الرئيسية
تمتلك إفريقيا أكبر شريحة شبابية وأسرع معدل نمو سكاني في العالم، مما يمنحها فرصة استثنائية لاستثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي. فهذه التكنولوجيا تمثل محركًا رئيسيًا لإعادة تشكيل سوق العمل وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الإفريقي.
وأكد تحالف "سمارت أفريكا" أن تطوير الذكاء الاصطناعي سيسرع من الرقمنة ويوفر حلولًا تقنية تتماشى مع الخصوصيات الإفريقية. سيجمع المجلس الإفريقي للذكاء الاصطناعي ممثلين عن الحكومات، والقطاع الخاص، وخبراء من الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، حيث سيركز على تنسيق الجهود، ودعم الابتكار، وتطوير أطر تنظيمية أخلاقية تضمن الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا لصالح التنمية في القارة.
وفي هذا السياق، صرح لاسينا كوني، رئيس تحالف "سمارت أفريكا":
"إن إنشاء المجلس الإفريقي للذكاء الاصطناعي يمثل خطوة حاسمة في تعزيز مكانة إفريقيا داخل الاقتصاد الرقمي العالمي. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا، بل هو محرك للنمو الاقتصادي يمكنه، إذا تمت إدارته بطريقة أخلاقية، أن يسهم في ازدهار القارة بأكملها".
من جانبها، أكدت أمل الفلاح سغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن المشروع يعتمد على تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز المهارات، وتحسين إدارة البيانات، إلى جانب تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات التأثير الواسع.
من المنتظر أن يتم الإطلاق الرسمي للمجلس الإفريقي للذكاء الاصطناعي خلال قمة الذكاء الاصطناعي لإفريقيا، المقررة يومي 4 و5 أبريل 2025 في كيغالي، تحت رعاية المركز الإفريقي للثورة الصناعية الرابعة (C4IR) في رواندا، وبالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي. إلى جانب ذلك، سيتم تنظيم جلسات استشارية على هامش فعاليات دولية كبرى، مثل قمة الذكاء الاصطناعي في باريس (10 و11 فبراير) والمؤتمر العالمي للجوال في برشلونة (3-6 مارس)، لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والشركاء العالميين في هذا المجال.
حصل المجلس الإفريقي للذكاء الاصطناعي على تمويل أولي من مؤسسة بيل غيتس لدعم استراتيجيته التشغيلية، فيما تعمل منظمة Qhala على تطوير أدوات حوكمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مؤشر لقياس جاهزية المواهب الإفريقية في هذا المجال. كما يشارك معهد كارنيغي للسلام الدولي (CEIP) في صياغة إطار سياسات متكامل لدعم تطوير بيئة رقمية فعالة في إفريقيا، مع التركيز على تحسين إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي.
تُعد هذه المبادرة خطوة حاسمة نحو تعزيز استقلال إفريقيا الرقمي، حيث يمكن أن تتحول القارة خلال السنوات المقبلة إلى مركز عالمي للابتكار في الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد الاستثمارات الدولية، وتطور البنية التحتية الرقمية، تفتح هذه الجهود الباب أمام تحول اقتصادي شامل ومستدام يعزز مكانة إفريقيا في المشهد التكنولوجي العالمي.
