و في خضم التوترات السياسية التي يشهدها المغرب ، أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الفهم العميق يتراجع لصالح التطرف الذي يتسلل بشكل تدريجي. تتحول النقاشات، التي غالبًا ما تكون محكومة بالعجلة والعاطفة، إلى مواجهات ثنائية، مما يترك مساحة ضيقة للتفكير و اكتشاف تعقيدات العصر الذي نعيشه فيه. ورغم أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المغرب، إلا أن لها شكلًا مقلقًا في بلد يتطلب تحدياته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية نهجًا حكيمًا ومدروسًا.
إن تطرف الخطابات ليس محض صدفة بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور وسائل الاتصال. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة عامة حيث تتغلب العواطف على الحقائق، مما يساهم في نشر الأحكام الجازمة. في هذا الفضاء، تُغرق الآراء المعتدلة في ضجيج الشعارات السطحية والشعبوية، التي تجد صدى لدى جمهور يبحث عن حلول سريعة لمشاكل معقدة.
النتيجة: يُنظر إلى التوافق، الذي يعد جوهر الديمقراطية، على أنها ضعف، وتغرق السياسة في دوامة من الجمود أو القرارات المستعجلة.
ومع ذلك، لا يمكن للمغرب أن يتحمل هذا النوع من السطحية. فالمشروعات الكبرى على الصعيد الوطني – من إصلاح التعليم إلى التحول الطاقي، مرورًا بمكافحة الفوارق الاجتماعية – تتطلب رؤية تتجاوز اللحظات العابرة. لا يمكن حل هذه التحديات بخطابات شعبوية أو حلول سريعة، بل يجب أن تعتمد على نهج مدروس ومنسق يركز على المدى الطويل. تجاهل هذه الحاجة يعني المخاطرة بالمستقبل، باقتراح حلول سريعة تركز على اللحظة الراهنة فقط
من الضروري أن تعود النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جوهر النقاش العام : المساحة الصحية التي يمكن أن تتعايش فيها الأفكار المتباينة وتثري التفكير الجماعي.
يتحمل القادة المغاربة، سواء كانوا في المؤسسات أو في المجتمع المدني، مسؤولية مقاومة إغراء التبسيط وإعادة تأهيل الحوار البناء. وهذا يتطلب شرحًا مستمرًا للخيارات الاستراتيجية، وزيادة الشفافية في العمليات اتخاذ القرار، وتعزيز التعددية الحقيقية للأفكار.
لطالما كان المغرب، بفضل تنوعه الثقافي وتاريخه الطويل، قادرًا على الاستفادة من قوته في الجمع بين التقاليد والحداثة. يجب أن يطغى نفس هذا الروح من الفهم العميق على الخطاب السياسي لتجنب انزلاق مجتمعنا نحو الاستقطاب العقيم. في مواجهة التحديات العالمية الحالية، لن يستطيع المغرب تحقيق تنمية مستدامة وشاملة إلا إذا استند إلى عمق التفكير ورؤية مستقبلية.
إن الفهم العميق ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية. وهذه دعوة لجميع الفاعلين في الحياة العامة: لنتعاون في حوار مسؤول حيث لا تكون تعقيدات الواقع عقبة، بل مصدرًا للغنى
إن تطرف الخطابات ليس محض صدفة بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور وسائل الاتصال. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة عامة حيث تتغلب العواطف على الحقائق، مما يساهم في نشر الأحكام الجازمة. في هذا الفضاء، تُغرق الآراء المعتدلة في ضجيج الشعارات السطحية والشعبوية، التي تجد صدى لدى جمهور يبحث عن حلول سريعة لمشاكل معقدة.
النتيجة: يُنظر إلى التوافق، الذي يعد جوهر الديمقراطية، على أنها ضعف، وتغرق السياسة في دوامة من الجمود أو القرارات المستعجلة.
ومع ذلك، لا يمكن للمغرب أن يتحمل هذا النوع من السطحية. فالمشروعات الكبرى على الصعيد الوطني – من إصلاح التعليم إلى التحول الطاقي، مرورًا بمكافحة الفوارق الاجتماعية – تتطلب رؤية تتجاوز اللحظات العابرة. لا يمكن حل هذه التحديات بخطابات شعبوية أو حلول سريعة، بل يجب أن تعتمد على نهج مدروس ومنسق يركز على المدى الطويل. تجاهل هذه الحاجة يعني المخاطرة بالمستقبل، باقتراح حلول سريعة تركز على اللحظة الراهنة فقط
من الضروري أن تعود النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جوهر النقاش العام : المساحة الصحية التي يمكن أن تتعايش فيها الأفكار المتباينة وتثري التفكير الجماعي.
يتحمل القادة المغاربة، سواء كانوا في المؤسسات أو في المجتمع المدني، مسؤولية مقاومة إغراء التبسيط وإعادة تأهيل الحوار البناء. وهذا يتطلب شرحًا مستمرًا للخيارات الاستراتيجية، وزيادة الشفافية في العمليات اتخاذ القرار، وتعزيز التعددية الحقيقية للأفكار.
لطالما كان المغرب، بفضل تنوعه الثقافي وتاريخه الطويل، قادرًا على الاستفادة من قوته في الجمع بين التقاليد والحداثة. يجب أن يطغى نفس هذا الروح من الفهم العميق على الخطاب السياسي لتجنب انزلاق مجتمعنا نحو الاستقطاب العقيم. في مواجهة التحديات العالمية الحالية، لن يستطيع المغرب تحقيق تنمية مستدامة وشاملة إلا إذا استند إلى عمق التفكير ورؤية مستقبلية.
إن الفهم العميق ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية. وهذه دعوة لجميع الفاعلين في الحياة العامة: لنتعاون في حوار مسؤول حيث لا تكون تعقيدات الواقع عقبة، بل مصدرًا للغنى