يسعى الفد من خلال هذا العرض إلى ترسيخ مكانة "كبور" في المشهد الكوميدي، بعدما نجح هذا الدور في تجاوز صاحبه ليصبح جزءًا من وجدان الجمهور المغربي. ومن خلال مقاطع ساخرة ومواقف مستوحاة من الحياة اليومية، استطاع "كبور" أن ينسج علاقة فريدة مع المتابعين، مجسدًا بساطة الشخصية البدوية وسذاجتها بطريقة تثير الضحك والتأمل في آنٍ واحد.
يحافظ حسن الفد في أدائه على طابع الكوميديا الشعبية، لكنه لا يتوقف عند استنساخ التجارب السابقة، بل يسعى دائمًا إلى تطوير أسلوبه والبحث عن أفق فني جديد. من خلال شخصية "كبور"، يقدم رؤية كوميدية مستفزة، تعتمد على المفارقات الحادة التي تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المغرب، في تجربة تجمع بين الفكاهة والتجديد الإبداعي.
يتمثل أحد أبرز عناصر تميز الفد في اعتماده على ما يمكن تسميته بـ"الكوميديا الرومانسية"، وهو نهج يجمع بين الفكاهة الراقية والتأمل العميق في العلاقات الإنسانية. هذا الأسلوب الفريد منح الفد مكانة متميزة في المشهد الكوميدي المغربي، سواء عبر عروضه المسرحية أو أعماله التلفزيونية، ليصبح واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في مجال الكوميديا.
رغم أن السيتكومات تُقدم غالبًا وفق القوالب الغربية، فإن حسن الفد يحرص على أن يظل قريبًا من الروح الكوميدية الشعبية المغربية. فهو لا يكتفي بتقديم الضحك من أجل الضحك، بل يعمل على تطوير شكل جديد من الفكاهة يعتمد على التجريب والابتكار، في مسعى دائم لإثراء الكوميديا المغربية وتقديمها بصيغة تمزج بين الأصالة والتحديث.