فن وفكر

رقصة التقاعد على إيقاع الأسعار




قصيدة كتبها عدنان بن شقرون / استمع لهذه القصيدة الموسيقية


قصيدة كتبها عدنان بن شقرون, كتب مؤلف هذه القصيدة بالدارجة المغربية

حَيَاةُ وَلَّتْ غَالِيَةً عَلَيَّ،
فِي زُنْقَةِ الرِّبَاطِ، مَرَّاتٍ أَضِيعُ،
خَرَجَاتُ الشَّهْرِ وَلَتْ مَعْرَكَةً مَا تَنْتَهِي،
غَيْرَ جُنْدِيٍّ قَدِيمٍ يُحَافِظُ عَلَى رِجْلَيْهِ.

فِي المَدِينَةِ أَجْرِي بِشُوَيَّةٍ،
الأَحْوَالُ غَالِيَةٌ وَالشَّمْسُ قَوِيَّةٌ،
كُلُّ نَهَارٍ أَحْسِبُ كُلَّ دِرْهَمٍ،
فِي التَّقَاعُدِ، الحَيَاةُ وَلَّتْ هَمًّا.

الخُبْزُ وَلَّى أَغْلَى مِنَ الأَحْلَامِ،
الخُضْرَةُ، الحُوتُ، وَلَوْ كَلَامٌ،
أَرَى الشَّبَابَ، أَحِسُّ بِنَفْسِ العَذَابِ،
حَتَّى فِي بِلَادِي، الحَيَاةُ وَلَّتْ صَعِيبَةً بَزَّاف.

الحَيَاةُ وَلَّتْ غَالِيَةً عَلَيَّ،
فِي زُنْقَةِ الرِّبَاطِ، مَرَّاتٍ أَضِيعُ،
خَرَجَاتُ الشَّهْرِ وَلَتْ مَعْرَكَةً مَا تَنْتَهِي،
غَيْرَ جُنْدِيٍّ قَدِيمٍ يُحَافِظُ عَلَى رِجْلَيْهِ.

عِنْدِي أَحْلَامٌ بَسِيطَةٌ، غَيْرُ شُوَيَّةِ الرَّاحَةِ،
أَرَى أَحْفَادِي بِلَا مَا أَحْسُبُ التَّكْلِفَةَ،
لَكِنْ كُلُّ دِرْهَمٍ وَلَّى كَنْزًا غَالِيًا،
التَّسَوُّقُ كُلُّ أُسْبُوعٍ، كَفِيلْمٍ ثَقِيلٍ.

أَقْضِي نَهَارِي أُقَلِّبُ عَلَى الثَّمَنِ،
فِي كُلِّ سُوقٍ، أَبْحَثُ عَنْ أَحْسَنِ صَفْقَةٍ،
التَّوَابِلُ الَّتِي كَانَتْ تُعَطِّرُ شَبَابِي تَتَلَاشَى،
قُدَّامَ هَذَا الوَاقِعِ الَّذِي يُحِيطُ بِي مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.

فِي القَهْوَةِ، أَرَى وُجُوهًا مِثْلِي،
حِكَايَاتٌ كَحِكَايَتِي، نَفْسُ الأَمَانِي،
نَضْحَكُ لِنَنْسَى، نَحْكِي عَنْ المَاضِي،
عَنْ وَقْتٍ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ سَاهِلًا وَعَادِيًا.

الأَطْفَالُ يَلْعَبُونَ فِي الجَرْدَةِ بِلَا هَمٍّ،
لَا يَعْلَمُونَ كَمْ تَتَقَلَّصُ أَوَاخِرُ الشَّهْرِ أَمَامَ،
نُبَدِّلُ نَصَائِحَ كَيْفَ نَتَقَيَّدُ،
وَالْوَقْتُ يَمُرُّ، وَلَا شَيْءَ يَتَغَيَّرُ.

كَانَ عَاقِلًا عَلَى أَيَّامٍ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ بَسِيطًا،
وَالدِّرْهَمُ كَانَ عِنْدَهُ قِيمَةٌ وَوَزْنٌ كَبِيرٌ،
وَلَكِنَّ دَابَا، كَنْشُوفُ الجُدْرَانَ كَتْقَرَّبْ،
حَوَالِينَا، كَيْدِيرُو عَلِينَا جِدَارًا كَبِيرًا.

الأَسْعَارُ كَتْطْلَعُ قَبْلَ دَعَوَاتِنَا،
الكِرَاءُ، الدَّوَاءُ، حِمْلٌ ثَقِيلٌ وَصَعِيبٌ،
بَنَيْنَا هَذَا البِلَادَ، حَجْرَةً حَجْرَةً،
وَفِي الآخِرِ، نُخَلِّصُ كُلَّ نَسْمَةٍ فِي الهَوَاءِ.

مَا نَسْتَسْلِمْشِ، حَتَّى إِلَّا كَانَ الحَالُ صَعِيبًا،
كُلُّ صَبَاحٍ، كَنْشُوفُ القْدَّامَ مِنَ الجُدْرَانِ،
نُحَافِظُ عَلَى الإِيمَانِ، نَدِيرُ الأَمَلَ،
حَتَّى إِلَّا كَانَ الطَّرِيقُ مُظْلِمًا.

حِيتْ الرِّبَاطُ، هِيَ مَدِينَتِي، قَلْبِي،
هْنَا كَنْقَاتِلُ، كَنْعِيشُ بِلَا خُوفٍ،
الحَيَاةُ غَالِيَةٌ، آه، وَلَكِنَّنِي وَاقِفٌ،
مُتَقَاعِدٌ مَغْرِبِيٌّ، فَخُورٌ بِكُلِّ حَالٍ.
اللازمة:

الحَيَاةُ وَلَّتْ غَالِيَةً عَلَيَّ،
فِي زُنْقَةِ الرِّبَاطِ، مَرَّاتٍ أَضِيعُ،
خَرَجَاتُ الشَّهْرِ وَلَتْ مَعْرَكَةً مَا تَنْتَهِي،
غَيْرَ جُنْدِيٍّ قَدِيمٍ يُحَافِظُ عَلَى رِجْلَيْهِ.

الحَيَاةُ كَتَسْمَرُ، حَتَّى إِلَّا كَانَ الحَالُ قَاسِحًا،
كَنْزِيدُ نْكَمَّلُ، حَتَّى فِي الطُّرُقَانِ المُظْلِمَةِ،
فِي زُنْقَةِ الرِّبَاطِ، كَيْتَكْتَبْ حِكَايَتِي،
مُتَقَاعِدٌ وَلَكِنْ وَاقِفٌ، كَنْبْنِي بْلَاصْتِي

هذا القصيدة تتحدث عن حياة متقاعد يعيش في الرباط، المغرب

، حيث يعاني من غلاء المعيشة المتزايد يومًا بعد يوم. الشاعر يعبر عن معاناة المتقاعد اليومية مع ارتفاع الأسعار وصعوبة تلبية احتياجاته الأساسية من طعام وسكن. رغم التحديات، يحاول الحفاظ على الأمل والكرامة، مستذكراً أياماً كانت فيها الحياة أكثر بساطة والمال له قيمة أكبر.

القصيدة تسلط الضوء على التناقض بين ما يسمعه المتقاعد في الأخبار من تطور وتنمية، وبين واقع حياته حيث تزيد الفواتير وتضيق الإمكانيات. يُظهر الشاعر أيضاً روح التضامن بين المتقاعدين الذين يتشاركون نفس المعاناة، ويؤكد على القوة والعزيمة التي يتحلى بها الشخص رغم كل الظروف الصعبة.

في النهاية، يعبر الشاعر عن تمسكه بمدينته الرباط وبحياته كمتقاعد، مستمرًا في التقدم بشجاعة وإصرار رغم كل التحديات التي تواجهه.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف الموسيقية بعد هذه القصائد





السبت 31 غشت 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic