كتاب الرأي

الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬و‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسية‭ ‬المغربية هي‭ ‬المرجع‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬المدونة


يعد‭ ‬تعديل‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراجعة‭ ‬فصولها‭ ‬واقتراح‭ ‬تعديلات‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬أحدَ‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬يكثر‭ ‬فيها‭ ‬الجدل‭ ‬ويختلف‭ ‬حولها‭ ‬الرأي‭ ‬و‭ ‬يختلط‭ ‬في‭ ‬تناولها‮ ‬‭ ‬الصواب‭ ‬بالخطأ‭ ‬والنافع‭ ‬بالضار‭ ‬و‭ ‬الصالح‭ ‬بالطالح‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‮ ‬‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬قدراً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬و‭ ‬التبصر‭ ‬والتريث‭ ‬قبل‭ ‬إصدار‭ ‬الآراء‮ ‬‭ ‬بشأنها،‮ ‬‭ ‬باعتبارها‭ ‬تتعلق‭ ‬باستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسكه‭ ‬وصيانته‭ ‬من‭ ‬تصدع‭ ‬وشائجه‭ ‬وانفراط‭ ‬عقده‭ ‬وتهتك‭ ‬روابطه،‭ ‬و‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الوئام‭ ‬الأهلي‭ ‬ومتانته،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬الراسخة‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬انفصام‭ ‬لها ‭ .‬



افتتاحية جريدة العلم الورقية

إن‭ ‬تعديل‭ ‬القوانين،‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬عملية‭ ‬تشاركية‭ ‬وحركة‭ ‬مجتمعية‭ ‬تحسبان‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬الحظ‭ ‬الأوفر‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬و‭ ‬المستقبل،‭ ‬والاحتكام‭ ‬إلى‮ ‬‭ ‬القواعد‭ ‬المنطقية‭ ‬وأصول‭ ‬الحِجاج‭ ‬والنقاش،‭ ‬فلا‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬المشحونة‭ ‬بدواعي‭ ‬القلق‮ ‬،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تعدل،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اقتضت‭ ‬مصلحة‭ ‬المجتمع‭ ‬وتطور‭ ‬العصر،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬البلبلة‭ ‬والتشويش،‮ ‬‭ ‬وإنما‭ ‬يستدعي‭ ‬تعديل‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬من‭ ‬القوانين،‭ ‬الهدوء‭ ‬الفكري‭ ‬والسكينة‭ ‬النفسية‭ ‬والطمأنينة‭ ‬القلبية‭ ‬و‭ ‬راحة‭ ‬الضمير‭ ‬ويقظته ‭.‬



لقد‭ ‬حددت‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬حفظه‭ ‬وتأييده‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬السيد‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬،‭ ‬المرجعيات‭ ‬الرئيسَة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬ويبنى‭ ‬عليها‮ ‬‭ ‬تعديل‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬تبينت‭ ‬معالم‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وصارت‭ ‬الأمور‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬إبهام‭ ‬ولا‭ ‬يشوبها‭ ‬غموض‭ . ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬رسالة‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬هي‭ ‬الوثيقة‭ ‬المرجعية‭ ‬الأساس،‭ ‬بحكم‭ ‬أنها‭ ‬تحيل‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬تعتمدها‭ ‬اللجنة،‭ ‬و‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تستند‭ ‬إليها،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬توجهاتٍ‭ ‬رئيسَةً‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الذي‭ ‬يحمل،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬الأمانة‭ ‬العظمى‭ ‬لإمارة‭ ‬المؤمنين ‭.‬



‭ ‬‮ ‬فليست‭ ‬مراجعة‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬عمليةً‭ ‬مفتوحةً‭ ‬،و‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬لها‭ ‬ضوابط‭ ‬تحكمها‭ ‬و‭ ‬مرجعيات‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬و‭ ‬توجهات‭ ‬من‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬واجبة‭ ‬النفاذ‭ ‬وجوباً‭ ‬شرعياً‭ ‬و‭ ‬دستورياً‭ ‬،‭ ‬وفق‭ ‬النص‭ ‬الدستوري‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ( ‬الملك‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬وحامي‭ ‬حمى‭ ‬الملة‭ ‬والدين‭ ‬و‭ ‬الضامن‭ ‬لحرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدينية‭ )‬،‭ ‬وطبقاً‭ ‬للفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬41‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ (‬الملك‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬يرأس‭ ‬المجلس‭ ‬العلمي‭ ‬الأعلى،‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬دراسة‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬يعرضها‭ ‬عليه‭. ‬ولا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الضمير‭ ‬هنا‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬.


‮ ‬فنحن‭ ‬إذن‭ ‬أمام‭ ‬مهمة‭ ‬محددة‭ ‬الإطار‭ ‬موضحة‭ ‬الغايات‭ ‬منضبطة‭ ‬بتوجهات‭ ‬سديدة‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‮ ‬،‭ ‬دام‭ ‬عزه‭ ‬ونصره،‭ ‬الذي‭ ‬يستشعر‭ ‬ثقل‭ ‬مسؤولية‭ ‬إمارة‭ ‬المؤمنين‭ ‬وعظمة‭ ‬حامي‭ ‬حمى‭ ‬الملة‭ ‬والدين ‭.‬


‭ ‬فأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة،‭ ‬والقيم‭ ‬الدينية‭ ‬والوطنية‭ ‬وروح‭ ‬الإنسية‭ ‬المغربية،‭ ‬هي‭ ‬المرجع‭ ‬والمفصل‭ ‬والمعتمد‭ ‬والقاعدة‭ ‬المتينة‭ ‬لتعديل‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭. ‬هذا‭ ‬أجلب‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬و‭ ‬أقوم‭ ‬سبيلاً ‭ .‬

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 5 أكتوبر 2023

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic