الإصلاحات الصحية
خلال جلسة نقاش، استعرض السيد عزيز مرابطي، مدير مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، الإصلاحات التي يشهدها القطاع الصحي. وأكد أن هذه الإصلاحات تعكس التزام المملكة بضمان الأمن الصحي وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات الصحية. وفي هذا الإطار، أشار مرابطي إلى خطاب جلالة الملك في عيد العرش لعام 2018، حيث دعا إلى إصلاح شامل للنظام الصحي لمعالجة الفوارق الاجتماعية، مؤكدًا على ضرورة الربط بين إصلاح المنظومة الصحية وتعميم الحماية الاجتماعية، وهو ما يهدف إلى تمكين جميع المغاربة من الاستفادة من خدمات صحية ذات جودة عالية.
توسعة التغطية الصحية
من الإنجازات البارزة للمشروع الملكي هو توسيع التغطية الصحية لتشمل فئات جديدة من المواطنين. فقد أطلقت الوزارة نظام "راميد" في عام 2012 لتوفير التغطية الصحية للفئات الأكثر هشاشة. وسبق ذلك إطلاق التأمين الإجباري عن المرض (AMO) في عام 2005، مما مكن العديد من الأفراد، مثل العمال غير الأجراء والحرفيين، من الاستفادة من الخدمات الصحية.
تأثير جائحة كوفيد-19
أدت جائحة "كوفيد-19" إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الصحية، حيث اتخذت الوزارة إجراءات استثنائية لمواجهة الجائحة، بما في ذلك إنشاء 15 مستشفى ميداني وزيادة عدد الأسرة في وحدات العناية المركزة. كما شهدت الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كوفيد-19" نجاحًا كبيرًا، حيث تم تلقيح 25 مليون شخص، مما يعزز قدرة المغرب على تحقيق السيادة الصحية.
الرقمنة والبنية التحتية
في إطار مشروع الإصلاح، تعد الرقمنة جزءًا أساسيًا، حيث تعمل الوزارة على إنشاء نظام معلوماتي وطني موحد يسهل تبادل البيانات الطبية بين المؤسسات الصحية عبر منصة إلكترونية متطورة. ومن المتوقع أن يتمكن المواطنون من الوصول إلى ملفاتهم الطبية باستخدام البطاقة الوطنية الإلكترونية، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية.
بالإضافة إلى الرقمنة، تم تحديث العديد من المؤسسات الصحية وتجهيزها بأحدث المعدات الطبية. كما تم إنشاء الهيئة العليا للصحة (HAS) لتنظيم تقديم المشورة الاستراتيجية بشأن السياسات الصحية وإدارة الأزمات الصحية.
واختتم مرابطي عرضه بالتأكيد على التزام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمواصلة تنفيذ هذه الإصلاحات الطموحة، التي تمثل ثورة حقيقية في المنظومة الصحية الوطنية. ورغم التحديات المستقبلية، مثل ضمان استدامة تمويل الإصلاحات الصحية، تؤكد الوزارة على ضرورة تضافر الجهود بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف الطموحة للمشروع الملكي.
ويأتي حضور المغرب البارز في معرض "جيتكس غلوبال 2024" كفرصة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في رقمنة الخدمات الصحية. تمثل الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، المغرب في المعرض، حيث يتوقع أن يساهم هذا الحدث في تعزيز الشراكات وبناء التحالفات لتسريع عملية التحول الاجتماعي والاقتصادي القائم على الذكاء الاصطناعي