات الرائدة لهذه الأخيرة التي رفعت شعار نشر ثقافة المعرفة والابتكار في المجتمع لتكون مصدر ثراء علمي واقتصادي للبلاد بهــدف تعزيــز وتطويــر الخبــرات وإخــراج الابتكارات الواعــدة الى حيــز الوجـــود.
مجمع الابتكار هذا أو المولود الجديد الذي رأى النور بعاصمة الشاوية منذ أربعة سنوات تقريبا تم إحداثه من أجل تشجيع البحث والابتكار والمساعدة على خلق مقاولة مبتكرة وتسهيل الادماج المهني للطلبة الشباب والباحثين في عالم المقاولة وأصحاب المشاريع الذين سيمنحهم هذا المجمع فرصة الاحتضان والمواكبة العلمية والتقنية لمشاريعهم الابتكارية ، وكدا الاستفادة من الشراكات التي سيتم توقيعها في إطار مشروع عمل بين الجامعة كفاعل أكاديمي منتج للمشاريع الابتكارية في جميع الميادين وبين المقاولات التي تعبر عن استعدادها لاحتضان هذه المشاريع واستثمار الأفكار وتحويلها الى منتجات صناعية قابلة للتسويق.
ولتقريب حاملي المشاريع والرأي العام بصفة عامة من الظروف والأجواء التي تشتغل فيها هذه المؤسسة الحديثة النشأة، أكد لنا الأستاذ حميد العماري المسؤول عن المنصة التكنولوجية بمجمع الابتكار ، أن هذا الأخير جاء في إطار البرنامج الوطني لتعزيز ثقافة الابتكار وخلق الثروة وهو ثمرة شراكة بين الوزارة الوصية ووزارة الصناعة والتجارة ، ويبقى الهدف منه تحفيز الابتكار ومواكبة مشاريع البحث العلمي من خلال ترشيد استعمال المعدات وتعزيز نتائج البحث العلمي مع نقل التكنولوجيا لعالم السوسيواقتصادي وخلق ومساعدة المقاولات الناشئة لتصنيع منتجاتها وكدا تمكين الشركات من تحسين وتجويد الانتاج.
وعن المشاكل والصعوبات التي قد تعيق السير العادي للمجمع وبعض المقاولات الناشئة بين الفينة والأخرى ، أكد محدثنا المسؤول عن المنصة التكنولوجيا بأن جامعة الحسن الأول وضعت خارطة طريق لتهيئة الأجواء وتعبيد الطريق لحل هذه المشاكل والنهوض بمجال الابتكار ،ولهذا الغرض تم إنشاء هيئة كاملة مكونة من عدة أطر لمواكبة الابتكار بشتى أنواعه مع إيجاد ما يسمى ECOSYSTEME لمساعدة المختبرات وهذه المقاولات الناشئة على تنميتها وكدا تمكينها من التصدي لجميع أنواع الصعوبات وتسويق منتوجاتها في ظروف جيدة ، مما أصبح للطالب أو حامل للمشروع فرصة خلق مقاولات ناشئة بسهولة وعدم التخوف من المجهول مع امكانية مواكبتها لسنتين أو أكثر.
وقد أعلن المحدث نفسه الذي أنيطت له مهمة تدبير هذا المجمع عن احتضانه لمقاولة ناشئة ثالثة في مجال الاقتصاد الدائري بعد تظافر الجهود وتمكنه في ظرف وجيز من استقطاب واحتضان مقاولتين ناشئتين ،الشيء الذي جعله يضع سقف لسنة 2022/2023 بأن يتمكن من تصنيع وتسويق ثلاثة منتوجات حاملة العلامة صنع في المغرب بمدينة الابتكار بجامعة الحسن الأول بسطات.
وتبقى الغاية من إنشاء مجمع الابتكار للبحث والتنمية يقول العماري هو خلق الثروة من داخل المحيط الجامعي ، لأنه بعد اكتساب الشباب لكم هائل من المعرفة وجب على الجامعة تمكينهم من تفجير طاقاتهم وإبراز قدراتهم في مجالات متعددة من خلال ايجاد حلول لمشاكل عدة كالتي تعيق تنمية وتطوير البحث العلمي من خلال ترشيد استعمال المعدات والتي تعيق تنمية وتطوير المقاولات الناشئة لكون هذا الميدان جديد ولا يعرفونه جيدا والمشاكل التي تعيق تجويد وتحسين المنتجات الصناعية لبعض الشركات مذكرا بلقاءات أقيمت لهذا الغرض ، ليتضح جليا أن محدثنا وضع الشباب في صلب المعادلة على اعتبار أن الدول لا تتقدم إلا بسواعد شبابها وهذا ما يصبو اليه النموذج التنموي الجديد.
وتجدر الاشارة الى أن هذا المجمع المتعدد التخصصات والذي يتكون من عدة مرافق كمراكز التصنيع والتصميم بالكمبيوتر والبيانات واستوديو التسجيل ومختبر الكمياء ومكتب نقل التكنولوجيا ، سبق أن قام بزيارته مؤخرا وزير التعليم العالي بتاريخ 30 شتنبر الماضي للاطلاع على ما تم إنجازه في منصته التكنولوجيا وكدا الاستماع الى شروحات خصت طريقة تدبيره واشتغاله ، وفي إطار انفتاح الجامعة على محيطها نظم المجمع المذكور الأيام المفتوحة التي حققت نجاحا من حيث توافد الزوار على مدى ثلاثة أيام والذين أبدوا اهتمامهم الكبير بالعروض المقدمة لهم ، هذه الأيام يبقى الهدف منها توسيع قاعدة الاستقطاب للراغبين في انشاء المقاولات المبتكرة.
وإذا كان هذا المجمع يسير اليوم بخطى تابتة من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة منه بفضل حنكة وتجربة ومستوى محدثنا العلمي والأكاديمي الذي اكتسبه بأرض المهجر منذ سنين خلت ، فان الجهة المشرفة بجامعة الحسن الأول مطالبة بتهييء الظروف و بيئة عمل محفزة لمسير هذه المؤسسة الذي يؤدي واجبه المهني بشكل أفضل تحت الضغط وفي ظل وجود بعض الاكراهات والعوائق التي قد تحول دون تحقيق ما يصبوا اليه المسؤولين والوزارة المعنية، انه نداء نوجهه لهؤلاء نتمنى أن يجد الآذان الصاغية.