حتى مع سلسلة الإخفاقات والانتكاسات، فإن الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر لن تتزحزح قيد أنملة عندما يتعلق الأمر بكراهيتها الدفينة تجاه المغرب واستراتيجيتها العدائية في قضية الصحراء. وقد أكد هذه الحقيقة معهد الشرق الأوسط، الذي تأسس عام 1946 وأكثر مراكز التفكير الأمريكية تأثيرا والمخصص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ففي دراسة حديثة وقعها المحلل فرانسيسكو سيرانو تحت عنوان « التنافس الإقليمي بين المغرب والجزائر على وشك أن يكتسب زخما »، يشير مركز التفكير الأمريكي إلى أن الجزائر تستعد (مرة أخرى!) للعودة بقوة في « حربها » ضد المملكة ومصالحها.
أولئك الذين كانوا يعولون على تغيير التكتيكات مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة على الأرض سيصابون بخيبة أمل. ومن خلال محاولتها الجديدة، فإن الطغمة العسكرية تعتمد على القديم –الملازم للكراهية للمغرب والمغاربة. يقول المثل: أجمل امرأة في العالم لا يمكنها أن تعطي إلا ما لديها. والنظام الجزائري ليس لديه ما يقدمه سوى العداء للمغرب.