وأكد الوزير، في رده على الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن الشركة أبدت استعدادها لفتح مكتب بالمغرب بهدف تعزيز فهمها للثقافة المحلية، مما يمثل خطوة نحو تقليص الفجوة بين المنصات الرقمية والخصوصيات المجتمعية.
وأشار الوزير إلى مساعٍ مغربية لتكوين تكتل عربي يهدف إلى فتح قنوات تواصل مع شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تُعرف عالميًا باسم "الجافا"، وتهدف هذه الجهود إلى معالجة التحديات التي تواجه القيم والمفاهيم الثقافية في المجتمعات العربية، بما فيها مفهوم "تمغرابيت"، والعمل على تحديد خطوط فاصلة بين المحتوى المقبول والمرفوض.
وأكد الوزير على أهمية تقوية التكتلات الإقليمية العربية لتعزيز القدرة على التفاوض مع هذه الشركات العملاقة التي تتصرف وكأنها دول مستقلة، من خلال تعيين مسؤولين مختصين بمحاورة الحكومات. وأشار إلى أن بناء قوة سياسية واقتصادية واجتماعية موحدة في المنطقة هو السبيل لمواجهة تلك التحديات بفعالية.
وفي سياق متصل، شدد الوزير على دور الأسرة في مراقبة استخدام الشباب لهذه المنصات، مؤكدًا أن الحكومة يمكنها إطلاق مبادرات توعوية، لكن المراقبة الأبوية تظل ركيزة أساسية للحد من الآثار السلبية.
كما دعا إلى تفعيل القوانين المتعلقة بالتشهير والأخبار الزائفة، مؤكدًا ضرورة أن يلجأ المتضررون إلى القضاء بدلًا من انتظار تدخل السلطات.
من جهة أخرى، أوضح مجموعة من المستشارين أن منصة "تيك توك" باتت مصدرًا لنشر مظاهر الانحراف والسلوكيات السلبية، مما يهدد القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع، وأكدوا في المقابل أن العديد من الدول قد اعتمدت إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة، منها حظر التطبيق أو فرض رقابة صارمة على المحتوى والعائدات المالية التي تحققها المنصات الرقمية.
كما أشاروا إلى أن غياب جهاز متخصص في المغرب لمراقبة المحتوى الرقمي بشكل فعال، يزيد من تفاقم المشكلة، كما دعوا إلى تعزيز الدور التربوي للمؤسسات التعليمية والقيميين الدينيين، بالإضافة إلى إشراك المواطنين في مواجهة هذه الظاهرة.