الرئيسية
بحسب دراسة من جامعة أريزونا، أظهرت النتائج أن الهواتف المحمولة تحمل عشرة أضعاف الجراثيم الموجودة على مقاعد المراحيض. ليس ذلك فحسب، بل أظهرت أبحاث أخرى أن 1 من كل 6 هواتف تحتوي على آثار براز، مما يهدد صحتنا بشكل جدي. الجراثيم مثل الإشريكية القولونية التي تسبب الإسهال وآلام المعدة يمكن أن تكون موجودة على هواتفنا وتظل حية لعدة ساعات. الحل لتقليل هذا التلوث يكمن في تنظيف الهاتف بانتظام باستخدام الأقمشة الدقيقة أو الأجهزة المخصصة للتعقيم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.
بعيدًا عن الهواتف، يعتبر التعامل مع الأموال الورقية والمعدنية مصدرًا آخر للتلوث، حيث أظهرت دراسة نشرتها مجلة "PLOS ONE" أن العملات تحتوي على مئات الأنواع من الجراثيم. من البكتيريا المسببة لحب الشباب إلى الجراثيم المهبلية، قد تحمل العملات أيضًا آثار مواد غير متوقعة مثل الكوكايين. وتشير الدراسات إلى أن 80% من الأوراق النقدية تحتوي على آثار الكوكايين، مما يفتح الباب للنقاش حول ضرورة التحول إلى المعاملات الإلكترونية للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتعامل بالنقد.
في الأماكن العامة مثل المصاعد، حيث يضغط الجميع على الأزرار للوصول إلى الطوابق المختلفة، تنتقل الجراثيم من شخص لآخر بسهولة. وجدت دراسة عام 2014 أن أزرار المصاعد في المستشفيات كانت أكثر تلوثًا من المراحيض نفسها، وخاصة الأزرار في الطابق الأول التي يضغط عليها معظم الأشخاص. لتفادي هذا التلوث، يوصي الخبراء بتعقيم اليدين بعد لمس الأزرار أو استخدام قطعة قماش لفتح الباب بدلاً من لمس الأزرار مباشرة.
وفي المكاتب، خاصة في غرف الاستراحة، تعتبر الأكواب مصدرًا آخر للجراثيم. أكدت دراسة أن 90% من أكواب القهوة في المكاتب ملوثة بالجراثيم، بما في ذلك آثار براز، وأظهرت نتائج أخرى أن 100% من الأكواب التي تم تنظيفها باستخدام الإسفنجة كانت تحتوي على بكتيريا القولونية. ينصح الخبراء بغسل الأكواب في غسالة الصحون بدلاً من استخدامها مرة أخرى دون تنظيف صحيح.
في الصالات الرياضية، حيث تنتشر الرطوبة والعرق، تعتبر المعدات الرياضية بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والفطريات. أظهرت دراسة عام 2021 أن أوزان الصالات الرياضية تحتوي على ميكروبات أكثر بـ 362 مرة من مقاعد المراحيض. هذا يعكس خطورة استخدام المعدات الرياضية دون تعقيم مناسب، حيث يمكن أن تنتقل الأمراض الجلدية مثل "التهاب الجريبات" و"سعفة القدم الفطرية" عبر هذه المعدات.
رغم وجود هذه الجراثيم في كل مكان، يطمئننا الخبراء أن معظمها غير ضار. وفقًا للدكتور فيليب تيرنو، مدير علم الأحياء الدقيقة في جامعة نيويورك، فإن من بين 60,000 نوع من الجراثيم التي نتعامل معها يوميًا، حوالي 1 إلى 2% فقط هي التي تشكل خطرًا على صحتنا. لذا، الحفاظ على النظافة الشخصية وتعقيم الأسطح بشكل منتظم يمكن أن يقلل من المخاطر المرتبطة بهذه الجراثيم
