جمال أزضوض
ولم يفوت شكيب بنموسى ، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، فرصة ظهوره ، مطلع الأسبوع الجاري في مجلس النواب ، ليتوعد محاربة “ظاهرة الغش” في امتحانات الباكالوريا ويؤكد حرص وزارته على تطويق الغش بكل وسائله ؛ بما فيها الإلكتروني .
إجراءات غير كافية
يُراهن الوزير على العمل على “بث وصلات تحسيسية والتنسيق مع السلطات الأمنية والمحلية وتعبئة أولياء أمور التلاميذ لتطويق الظاهرة” ؛ وهي إجراءات يرى عبد الله غميمط ، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم ، أنه يمكن أن “تؤتي ثمارها وتُساهم في التقليل من حالات الغش إذا تمت بشكل مكثف ومتواز”، غير أنه عاد ليؤكد أنها “تبقى غير كافية” .
وأبرز غميمط ، في تصريح له ، أن الغش “ظاهرة عامة لا تهم قطاع التعليم فقط؛ لكنها تعمقت في الأخير وباتت بنيوية لأسباب عديدة ، من بينها الفشل الذي تُعانيه المنظومة التربوية وتراجع مستوى التعلمات لدى التلاميذ فضلا عن غياب تكافؤ الفرص الناتج عن تشجيع الوزارة للقطاع الخاص والساعات الإضافية، ما يخلق تنافسا غير شريف بين التلاميذ” .
وأضاف الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم : “لذلك، على جميع مكونات المجتمع تحسيس التلاميذ بأن الحصول على شهادة بأساليب غير مشروعة لن يفيد صاحبها أو أسرته أو المجتمع بشكل عام” ، قبل أن يعود ليشدد على أهمية الزجر في هذا الصدد ؛ لكنه رهنه بتوفير شروط عديدة، أهمها ضمان الحماية للمكلفين بالحراسة في مراكز الامتحانات الذين دفعت الاعتداءات المسجلة في حق زملائهم في السابق من طرف التلاميذ إلى رفض هذه المهمة أو تقديم شواهد طبية لتبرير غيابهم عنها .
المقاربة التشاركية
دور الأسر في محاربة ظاهرة الغش يعتبره نور الدين عكوري ، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب ، “محوريا” ، مؤكدا أن الفيدرالية تعمل خلال الأيام التي تسبق هذه الاستحقاقات الوطنية على توعية الأسر بما يترتب على انخراط أبنائهم في عمليات الغش من أضرار ومخاطر .
وعبر عكوري ، في تصريح له ، عن “أسفه للقابلية والتقبل، وفي بعض الأحيان الدعم ، لدى مجموعة من الأسر المغربية لغش تلاميذهم في مختلف امتحاناتهم” ، منبها إلى أن سماح الآباء والأمهات باصطحاب أبنائهم لهاتف أو أية وسيلة إلكترونية إلى مركز الامتحان -وإن لم يستعملوها- بإمكانه أن يحرمهم من التباري لموسم على الأقل، مشيرا إلى وزارة التربية الوطنية “باتت صارمة في هذا الصدد” .