كتاب الرأي

بين مهل السيرورة و طفرة الصيرورة في تقدم المجتمع و شباب و سحاب و قمر


حينما تتجه النظرات الى الافق البعيد حاملة حياد المشاعر و القيم و الافكار و خلف جدار الذاكرة المتعبة بالكاد صورا و عتمة الحلم أثناء النوم راحة للدماغ و النفس و تخليص الوجدان من السلبيات و المنغصات ...



بقلم : علي التونسي باحث في سوسيولوجيا المعرفة

الحلم في حالة اليقضة إن تجاوز الطموح الموضوعي / الواقعي و الرغبة في التغيير نحو الأفضل فإنه يصبح من دواعي الانتباه و زيارة الطبيب النفسي...


الموضوع :

تقدم المجتمعات بين مهل سيرورة التقدم و طفرة الصيرورة المباغثة فإن مدونة الأسرة ليس سببا مباشرا فيما يشهده المجتمع المغربي من نقاش حقوقي ساخن . 

فإن المجتمع، أي مجتمع يمر من ظروف دقيقة، يشهد خلالها  تغير عميق في منظومته القيمية، من منطلق كونه مجتمعا تقليديا محافظا ( متدينا  أو غير متدين ) إلى أن يصبح مجتمعا متطلعا للحداثة و التحرر عن طريق طفرة بدون مقدمات و من غير استعداد بيداغوجي، فما أصعب مرحلة المرور السريع و الانتقال الطفروي المباغث. و ما يصاحب ذلك من ازدواجية فصامية في شخصية هذا المجتمع الثقافية و الاجتماعية و تفاعلاته العلائقية و ما يترتب عنها من اضطرابات و توثرات و ارتدادات سلوكية إن على المستوى الفردي أو الجماعي نفسيا و اجتماعيا سواء بسواء ( ظاهره حداثي و عمقه تقليدي محافظ ) .


إن هذا المرور السريع يكون بمثابة زلزال قيمي قوي، فمن مخلفاته هدر للزمن التنموي على جميع المستويات و المجالات و تنامي أعداد كثيرة من الضحايا ثقافيا و نفسيا و عقليا... فتتكاثر ظاهرة الانهيارات الأسرية و مظاهر الشقاق و التطليقات بالجملة، مع بروز ظاهرة العنوسة بين الإناث و شيخوخة العزاب بين الذكور. و ما إلى ذلك من آفات اجتماعية و مظاهر اختلالات سلوكية متعددة...  نظرا لما يتعرض له المجتمع أفرادا و جماعات من ضغوطات و إكراهات مادية و فكرية بسبب انفتاحه اللا مشروط على الواردات عليه من الخارج أفكارا و تمثلات و سلع  و صناعات و صنائع و تناقضات بالجملة و التفصيل... 


و الشاهد على ذلك ليس ببعيد، فما تعيشه مجتمعات الدول الصناعية الأوربية من انحلال خلقي باسم الحرية المبالغ فيها و تفكك أسري إلا نتيجة ما صارت عليه بسبب طفرة التقدم الصناعي و التكنولوجي  وما ترتب عنهما من انتقال قيمي سريع من القيم الدينية الأخلاقية و الجماعية و الأسرة التقليدية الكبيرة المحافظة و الحياة الفلاحية إلى مجتمع صناعي بقيمه الجديدة المادية الصرفة و ثقافته البراغماتية الواردة عليه من الخارج ( سواء الليبرالية الفردانية الغربية الأمريكية  أو الشيوعية الاشتراكية الشرقية السوفياتية ) و نزوعه الحربية الاستعمارية و تحريره للمرأة و الدفع بها باسم الحداثة و العصرنة يدا رخيصة في المعامل و المصانع ( البرجوازية أو التابعة للدولة ) و لتصير أكبر مستهلكة بامتياز للصناعات التجميلية و مودا الأزياء و التبرج و جعلها بضاعة إشهارية لكبريات المتاجر العالمية...

شــبــابٌ و ســحــابٌ و قــمــر

كـخـيـول الـبـراري الــطــوامــحِ نــوابــغُ الـــشــباب
جــامــحــة
طـلــيــقــة
تــأبــى لــجــمَ الــرِّقــاب
تــرقــى صــهــوة الــموجِ و الــريــّاح
و هــالــةَ الــبــدرِ فــوق الــســحــاب



مــن خــلـْـف لاآتِ الــكــوابــحِ أحــلامُ الــشــبــاب
حُــرّة تــهــوى رســمَ الـشــمــسِ  و خــدود الأصــيــل
فــي ســمــراللــيــالــي و الأســحــار
فــي مــجــاهــلَ الــفــكــر و الــســؤال
مــا الــســمــاء
ما الأرض و الشجر و البحار
إذا غــاب الــقــمــر
و قِــيَّــمُ الإنــســان والــعـــبَــر؟


أيّــانــا مــن تــخــالــيــق الــعُــمــران
بــيــنــمــا الــمــالُ فــقــط و الــحَــجَــر٠٠
و دمــوعُ عَــيــنِ الــغــمــامِ
دموع لــم تــعــرِف مــعــنــى الــحُــزن
و لا معنى الألــم


كــلــواعِــج الــثــأرِ كــالأســـرارِ
شــعــوبٌ تــبــلْــوَرت فــي الأغــوار
كَـســبــاتٍ لــمَــقــدمِ الإعــصــار
كــالأجــيــالِ
كــثــوْرة الأشــعــار
رأيـتُ الــحُــبّ دمــعــةً بــاســمــة
كــانــبِــجــاس نــور فــجــرٍ دًلــوع
فــي أحــداقِ ربــيــعٍ و رُبــوع


رأيــت الــحُــبّ  جُــمــوعا سواعدهم
رداد بــحــرٍ.. هُــتــافــاً غــفــيــراً كــالــهــديــرْ٠٠٠
ثــم تــوارى نُــزوعَا للغــروب
بــيــن حــنــيــنٍ و لــيــلٍ طَــروب
بــيـن تــبــاشــير مــجــدٍ ســلــيــل..
و إشــراقــات ربـــيــعٍ قــحــيــل

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 26 يونيو 2023

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic