كتاب الرأي

(الرجولة) و (الأنوثة)؟!!! وعراقة المغرب




أولا: مدخل شعري:

حلم القمم
ذاكرة المرايا ما أقصاها
و ما أقساها
و العشق ملأ الطبيعة
رونق بدر أحياها
أعاد بسمتها

قطوف ورد بألوان الربيع ما أطيبها
الزمن يستمر.. لا يتوقف.. لا ينتظر
الحياة تمضي برواسبها.. بحيرتها.. بغموضها
حفر المسير تثير حلم القمم أجراسا خرساء
و حكايا على ظهر البحر صورا يلفها الموج بلا نهاية


ثانيا:         ( الرجولة ) و ( الأنوثة ) ؟!!!

 إن مفاهيم الرجولة و الأنوثة هي نتاج القيم المتداولة في المجتمع و تمثلاتها المختلفة عند الناس تبعا للتقاليد و العادات و ما تحققه من استجابات للمطالب المجتمعية العامة...

و من تمة يختلف تحديد تعريف لكلمة (رجولة) /الخشونة؟ / القوة جسدية؟/ القوة الاقتصادية؟/القوامة و القدرة على بناء أسرة؟/ القدرة على تحمل المسؤولية/ الحكمة و التفوق الفكري؟!!!.  فتتعدد المقاييس و المعايير بتعدد الزمكان و المفاهيم و اختلاف المرجعيات  الثقافية و الأنثربولوجية للمجتمعات، بل بتعدد الأطر القبلية و العشائرية داخل المجتمع الواحد. و حتى تطورها أو تغيرها عبر الأزمنة و الأمكنة و الأجيال... 


كما أن كلمة (أنوثة) هي في العمق إطار مرجعي لمجموع التمثلات و التقاليد و العادات التي تفرق بين الجنسين(رجل/امرأة) من حيث الشكل و الزي و المواقع الاجتماعية و نوع الحلي و الزينة و أدوارهما المجتمعية المتباينة المساهمة في استقرار و استمرار و ترسيخ الثقافة المهيمنة للمجتمع و خلفياتها الإيديولوجية و تكريس نمط الإنتاج و إعادة الإنتاج... حسب نوعية الأنظمة السياسية و الاقتصادية السائدة...


و في إطار تغير المطلب المجتمعي ما حدث مثلا إبان النهضة الأوروبية من تراكم معرفي، خصوصا فيما يتعلق بفلسفة الأنوار و الفكر الاجتماعي و السياسي و حقوق الإنسان و العلاقة بين الحكام و المحكومين ( العقد الاجتماعي ) و ما صاحبها من تطور في الاكتشافات العلمية و الاختراعات... تبعتها ثورة صناعية أدت إلى انقلاب في النظام الاقتصادي من الاعتماد على الفلاحة إلى الصناعة أساسا و الخدمات وتطورات علمية تيكنولوجية مذهلة فتم انقلاب في القيم و المفاهيم الإيديولوجية بالانتقال إلى العلمانية و صعود البورجوازية على أنقاض الاستبداد الإقطاعي الذي كان مدعوما بالهيمنة الدينية للكنيسة... و انفتاح المجتمعات الأوروبية على مبادئ الحرية و حقوق الإنسان و المساواة و انطلاق المشاريع التنموية الكبرى و المصانع و المقاولات...


لكن دمار الحربين العالميتين أدى إلى ارتفاع في منسوب الطلب المجتمعي المتعلق بالحاجة إلى سد الخصاص المهول في اليد العاملة المنتجة و الرخيصة  الأمر الذي أدى من جهة إلى جلبها من المستعمرات...


و من جهة إخرى إلى الإعتماد على اليد العاملة النسوية المحلية...فتم ذلك بإحداث تغير في بنية القيم الثقافية المجتمعية لضمان خروج المرأة إلى ميدان العمل بدون مقاومة من طرف التقاليد و العادات السائدة و الرافضة لخروج المرأة للعمل إلى جانب الرجل. فتم بعد انهيار هيمنة الكنيسة و استبداد الإقطاع، إطلاق دينامية حداثة فكرية ثقافية و فنية  و نشر الدعوات السياسية إلى ترسيخ مبادئ الحرية و المساوات و حقوق الإنسان و تنظيم العمل الجمعوي و الحركات النسائية للدفاع عن تحرر المرأة و مساواتها للرجل  في التعليم و الشغل و الأنشطة الثقافية و السياسية و الاقتصادية و من تمة خروجها للعمل في الوظائف و  المعامل و المصانع و الأوراش المختلفة... في كلا النظامين الليبرالي و الشيوعي سواء بسواء


غير أن كل هذا التطور لم يؤدي حقيقة إلى التحرر و المساواة الكاملة حتى وقتنا الراهن لأن تغير المطالب المجتمعية المتعلقة بالمرأة و الأنوثة لم تنبني على شعارات و دعوات صادقة بقدر ما قامت في العمق على الحاجة إلى اليد العاملة النسوية فقط لا غير... فتم زيادة على ذلك تسليعها و تبضيعها بإنشاء معامل و شركات عالمية كبرى لإنتاج ما يناسب نساء الحداثة و  التحرر و المساواة من أزياء متجددة بتجدد المودى و الماركات و متطلبات الزينة و النظافة النسوية و العطور و الحلاقة بما يلزمها من أدوات متنوعة و متعددة و شمبوانات و أصباغ و مرطبات للشعر و البشرة و مساحيق الماكياج... فأصبحت المرأة يدا عاملة رخيصة و عامل تنمية تجارية و اقتصادية بالغة الأهمية للدول الصناعية الكبرى.
 
ثالثا: عراقة المغرب؟!!!

شهدت دول المغرب عبر التاريخ امتدادا لحدودها ثارة و انكماشا ثارة أخرى حسب الظروف التاريخية... و رغم تعرضها لاجتياحات استعمارية قاسية و استئصالية فإنها بفعل ذكائها التاريخي العريق عرفت كيف تحافظ على هويتها و تحقق انتصارات عسكرية و ديبلوماسية ملحمية. 


وهكذا ذواليك فالرقعة الجغرافية لسيادة المغرب بشمال إفريقيا عرفت تمددا و انكماشا و ستستمر عودة إلى الأصل، لأن هذه الرقعة الجغرافية الكبيرة الممتدة بين المحيط و الخليج و بين الشمال و الجنوب تزدهر تنمية و رفاهة بوجود مغرب كبير و قوي...

                                        
رابعا:           تطلع إلى الغد

فجر بألوان الحياة        

أترك النهار يمرُّ
والليل يسري
ترانيمُ الزمن تراقصُ أنفاسي
حتى ينبلج الفجر و شمس الحياة
 أرسم أشيائي 
و أسمائي
و طرقاتي


جموع حروفي.. كلماتي.. سواعدي 
لذةُ نظرةٍ للأزهار كالثمار
من شذا وردٍ 
و نسمة صُبحٍ ربيعي
 أنتشر كأوتار الوجود
و ساحاتي 
أعتصر السؤال 
و زمجرةَ الحشود
بين خطو الشوارع
و نغماتي


 تعزف رقصات حبي
أشعة النور 
أريج المسك و الورود
أترك النهار يمرُّ 
و الليل يسري 

حلم القمم
                                         
ذاكرة المرايا ما أقصاها
ما أقساها
و العشق ملأ الطبيعة
رونق بدر أحياها
أعاد بسمتها


قطوف ورد بألوان الربيع ما أطيبها
الزمن يستمر.. لا يتوقف.. لا ينتظر
الحياة تمضي برواسبها.. بحيرتها.. بغموضها
حفر المسير تثير حلم القمم أجراسا خرساء
و حكايا على ظهر البحر صورا يلفها الموج بلا نهاية


  بقلم:  علي تونسي

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 5 يناير 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic