وعلى مدى قرون من الزمن ، تعددت حضارات الفن الإسلامي وتنوعت مجالاتها ، وشملت الأنماط الزخرفية والخط العربي وفنون العمارة المستلهمة من الجوانب الروحية ، وأتاحت حركة الفتوح والتجارة والهجرة التي انتعشت في ربوع البلاد الإسلامية ظهور أنواع أخرى من الفنون مثل السيراميك والمشكاوات والرسم والكتابة على الزجاج وغيرها ، حيث نشرت منظمة اليونسكو على موقعها الرسمي إصدارا يتكون من 6 مجلدات تحت عنوان “ الجوانب المختلفة للثقافة الإسلامية ” ، بدعم من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في ليبيا .
هذا الإصدار يجمع مساهمات حوالي 150 باحثا من المسلمين وغير المسلمين من جميع أنحاء العالم ، كما أنه يعكس التبادل الأكاديمي بين أعضاء اللجنة العلمية للمشروع والمحررين والمؤلفين ، من أجل تقديم لمحة تاريخية وجغرافية شاملة عن الثقافة الإسلامية ، حيث توضح هذه المجلدات كيف كان الإسلام ، على مدى قرون ، قوة دافعة في التقارب بين الثقافات ، مقدمة بذلك إطارا يمكن من خلاله للثقافات المتنوعة أن تزدهر وتتفاعل .
بدورها ، قالت اليونسكو خلال عرضها للمشروع ، إن نطاقه واسع ويهدف إلى تعريف أكبر عدد ممكن من القراء بالجوانب المختلفة لهذه الثقافة الحية ، لأنها توثق الأسس الإلهية للإسلام ، ومكانة الفرد والمجتمع في العالم الإسلامي ، وتوسع الإسلام ، ومساهمته الأساسية في التعليم والعلوم والتكنولوجيا ، وإسهامات الحضارة الإسلامية في الأدب والفلسفة والفن والعمارة .
وفي ذات السياق ، أفاد بيان للمنظمة الأممية الذي دشن " اليوم العالمي للفنون الإسلامية” في 2020 ، بأنه وفق قرار مؤتمرها العام الـ 40 ، فقد تقرر الاحتفال عالميا بذلك اليوم كل عام بمجموعة من الفعاليات المختلفة ، وتهدف هذه الخطوة ، حسب مديرة اليونسكو ، إلى إيجاد الوعي بشأن الجانب الفني والحضاري للإسلام، وإسهام الثقافة في الحضارة .
ودعا نفس البيان الجميع إلى تقديم مساهمات في " اليوم العالمي للفن الإسلامي " ، حيث قالت أوزولاي “ فليكن إذن هذا اليوم مناسبة لنتمتع معا بهذا الفن الذي يستمد إلهامه من روحانيته الخصبة ، والذي يعبر عن نهج مميز لرؤية العالم والإحساس به وفهمه ” ، مضيفة أن إعلان المنظمة يوم 18 نونبر هو " اليوم العالمي للفن الإسلامي " يأتي في إطار الاحتفال “ بالإرث غير العادي والمتوزع على 14 قرنا ” .
المصدر : مجلة فرح