الدكتور أنور الشرقاوي
انني وطيد الأمل في أن يكون هذا مجرد موعد مؤجل إلى موعد قريب جدا ولا يفوت بين المغاربة والإسبان لإبرام اتفاقات لتطوير زراعة الأعضاء والأنسجة في المملكة المغربية بفضل خبرة المملكة الإسبانية في هذا المجال ، التي تشعر بالغيرة من جميع البلدان الأوروبية ، وفرنسا أولا .
وفي ملاحظة لإحدى الإحصائيات لدرجات الحرارة الباردة : اليوم ، إسبانيا هي الرائدة عالميًا في التبرع بالأعضاء ، والمغرب في الجزء الخلفي من العبوة عندما يتعلق الأمر بالتبرع بالأعضاء وزرعها في العالم العربي ، ويأتي بعد السعودية أو تونس أو الجزائر أو الكويت أو الأردن ، هذا ، مع العلم أنه كان أول من أجرى عملية زرع كلية أو قلب في العالم العربي .
وفي ملاحظة جغرافية أخرى : كان المغرب رائدًا عالميًا في التبرع بالأعضاء لأكثر من 29 عامًا ، بعد اسبانيا طبعا .
لماذا لا يستفيد المغرب من الخبرة الإسبانية في مجال التبرع بالأعضاء وزرعها؟
وفقًا لبيانات من أحدث تقرير عن سجل زراعة الأعضاء في العالم ، تمثل إسبانيا 19٪ من التبرعات بالأعضاء في الاتحاد الأوروبي و 5٪ من تلك المسجلة في جميع أنحاء العالم في عام 2020 .
هذه الأرقام مرتفعة للغاية إذا أخذنا في الاعتبار حقيقة أن هذا البلد يمثل 9٪ فقط من سكان أوروبا و 0.6٪ من سكان العالم .
وأجرت إسبانيا 94,6 عملية زرع لكل 1 مليون نسمة في عام 2020.
ورغم أنه رقم مرتفع إلا أنه لا يتجاوز رقم الولايات المتحدة برقم 120.6 عملية زرع لكل مليون نسمة .
ولمدة 29 عامًا متتالية ، ظلت إسبانيا رائدة على مستوى العالم في التبرعات ، حيث بلغ عدد المتبرعين 49.6 لكل مليون نسمة .
وبالمثل ، فهي تحتل المرتبة الأولى «إلى حد بعيد» في الترتيب الدولي لعمليات زرع المتبرعين المتوفين ، حيث تبلغ 107.9 لكل مليون عملية زرع ، أي أعلى بكثير من 100.9 في الولايات المتحدة .
ومن المهم ملاحظة أن نشاط الزرع العالمي قد انخفض بنسبة 18٪ مقارنة بعام 2019، بسبب ضعف النظام الصحي وتشبع وحدة العناية المركزة أثناء الجائحة.
بيد أن إسبانيا لم تتأثر بهذا الانخفاض
وبلغ عدد عمليات الزرع في عام 2020 أعلى بكثير مما كان عليه في البلدان الأخرى في العالم في السنوات التي سبقت الأزمة الصحية .
كما تُظهر هذه البيانات مقاومة واستعادة قدرة نظام الزرع الإسباني في بيئة وبائية معقدة ، و تم تسليط الضوء على ذلك من خلال عمل المنظمة الوطنية للزرع Espafnole (ONT).
وسيستفيد المغرب ، الذي ليس لديه حتى وكالة وطنية للتبرع بالأعضاء وزرعها ، كما هو الحال في تونس والجزائر ، من الاتصال بالنظام الصحي الإسباني ، لتنفيذ استراتيجيته الوطنية للتبرع بالأعضاء وزرعها للسنوات 25 القادمة .
كما أشارت الصحافة المغربية إلا ذلك ، حيث نشرت وبثت القنوات التلفزيونية صورا لرئيس الحكومة المغربية مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز ، تلك الخاصة بوزير داخليتنا مع نظيره الإسباني ، فرناندو غراندي – مارلاسكا ، رئيس رياض ميزور مع وزير الصناعة الإسباني ، رييس ماروتو ، شكيب بن موسى مع وزير التعليم الإسباني ، بيلار اليغرية وليه ميراوي ، بن سعيد ، صادقي ، وبنعلي ، على التوالي ، للتعليم العالي والاتصالات والزراعة ومصائد الأسماك .
لأنه عند اجتماع وزير الصحة مع نظيره الإسباني حول نقطة حيوية واحدة ، تطوير زراعة الأعضاء في المملكة المغربية .
المغرب جاهز قانونيا ودينيا وطبيا ، ولا شيء يقف في طريقه لتحقيق هذا النشاط الطبي والجراحي الحديث .
عدم تطوير نشاط الكسب غير المشروع الذي يعرفه المغرب حاليا يمكن استيعابه دون مساعدة أي شخص في خطر.