لنتعرف أكثر في هذا التقرير على هاتين الحميتين .
يعتمد نظام “الكيتو دايت” على تناول نسبة عالية من الدهون ومتوسطة من البروتين ، ونسبة قليلة جدا من الكربوهيدرات ، من مصادر غير رئيسية لا تتعدى 5% من الاستهلاك اليومي للشخص ، والتي تقدّر بنحو 20 إلى 50 غراما يوميا ، حيث إن نسبة الإقبال على هذه الحمية الكيتونية كبيرة ، لأنها تساعد على إنقاص الوزن بشكل سريع وواضح ، كما أن هناك دراسات كثيرة أكدت أنه ، مع إنقاص الوزن ، يساهم هذا النظام الغذائي في ضبط السكر غير المعتمد على الإنسولين ، فضلا عن دوره في كبح الشهية ، فعادة ما يعتمد الجسم على السعرات الحرارية الكربوهيدراتية التي تأتي من السكر كمصدر أساسي للطاقة .
إن ما يحدث في حمية ”الكيتو” هو أن الجسم لا يتناول أي مصدر للكربوهيدرات ، مما يخفض نسبة هرمون الإنسولين في الدم ، وهذا يجعل الجسم يبحث عن مصدر آخر للطاقة ، فيبدأ بتكسير الدهون داخل الجسم لينتج نوعا جديدا من الطاقة وهي أجسام كيتونية Ketone Bodies ، ويحدث ذلك بعد أن يدخل الجسم بمرحلة تسمى بالحالة الكيتوزية ، وبذلك ، يصبح المصدر الرئيسي للطاقة هو الدهون بدلا من الكربوهيدرات .
ورغم إيجابيات حمية “الكيتو” التي تتمثل في سرعة خسارة الوزن ، وتحسين نشاط الجسم ، إضافة إلى عدم الشعور بالجوع والتعب والإرهاق وغيرها ، إلا أن له سلبيات تؤثر على صحة الجسم، نذكر منها الإمساك الشديد ، والشعور بالغثيان ، ومشاكل في الهضم ، والتقيؤ ، إلى جانب رائحة الفم الكريهة بسبب أجسام الكيتو التي ينتجها الجسم ، كما قد يسبّب في نشوء حصى الكلى وتشنّجات في الساقين وهشاشة العظام .
ننتقل إلى النوع الثاني للحميات الأكثر انتشارا عام 2022 ، وهي حمية الصيام المتقطع ، حيث تُظهر العديد من الدراسات تأثيراتها القوية على الجسم والدماغ ، وقد يساعدكِ على العيش حياة صحية ، فمنذ آلاف السنين ، ولأسباب مختلفة ، مارس الإنسان الصيام المتقطع وقنّن في تناول الطعام ، اليوم وبعد اكتشاف فوائد الصيام المتقطع ، أصبح الصيام رائجا في العالم لأهداف متعدّدة أبرزها إنقاص الوزن ، والهدف من الصيام المتقطع هو تنقية الجسم من الوجبات السريعة والسموم التي تؤثر سلبا على الكبد والكلى والجلد. الحميات الغذائية .
وللإشارة ، هناك طرق مختلفة لأداء الصيام المتقطع ، لكنها تعتمد جميعها على اختيار أوقات منتظمة لتناول الطعام والصيام ، كما أنه من المهم جدا مراجعة طبيبكِ قبل البدء بالصيام المتقطع .
ويمكنكِ اختيار نهج يومي يقتصر على تناول الطعام من 6 إلى 8 ساعات كل يوم ؛ على سبيل المثال ، قد تختارين تجربة الأكل لمدة 8 ساعات والصيام مدة 16 ساعة ، وخلال الأوقات التي لا تتناولين فيها الطعام ، يسمح بالماء والمشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية مثل القهوة السوداء والشاي ، وأثناء الأوقات المسموح فيها بالأكل ينبغي أن يكون الأكل بصورة طبيعية وليس بجنون ، فمن غير المحتمل أن تفقدي الوزن أو تصبحي أكثر صحة إذا قمتِ بتعبئة أوقات التغذية الخاصة بكِ بأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية .
ومن فوائد الصيام المتقطع نذكر ، تحسين التفكير والذاكرة ، تحسين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في أثناء الراحة ، إضافة إلى فقدان الدهون مع الحفاظ على كتلة العضلات.الحميات الغذائية .
إن هذه الفوائد مصدرها ظاهرة تحدث في الجسم يسمّيها العلماء التبديل الأيضي الذي يحدث عند دخول الجسم في حالة صيام ، وشروعه في استهلاك دهون الجسم عوضا عن الجلوكوز ؛ من أجل تلبية احتياجاته من الطاقة،كما يساهم هذا النوع من الصيام في الحفاظ على التوازن الطبيعي بين هرمون الأنسولين وسكر الدم ، وهو ما يمنع تطور مشكلة مقاومة الإنسولين ، وهذه الحالة تدفع الجسم لإجراء عملية إصلاح تلقائية للأضرار التي تلحق به ، وهو ما يمنع تطور بعض الأمراض الخطيرة الحميات الغذائية .
وبالنسبة للأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما ، والحوامل والمرضعات ، ومريضات السكري ، والنساء كبيرات السن اللواتي يعانين أمراضا مزمنة ، قد لا يناسبهن الانقطاع عن الأكل أوقاتا طويلة ، أو تغيير مواعيد تناول الدواء .
كما أن الصيام المتقطع ، عند تطبيقه على النحو الصحيح ، يساعد على الحدّ من الالتهابات وتخفيض مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب ، وحتى بعض أنواع السرطان .
المصدر : مجلة فرح