كتاب الرأي

ربيع و كحل و أوطان


يوم المرأة ليس عيدا

( ما وراء الشعارات ):



علي تونسي باحث في السوسيولوجيا المعرفة

 ليس هناك غير مآسي فئات اجتماعية مهمشة سوسيوجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا، تلك التي تستقطب اهتمامنا حزنا و غبنا كل يوم طيلة السنة منذ زمن طويل .


نساء ، أطفال ، شباب و مسنين يرزحون تحت نير التخلف بجميع أنواعه و أصنافه في الأوساط المنسية ، نساء و من معهن في مواجهة قساوة الطبيعة بردها ، حرها ، جوعها و عطشها في الجبال و الأرياف و هوامش الفقر في تخوم 
المدن و الحقول و المهن الدنيا في زمن الإمبريالية المتوحشة...


نساء يتجرعن يوميا مرارة المحن و المذلة أكثر فأكثر من أجل لقمة عيش لهن و لأطفالهن و أسرهن حتى...  
 نساء غير نساء مساحيق الحقوق و الحريات لتنظيمات و واجهات مدنية براقة خلفياتها مبهمة تخفي مكر الإلتفاف عليهن و على غيرهن منذ الثورة الصناعية التي زجت بالنساء الأوروبيات يدا عاملة رخيصة في المعامل و المصانع تحت شعارات حرية المرأة الملغومة. و الإلتفاف على الإحتجاج الصامت و الصراخ الباطني المتبركن للأغلبية المسحوقة ( إناثا و ذكورا) تحت نير الأمية و الفقر المزمن و البطالة الهيكلية و المرض و الاستغلال الشرس و المذلة بكل أبعادها اللا إنسانية...


فهل من عيد؟! 
و هل بقي فقط أن نحتفل و نقدم التهاني؟!
فهل من يرعوي؟

 

ربيع و كحل و أوطان

فيما يلي : النص الشعري :
                                                

مِــنْ سُـفـوح و جبال يـأتـي معــجبـوها
كم شموس غابت في أحضان وصالها
علاقات فشلت هامت و غابت
كم علاقات آلت إلى زوال
لــمْ تــدرِ أنها سبب الأفول

 
رســمــت لــوحــة حــب ظلالا ألوانا.
فــارس حلم يمتطي صــهــوة مُــنــــاهــا 
ثــم أشاحت الوجه عـــمَّـــنْ راودها
صار الــزمان عنها أحلاما أوهاما
و الهـوى بـيـن أنـاملها دخانا
ضــيّــعــت رِحــلــة الــعُـــمـرِ فــي انــتــظــار الــبــدرِ
في المقاهي و المعامل و الحقول
 عسى يَطرَق القلب فارسها المغوار


عــنِــســت
رحــلــت نــظــارة الــصِــبــى أوهاما
رهلت أجفانا 
أحــضــانــا 
و أكــعــابــا 
ضاعت ورود الهوى
مِــســكا
و أطبابـا
فصار الأمل أيهم يَــطــرَق البابا

                                         
نــظــرات فـي ربــيــعــهـا شــتــاءً ..
لاآتٌ
آهــاتٌ
و نِــداءُ
رمــقــتــنــي
مُــثْــخَــنــات أجفانها
عيون وحــوش غابات و أحزان
 ســريــعــة خُـطــها 
كــطــيــف ظــلال
مــرت ســريــعــة مرور ثوان
ريّــاح رحــلت صــوب الأعــالـي
تــوارت خلف رســومــات مِـن ســحــاب
راحت و  ألــف ســؤال مِـن سُــؤالْ



كــيْــف تــحــيــى أمَــة بِــلا أحــزان
و تــبــوح الأنفس مــا تــخــفــيــه
و وجـودا ليس كــمــا تــبْــديــه
قالت
أنــشــدت مــواويل عــويــل
زغــاريــدَ أمل و نــوحَ رحــيــل
أنــا صــاحِــبــة و أُخـــة فـي الــديــن
طــلــيــقــةُ دنــيــاه 
أُو مُّ بنيه
أنا فِـردوسـه الـمـفـقـود
نِـصـفُ الـحـيــاه 
هلا سألت عن غدي و ما يخفيه؟!



  سـحـابـاتُ غـبـن أدمــعــت أحـضــانَـا
فأينع الشعر ثوقا و إقداما
سـحـابٌ أمْـطَـرَ الشـوقَ أنــغـامَـا
فماع الكحل أحزانا إوطان



تأملتها
تأملت ذِكْــراهــا
تـأمـلـت فَـيـافــي نـظْـراتِــهـا 
حضارات..شموخا و أقطارا
رأيت شعوبا تـاريخـا محتارا
بـدرا يلـتهِم الشوْق بحارا 
و أرضا تلـتحف الليل جهارا
سماءً ضاقت غُيومـها أحزانـا
أمطرت أدمعا طوفانَـا



تـأمـلـتـهـا حيواة ظـلـمـات
طـبقات حـالكـات فوق طبقات 
شاهدت أكوانا  مُنعزلاتٍ
و هباء سـدوم مـنْـبـثـاتٍ
أبـقـاع عـدم حـبـلـى بـالـوجـود
مـخـاضاتٍ أرحـامـهـا مـخـاض أفــكــار
بـلا فــتــورٍ أو قــعــص أو حِــصــار
تأملتها.. حين همهمت شفتاها
يا كحلي! يا ربيعي القحيل! حسرتي عانس
ضيع أزهاري انتظار وهم فارس

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 10 مارس 2023

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic