فكلما اقترب الصيف، يضطر العديد للاستدانة لقضاء اياما معدودة من العطلة في مدن سياحية، ولكن الغالبية العظمى من الطبقة المتوسطة تتراجع عن الامر، وتتستسلم لخيبة الامل عندما تلقي نظرة على اسعار الفنادق، والتي تعتبر مرتفعة جدا مقارنة مع دول اوروبية.
العديد من المغاربة اصبح يفضل التوجه الى الجارة الاسبانية ، والتي دعونا نقولها بصراحة، توفر خدمات افضل، بأثمنة مغرية، الاسعار نفسها قد يظطر السائح المغربي لدفعها، مقابل فندق باكادير او مراكش، وربما اكثر بكثير ، خاصة اذا كانت اسرة تتكون من عدة أفراد.
مشكل توفير الخدمات السياحية بالمغرب متشعب، فمن جهة عدد الفنادق التي استقبل الاسر تبقى معدودة، تماما كما الخدمات التي من المفروض ان توفرها، فهي الاخرى معدودة على رؤوس الاصابع، ولا تطمح لانتظارات المواطنين، لا من حيت الشكل ولا من حيت الكم، وبثمن يفوق مدخول المواطن المغربي متوسط الدخل ، والدليل على هذا هو المشاكل التي لازال يتخبط فيها هذا القطاع رغم المحاولات الخجولة لإنقاذه من السكتة القلبية، ولنكن صريحين عندما نتحدث عن القطاع، فنحن لانبالغ عندما نصف حاله بالسكته القلبية، فقد رأينا كيف كادت مراكش تصبح مدينة اشباح بعد ازمة كوفيد، ولازالت المدينة تحاول ان تسترجع انفاسها، وتحاول الصمود امام مشاكل مثل الجفاف، وازمة مابعد كوفيد، وقلة البرامج المحفزة على قضاء ايام بالمدينة دون الاضطرار الى الاستدانة او انفاق مبلغ قد يؤثر على نفقات ارباب الاسر.
السياحة بالمغرب قد تكون مصدرا مهما للرفع من المداخيل السنوية، وعندما نتحدث عن السياحة، فالمواطن المغربي المعروف بحبه للحياة قد يكون مساهما كبيرا في انعاشها وانعاش اقتصاد البلاد، لكن على مسؤولي القطاع توفير خدمات مغرية، واثمنة حد مشجعة تنافس تلك التي تعرضهالبلدان الاوروبية كفرنسا واسبانيا وغيرها، فبلادنا تتوفر على طبيعة جميلة وجو متوسطي مغري ولها من الامكانيات التي تنافس بدون عقد نقص، العديد من الدول الاوروبية التي اشتهرت بجمالها وجلبها للملايين من السياح سنويا.
الرغبة السياسية، والبرامج المغرية واثمنة مدروسة تستجيب لمتطلعات السواد الاعضم من المواطنين متوسطي الدخل، هي بعض مقادير وصفة انجاح هذا القطاع وجعله من بين اهم القطاعات في البلاد التي من شأنها انعاش الاقتصاد وادخال بعض الفرحة على العديد من المواطنين المغاربة وجلب عدد اكثر من السياح من جميع انحاء العالم.