الحزاز المسطح: علاج موجّه جديد يمنح الأمل للمرضى

ورغم أن الحزاز المسطح ليس معدياً، إلا أن أسبابه الدقيقة لا تزال غير معروفة. يُعتقد أنه قد يكون نتيجة رد فعل مناعي تجاه بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو قد يرتبط بأمراض أخرى مثل التهاب الكبد الفيروسي أو اضطرابات الكبد.

في جديد الأبحاث، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Investigation تقدماً ملحوظاً في فهم هذا المرض وتقديم علاج موجّه جديد يجلب الراحة للمرضى.

فهم جديد للحزاز المسطح
حدد فريق من الباحثين تغييرات جزيئية وخلوية فريدة في الجلد المصاب بالحزاز المسطح. وتركزت النتائج على استجابة مناعية مفرطة تشمل أنواعاً محددة من الخلايا التائية، وهي خلايا تلعب دوراً محورياً في الجهاز المناعي.

وأشار الباحثون إلى أن بروتينات السيتوكينات، مثل إنترفيرون غاما، تُعتبر إشارات حرجة للاستجابات المناعية الطبيعية، لكنها تتحول إلى عامل مسبب للمرض في حالة الحزاز المسطح، حيث تهاجم الخلايا المناعية الأنسجة السليمة.

علاج موجّه باستخدام البارسيتينيب
في إطار الدراسة، تم استخدام عقار البارسيتينيب، وهو مثبط لإنزيمات يانوس كيناز (JAK 1 و2)، التي تلعب دوراً مهماً في الاستجابات الالتهابية. يعمل البارسيتينيب على تعطيل مسارات إشارات إنترفيرون غاما، مما يساعد على تقليل الالتهاب وكبح الاستجابة المناعية المفرطة.

وقد أثبت العقار فعاليته في تخفيف الأعراض لدى المرضى المشاركين في التجربة السريرية، حيث أظهر 83% منهم تحسناً ملحوظاً في الأعراض خلال 16 أسبوعاً من العلاج. كما أظهرت الدراسة انخفاضاً سريعاً في نشاط الإنترفيرون والخلايا التائية المسببة للمرض.

أهمية الدراسة
وصف الدكتور آرون آر مانجولد، طبيب الأمراض الجلدية والباحث في مركز "مايو كلينك"، هذه النتائج بأنها "خطوة مهمة في فهم أمراض المناعة الذاتية والالتهابات وعلاجها". وأشار إلى أن النتائج توفر خياراً علاجياً محتملاً وفعّالاً لمرض الحزاز المسطح، إلى جانب إمكانية استخدام هذه الاستراتيجية لعلاج أمراض التهابية أخرى.

مرض الحزاز المسطح: مدى شيوعه وتأثيره
يصيب الحزاز المسطح حوالي 1-2% من السكان، ويؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى بسبب الحكة الشديدة والألم. يظهر المرض على الجلد كبثور أرجوانية مسطحة تتطور تدريجياً، بينما يظهر في الفم والغشاء المخاطي التناسلي كبقع بيضاء شريطية أو تقرحات مؤلمة.

ورغم أن الخيارات العلاجية الحالية تساعد في إدارة الأعراض، إلا أنها غالباً ما تكون غير كافية، خصوصاً في الحالات المزمنة أو المستعصية. كما أن العلاجات التقليدية، مثل الكورتيكوستيرويدات، تأتي مع آثار جانبية مثل ضعف الجهاز المناعي وترقق الجلد.

الحاجة إلى علاجات جديدة
حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ للحزاز المسطح، مما يجعل تطوير خيارات علاجية جديدة أمراً ضرورياً. وتأتي هذه الدراسة لتفتح الباب أمام استخدام العلاجات الموجهة، مثل البارسيتينيب، كحلول فعّالة وآمنة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية.

وتُعد الدراسة الجديدة خطوة واعدة نحو تحسين حياة مرضى الحزاز المسطح، حيث تقدم رؤى جديدة حول الفسيولوجيا المرضية للمرض وتثبت فعالية البارسيتينيب كعلاج موجّه. ومع استمرار البحث والتطوير، يمكن أن يساهم هذا العلاج في تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن.