هي أخواتها

المتاجر الراقية للملابس المستعملة تحقق مبيعات قياسية: رضا المستهلكين وتخوف الماركات العالمية


في الآونة الأخيرة، شغلت وسائل الإعلام خبراً عن سيدتين من كوستاريكا، Marta Sosa و Mauren Castro، تستخدمان جلد الأسماك النافقة لتصميم ملابس ومجوهرات، في خطوة نحو إنتاج حقائب في المستقبل. هذه المبادرة تهدف إلى إعادة تدوير النفايات البحرية بدلاً من تلويث المحيطات، وتعكس التوجه العالمي نحو الاستدامة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تتعامل دور الأزياء الراقية مع هذا التوجه، وخاصة في ظل نمو سوق الملابس المستعملة؟



تغيير في صناعة الأزياء
لاحظت الماركات العالمية زيادة الوعي البيئي بين المستهلكين، مما دفعها إلى استبدال الجلود الطبيعية ببدائل نباتية كجزء من حلول الاستدامة. ومع ذلك، يظهر أن هذه الماركات تواجه تحدياً أكبر في تقبل سوق الأزياء المستعملة، حيث يعتمد نجاحها على الترويج للمجموعات الجديدة، وزيادة استهلاك المستهلكين للمنتجات العصرية، بدلاً من شراء القطع القديمة أو المستعملة.


دار بوما (Puma) بادرت بتنظيم سلسلة حلقات نقاش تحت عنوان "Know Your Stuff"، حيث قارنت بين الجلد الطبيعي والجلد النباتي، وتطرقت للمخاطر البيئية المرتبطة بكليهما. تستمر هذه السلسلة حتى 17 أكتوبر 2024، وهي متاحة للجمهور عبر قنوات البث الرقمي.


تطور سوق الملابس المستعملة
في الماضي، كان شراء الملابس المستعملة مصدر إحراج، خاصة لدى النساء. لكن مع مرور الوقت، وخصوصاً بعد جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم عام 2020، تغيرت هذه النظرة. أصبح التسوق عبر الإنترنت أكثر قبولاً، وازداد الإقبال على شراء قطع من ماركات عالمية مثل ديور وشانيل وغوتشي بأسعار أقل من المتاجر الأصلية، مما سمح للعديد من النساء بالحصول على تصاميم فاخرة كانت تبدو بعيدة المنال.


الحجر الصحي وتداعياته الاقتصادية كسرا حاجز الخجل، وجعلا حتى الأغنياء يتوجهون نحو الأزياء المستعملة، حيث وجدت هؤلاء فرصة لاقتناء قطع فاخرة من مجموعات قديمة لا يمكن العثور عليها في المتاجر التقليدية. ووفقاً لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن سوق الأزياء المستعملة الفاخرة حقق مبيعات وصلت إلى 45 مليار يورو في عام 2023، مسجلاً نمواً بنسبة 4-6% مقارنة بالسنة السابقة.

مخاوف الماركات العالمية
على الرغم من النجاح المتزايد لسوق الملابس المستعملة، تعبر الماركات العالمية عن قلقها من هذه الظاهرة، إذ ترى أنها تؤثر سلباً على مبيعات مجموعاتها الجديدة. هذه الماركات لا تستطيع خفض أسعارها لتتنافس مع الأسعار المخفضة للملابس المستعملة، خاصة أن القطع القديمة غالباً ما تتميز بجودة تصنيع يدوية أفضل من الحديثة. بعض الدور، مثل ديور وشانيل، كانت تعتمد على الحرفية اليدوية بشكل أكبر في الماضي، مما يمنح تلك التصاميم القديمة قيمة أكبر واستدامة أطول.

إضافة إلى ذلك، تخشى هذه الدور من انتشار التصاميم المزورة في السوق المستعملة. ولهذا السبب، تحرص المتاجر المتخصصة في الملابس المستعملة على التأكد من أصالة القطع المعروضة، تجنباً لاتهامات التشهير من قبل الماركات الكبرى مثل مجموعة LVMH، التي تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة المنتجات المزيفة.

الاستدامة والتوجه المستقبلي
يعتقد نقاد الموضة أن الاعتياد على شراء الملابس الراقية المستعملة قد يدفع المستهلكين مستقبلاً إلى شراء التصاميم الجديدة أيضاً، مما سيعود بالفائدة على الماركات العالمية. إلا أن تلك الدور لا تزال تواجه تحديات تتعلق بالموازنة بين زيادة الاستهلاك وتعزيز الاستدامة، وهي معادلة صعبة في عالم الموضة السريع التغير.

ومع استمرار انتشار ثقافة الأزياء المستعملة، من المتوقع أن تتكيف الماركات العالمية تدريجياً مع هذا التوجه، مع الحفاظ على جودة منتجاتها وحمايتها من القرصنة والتزييف.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 4 أكتوبر 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic