صحتنا

المرضى النفسيون بين نقص ادويتهم و غلاء أسعارها


عاد ملف نقص الادوية الى الواجهة في ظل معاناة المغاربة الذين تجاوزوا سن 15سنة (48.9%) من اضطرابات نفسية خفيفة أو حادة إذ يعاني قطاع الصحة النفسية من نقص حاد في الموارد البشرية والبنية التحتية. هذا النقص يحول دون تمكين العديد من المرضى من الحصول على حقهم في العلاج، مما يدفع الأسر إلى اللجوء إلى وسائل تقليدية مثل زيارة الأضرحة والاستعانة بالرقية الشرعية، مما قد يتسبب في مخاطر. و في تقرير الصادر من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب في سنة 2022 الصحة العقلية وأسباب الانتحار بالمغرب أن الأمراض النفسية ضمن الأمراض المزمنة، لذا فإن المرضى النفسيين يقعون بين نارين : نقص الدواء في السوق، وارتفاع سعره في ظل انتشار رقعة الفقر .



بقلم: نجوى القاسمي

ضغط تزويد الأدوية

في هذا الصدد ادلى الطيب حمضي بتصريح لجريدة لوجدي  أن  السبب اول  في نقص الادوية الضغط مما يؤدي الى   تواجد الدواء بكمية  قليلة  إضافة مشكلة في النقل وصعوبة وصوله للصيدليات والمرضى او المستشفيات وأضاف في معرض  حديثه ان المشكل  ليس في  الغياب  لكن  الضغط على الطلب يؤدي الى النقص،   كما أن الاسر المغربية يقتنون الادوية  بكمية كبيرة عند توفرها خمسة  مرات  من حاجياتهم  مما يؤدي  الى انقضاء الدوا ء و تفاقم الأزمة. 

و أشار الطبيب أن المواد الأولية   التي توجد في الدول المصنعة مثلا الهند و الصين تنفذ كما أن الأدوية التي ليس لها  الجنيس او بديل لا يمكن تعويضها ، لافتا بذلك أن هناك شركات مصنعة للأدوية تتخلى عن   الإنتاج لدواعي انها لا تستفيد من عائداتها  وخلص أن  الأدوية   اساسية للحياة  من الممكن  ان يكون لها بديل  وأخرى  أساسية لا يوجد لها  بدائل وبالتالي مما يسبب نقص او انعدام الدواء بصفة نهائية .

الطب النفسي يعاني من نقص حاد يعيق رحلة العلاج ويدفع المرضى لطرق أبواب الطب البديل

لوحظ استمرار الخصاص المهول في الوسائل الطبية والموارد البشرية المتخصصة اطباء وممرضين. ونفسانيين. وفي المقابل ارتفاع معدلات الاصابة بالأمراض حيث  تشير نتائج المسح الوطني للسكان الذي أنجزته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سابقا، عن الاضطرابات النفسية والعقلية أن معدل الاضرابات النفسية بالمغرب قد ارتفع بشكل ملحوظ ، بسبب رواسب ومخلفات جائحة كوفيد- 19.

في حديثه لصحيفة لودجي   عبر  علي لطفي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أن الطاقة الاستيعابية السريرية لمستشفيات الطب النفسي ومراكز العلاج، حسب المعطيات التي قدمها تقرير الشبكة، متواضعة جدا لا تتجاوز 2500 سرير بالقطاعين العام والخاص، وما يقارب     50 % منها توجد بجهتي الدار البيضاء -سطات والرباط ،سلا ،القنيطرة ويتفاقم الوضع اكثر على مستوى الموارد البشرية المتخصصة والمؤهلة في مجال الصحة النفسية ، فقط 343 طبيب نفسي، و214 عالم نفس، و16 طبيبا نفسي للأطفال، و1335 ممرض وممرضة في الطب النفسي، و14 مساعدا اجتماعيا، و فقط 64 طبيبا متخصص في علاج الإدمان، ونسبة كبيرة منهم ايضا اي ما يقارب 40% ، يزاولون بالمركزين الجامعيين ابن سينا بالرباط وابن رشد بالبيضاء ، كما ان الغلاف المالي السنوي المرصود لبرنامج الصحة النفسية والعقلية ضعيف حدد في 6 في المائة من الميزانية العامة لقطاع.

تابع في معرض حديثه قائلا إن الإمكانيات المادية والبشرية ونقص كبير في البنية التحتية والتجهيزات وغلاء أسعار الأدوية وفقدانها أحيانا، يعد أحد العوامل المشجعة على التوجه نحو المؤسسات التقليدية للعلاج والتي تعتمد على زيارة الأولياء الصالحين والأضرحة، أو الفقيه، أو الرقية الشرعية لإزالة أثر السحر أو استخراج الجن والقِوى الخفيّة التي تعتبرها أسر المرضى هي السبب في الاضطراب النفسي. 

كما يتم اللجوء إلى تقنيات العلاج النفسي التقليدي حسب ما هو متداول في الأوساط الشعبية من طرق وأساليب؛ كاستهلاك خليط من الأعشاب أو الغسل أو حمل معادن أو الطقوس العلاجية الأخرى كإيقاعات موسيقية والرقص او تقديم الهدايا و الذبح.

وتعليقا على حادثة الطبية التي توفيت  على يد راقي بالرباط  أشار الى هناك استهلاك  خليط من الاعشاب التي أثرت اكثر على وضعها الصحي علما ان بعض امراض السرطان يمكن اليوم  علاجها طبيا ان تم الاكتشاف المبكر. لكن اغلبها رغم تقديم العلاجات الكميائية و حصص الأشعة السينية تستمر في الانتشار بالجسم الى الوفاة ولو كان هناك وسيلة أخرى للعلاج لتم اتباعها من طرف  الأطباء . 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 19 يوليوز 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic