حياتنا

تهافت المغاربة على السلع في رمضان


تعرف الأسواق بالمغرب ، خلال شهر رمضان الكريم إقبالا كبيرا على اقتناء مجموعة من المواد الغذائية والاستهلاكية ، التي تدخل بشكل خاص في إعداد الأطباق التي تقدم على مائدة الإفطار ، حيث يزداد هوس التسوق لدى العديد من المواطنين خلافا لباقي أشهر السنة ، الأمر الذي يدفع البعض إلى الاقتراض في ظل التهافت المفرط على الاستهلاك .



أولا: كيف يمكن تفسير سلوك الإفراط في الاستهلاك إلى حد التبذير وهدر الطعام في شهر في رمضان؟

وفي حوار مع “نقاش 21 ” يسلط محسن بنزاكور، أخصائي في علم النفس الاجتماعي ، الضوء على ظاهرة الإفراط في الاستهلاك المواد الغذائية لاسيما خلال شهر رمضان وذلك من خلال الأسئلة التالية :

 

الاستهلاك في رمضان يتضاعف، ليس فقط في المجتمع المغربي ، بل مع الأسف في كل الدول العربية الإسلامية ، وفي بعض الأحيان قد يصل  الاستهلاك إلى 3 أضعاف الاستهلاك العادي في سائر الأيام ، والأسباب هي متعددة منها ، ما هو اجتماعي وما هو نفسي، طبعا ما هو نفسي واضح ، لأن الإنسان عندما يكون جائعا ويكون أمام المشتهيات واختلافاتها المقدمة في الأسواق والتنافس الذي يكون في تلك اللحظة يدعوا إلى الاستهلاك أو الشراء غير العقلاني ، المبني على الشهوة، وهذا جانب نفسي مفهوم ولهذا كثيرا ما تقدم نصائح أن الإنسان حينما يكون جائعا لا يقدم على الشراء ، لأن في ذلك نوع من الضعف أمام المواد المعروضة . 

 

وسوسيولوجيا ، هذا يكون أكثر تعقيدا من ناحية التفسير، لأننا نعرف بأن رمضان في المفهوم الديني هو عكس المفهوم الاستهلاكي ، الذي أصبحت تعيشه المجتمعات العربية والمغربية، خصوصا أن رمضان جاء بفكرة الإحساس بالجوع والفقر والتعبد، بالإضافة إلى الترفع عن الملذات وتخصيصه للصلاة وقراءة القران وغيرها ، وهي تغذية روحية أكثر من تغذية جسدية، لأن الأصل أن نمنع الجسد من هذه التغذية إلا في ظرف معين والذي حصل أن العكس هو الذي تم بلورته على المستوى الاجتماعي ، بحيث أصبح رمضان كناية على تلك الطاولة المملوءة بما لذى وطاب من “شهوات” ، وهذه العقلية أفرزتها وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التباهي بالمأكولات وموائد الإفطار .

 

وبالتالي تقهقرنا عن المبادئ الأساسية الأولى التي كانت تتمثل في التضامن والترفع عن الملذات إلى التباهي بالطاولة المليئة ، وهو تراجع على مستوى القيم والإحساس الاجتماعي ، لأن رمضان هو صورة تضامنية للمساهمة في الاستقرار والأمن الاجتماعي ، بالإضافة إلى خلق مفهوم التقارب والأخوة والانتماء إلى الوطن والإحساس بالوعي الجمعي ، وكل هذه الأمور تغيب في ظل هذه التصرفات الاستهلاكية المحضة ، التي لا تمت إلى الدين ولا الانتماء الاجتماعي لشهر رمضان بصلة . 

المصدر : نقاش21


2- هل تساهم الإعلانات والتسويق التجاري في إذكاء هذا التهافت والإقبال المفرط على الاستهلاك والاقتراض أيضا في هذه المحطة الدينية السنوية؟

التهافت على الاستهلاك له أيضا سبب ثالث، وهو تأثيرات ما نسميه الإشهار ، أو تأثير الصور التي يتباهى فيها البعض عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فتخلق هذه الرغبة المرضية في التنافس على الاستهلاك ، حيث تصبح لشخص رغبة كبيرة في اقتناء جميع المواد الاستهلاكية التي تنشر في الإعلانات أو الواجهات الإلكترونية في الشوارع .
 

3- هل تساهم العادات والتقاليد المغربية في تعزيز إقبال المغاربة على الاستهلاك؟

الطاولة المليئة لها جذور تاريخية عند المغاربة ، فاستقبال الضيوف يكون بمائدة مليئة بجميع أنواع المأكولات  لإظهار نوع من الكرم وحسن الاستقبال وليس بدافع التباهي .

 

وحول  رمضان أصبح في المخيلة الشعبية اليوم كناية عن كثرة الاستهلاك ،  لأننا أصبحنا نلاحظ النزاعات بين الأزواج في رمضان يكون مدارها هو المائدة ، كأننا أصبحنا نعيش من أجل بطوننا ومن أجل الاستهلاك ، لا أعمم ولكن أصبحت هذه ظواهر تأخذ بعدا يندر بالحيطة والحذر ، لأن رمضان يساعد على الامتناع عن الاستهلاك وأن يكون سلوكنا راشدا ، لكن ما يحصل هو العكس تماما .


وبالتالي هذا السلوك يضعنا أمام سؤال كبير ، هل أصبحنا ضعافا كمجتمع أمام هذه العادات والسلوكيات التي تتكرر في كل موسم رمضان؟

 


Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 27 مارس 2023

              




مدار اليوم
12:26

الدار البيضاء تستضيف مهرجان البولفار في دورته الـ22

الدار البيضاء تستضيف مهرجان البولفار في دورته الـ22
 يحتفي مهرجان البولفار في دورته الـ22 بذاكرة مهدي متاليكا ويجمع أسماء لامعة مثل الناسولي وبنشمسي ، دادا، سارة واسماعيل، مهدي الناسولي، إضافة إلى فرقة « العيطة مون أمور ». و تستضيف مدينة الدار البيضاء فعاليات الدورة الـ22 من مهرجان البولفار خلال الفترة الممتدة بين 12 و15 شتنبر الجاري، بنادي الراسينغ الجامعي البيضاوي. كما أعلن مدير المهرجان، "مومو"، خلال ندوة صحفية، أن الدورة الـ22 من "البولفار" ستشهد مشاركة 530 مجموعة موسيقية، أغلبها من صنف فن "الراب".
12:24

تصاعد حدة الاحتجاجات الطلابية في كليات الطب والصيدلة بالمغرب

 تصاعد حدة الاحتجاجات الطلابية في كليات الطب والصيدلة بالمغرب
 تصاعدت حدة الاحتجاجات الطلابية في كليات الطب والصيدلة بالمغرب، حيث شهدت امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول مقاطعة واسعة من قبل الطلبة. يأتي هذا التصعيد بعد أربع محاولات سابقة، مما يؤشر على عمق الأزمة التي يعيشها القطاع. في ظل هذا الوضع المتأزم، تدخلت مؤسسة الوسيط من أجل احتواء الأزمة والبحث عن حلول عاجلة. ودعت المؤسسة، في اجتماع طارئ، أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان لمناقشة الوضع الراهن واستكشاف سبل الخروج من هذه الأزمة التي تهدد مستقبل القطاع الصحي بالمغرب.
12:23

أزيد من 8 ملايين و 112 ألف تلميذة وتلميذ يلتحقون بالمؤسسات التعليمية

أزيد من 8 ملايين و 112 ألف تلميذة وتلميذ يلتحقون بالمؤسسات التعليمية
 أفادت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأن أزيد من 8 ملايين و 112 ألف تلميذة وتلميذ سيلتحقون بالمؤسسات التعليمية برسم الموسم الدراسي الجديد 2024/2025.














القائمة الجانبية الثابتة عند اليمين





Buy cheap website traffic