نزع المعلم كبور سترته وألقى بها في أحد أركان متجر المعلم عبد الجيل، وشمر للوضوء قبل الذهاب إلى المسجد الذي لم يكن يبعد عنهما إلا بخطوات قليلة. من عادة تجار المدينة العتيقة لا يغلقون أبواب متاجرهم عندما يذهبون إلى الصلاة، غالبا ما يضعون عصا عند الباب، ويشيرون إلى جار لم يذهب إلى الصلاة من أجل المراقبة، وهم يظنون أنهم يتقاسمون الأجر في ما بينهم. بعد الانتهاء من الصلاة عادا الاثنان، ولا حديث بينهما سوى عن ضعف المداخيل وغلاء المعيشة وآثار الجفاف على حياة الناس.
أغلق كل منهما محله، وبينما يتفقدان إن كانا نسيا شيئا، بدت لهما الأمور كعادتها ككل يوم، ولم ينتبه أحد منهما أن شيئا غير عادي حصل في ذلك اليوم. توادع الإثنان على أمل تجديد اللقاء بعد الزوال.
مرت على هذا اليوم أيام وشهور، وانتقلت عقارب الزمن من فصل الشتاء البارد إلى فصل الصيف الحار، وما أسخن صيف مكناس على قول عبد الرحمن المجدوب "مكناس طاجين حامي بالنار طارو شقوفو". كان المعلم عبد الجليل جالسا على كرسيه في باب المتجر، في ظهيرة ذلك الصيف يرتدي قشابة بيضاء، وينتعل بلغة صفراء، وفوق راسه قبعة حمراء، يحاول أن يعطي بمظهره للسياح الذين يتوافدون على المدينة، خاصة في هذه الفترة من السنة، أنه في حد.ذاته قطعة أثرية من تاريخ المغرب العريق. بينما كان يطالع جريدته المفضلة "الاسبوع الضاحك"، التي تنشر تجاوزات السلطة وفضائح المسؤولين بأسلوب ساخر في زمن رقابة وزارة الداخلية على الإعلام، دخل إلى متجره ثنائي أجنبي، رجل في الخسينات من العمر متأنق على غير عادة السياح، وبرفقته امرأة في الثلاثينات ترتدي قميصا خفيفا وسروالا قصيرا، من خلال حديثهما عرف المعلم عبد الجليل أنهما من بلاد تتحدث بالإنجليزية، والأهم بالنسبة إليه أنهما ليس فرنسيان، لأن قاعدة الربح في الاتجار بالمعدات العتيقة تقوم على نسبة الجهل بها. وكلما كان السائح من بلاد بعيدة كلما كان الأمر أفضل. رفع المعلم عبد الجليل نظره عن صحيفة "الاسبوع الضاحك" دون ان يحرك رأسه حتى أصبحت بؤبؤتا عينيه الجاحظتين تطلان من فوق إطار نظارته التي تشبه إلى حد ما الزجاج الأمامي لحافلة "الغزاوي".
بحركة ردار المراقبة تتبع الزائران الأجنبيان داخل متجره، الذي كان شبه مظلم. من عادة أرباب المتاجر اعتماد إنارة قوية لإظهار البضائع، إلا أصحاب متاجر الأثاث القديم، يتعمدون العتمة من أجل الوحي للزبائن بأنهم قادمون للتو من عصور مظلمة. بينما السائحان يتفقدان بصعوبة المواد الموجودة في متجر المعلم عبد الجليل، ورائحة زرابي قديمة تزكم الأنوف، وقطع متجاورات من صناديق ومصابيح زيتيه، وبعض الجرار مشققة وأخرى بلا طلاء، وحلي يعلوها الصداء، وأواني من الزمن الغابر .
من بين كل تلك المعروضات وقعت عين السيدة على قطعة من ثوب خشن قديم، التقطتها بيدها وقالت لمرافقها: - انظر إلى هذه، مسك رفيقها القطعة بيده وتفحصها، ثم جعلها قريبة من أنفه، تبادل نظرة استفهام غريبة مع السيدة التي كانت برفقته. أخرجت كتابا من حقيبتها اليدوية وأخذت تبحث عن صفحة معينة بالذات.
كلمات محددة تحتها سطور وضعت بقلم الرصاص تتضمن العبارة التالية: "وزرة خشنة كان يرتديها الجلاد بوعمايل في قصر السلطان المهيب مولاي إسماعيل الذي حكم بلاد المغرب في القرن السابع عشر"، والمعلومة مرفوقة بتفاصيل تتعلق بطول وعرض الوزرة التاريخية.
كان المعلم عبد الجليل يتابع بدقة الحوار بين الزائرين، وأكثر ما أثار انتباهه هو عندما أخرجت السيدة كتابا وأخذت تقارن بين مضمون صفحة من ذلك الكتاب وقطعة الثوب التي وجدتها في متجره. عندئذ فطن عبد الجليل إلى أن صيدا ثمينا دخل إلى متجره.
لم يبارح كرسيه وظل يتابع نقاشهما في التاريخ السياسي القديم. لم يكن يعرف الانجليزية جيدا، ولكن فهم منهما أن الأمر يتعلق بقطعة لباس وظيفي لأحد خدام السلطان العظيم مولاي اسماعيل. تركهما على مهلهما، حتى إذا انتهيا من التحقيق والتأكيد، توجها إليه وسألته السيدة بأدب رفيع: - سيدي كم سعر هذه القطعة.
رد عليها المعلم عبد الجليل التحية بأفضل منها، مرفوقة بابتسامة هزت شاربه المشيب نحو الأعلى، مثل شراع سفينة تبحر في الماضي، وقال لها: - ليست للبيع يا سيدتي سأله الرفيق الآتي من بلاد الملكة إليزابيت الثانية: - لماذا ليست للبيع؟ بخفة التاجر المكناسي، رد المعلم عبد الجليل: - أنتم يا سيدي توجدون الآن في قلب متحف، هذا الحي صنف برمته ثراثا عالميا لدى منظمة اليونيسكو، ونحن باعة الآثار التاريخية مقيدون بالتزامات الدولة بعرض قطع تاريخية دون بيعها الى جانب أدوات أخرى معدة للبيع إذا تفضلتم باختيار شيء آخر". جعل عبد الجليل الأمر أكثر صعوبة على السائحين الانجليزيين، وطلب منهما الاعتذار، لكن السائحة الجميلة عادت تطلب من جديد. - أنا ديانا وهذا رفيقي الدكتور براين من جامعة أكسفورد نشتغل على موضوع "الممالك العظيمة وعلاقتها بالسلطة الدموية"، ونحن لحسن حظنا وجدنا في متجركم، وزرة الجلاد الذي كان يخدم السلطان العظيم مولاي إسماعيل، ونريدها دليلا لدعم بحوثنا. توسلت برقة إنجليزية فيما كانت عيناي المعلم عبد الجليل تنظران إلى الأسفل خجلا، تحديدا إلى ركبتي السائحة الغريبة.
صمت قليلا ثم قال لهما: - أما من ناحية البحث العلمي فلا يمكن لي أن أرد لكما طلبا، لكن هذه العملية يجب أن تتم سرا، ولا يمكنني أن أسلم لكما أي وثيقة بشأنها، ويجب أن تكونا حذرين أثناء عبوركما الجمارك.
بسهولة تفهم السائحان شروط المعلم عبد الجليل، فحسب علمهما أنهما يوجدان في بلاد من العالم الثالث، والقوانين توضع لكي لا تحترم. بعد أخد ورد حول سعر القطعة الأثرية دفع السائحان الإنجليزان مبلغ خمسة آلاف درهم للتاجر، وهو مبلغ مهم في ذلك الزمن، ثم ودعهما بهذه العبارة: - سلامي ومحبتي من مكناس إلى لندن. انصرف الدكتور براين المتخصص في تاريخ الحضارات القديمة برفقة مساعدته الجميلة ديانا وهما منتشيان، لأنهما يعلمان جيدا أن تاريخ الأمم الأخرى يوجد بكل بساطة في أرشيفاتهم، حتى عظام وجماجم قيادات دول كثيرة توجد في متاحفهم. بعد رحلة سياحية وعلمية ممتعة قضاها معا في المغرب تحت شمسه الحارة، عادا إلى بلاد الضباب حيث لون السماء إما أبيض بالسحب أو رماديا من دون زرقة واضحة. عادا فرحين بالصيد الثمين اللذان حصلا عليه من إمبراطورية مولاي إسماعيل. مباشرة بعد عودتهما إلى الجامعة، قدما اكتشافهما العجيب إلى قسم الأبحاث الأثرية، لكن الصدمة كانت قوية عندما توصلا بنتائج التحاليل المخبرية وضمنها عبارة "مكونات الثوب حديثة العهد، وبقع الدم ليست بشرية، وتعود لحيوانات عشبية متقدمة في السن".
أصيب الدكتور براين وزميلته ديانا بالصدمة، واكتشفا أن السترة التي بحوزتهما لا تعود للجلاد بوعمايل في قصر السلطان مولاي اسماعيل، لم يكونا يعلمان أنها للجزار المعلم كبور جار المعلم عبد الجليل. اعتلت ملامح الغضب وجه براين، فتقدمت نحوه دايانا، ومسكت كلتا يديه بيديها ثم نظرت في عينيه وقالت له: - لا تقلق، تعلمنا الدرس. لكن براين غير ملامح وجهه من الغضب إلى ابتسامة جميلة شقت محياه، وقال لديانا بهدوء الإنجليز الزائد عن اللزوم: - هذه السترة المزورة جعلتني اكتشف ما هو أهم من دموية السلطان. أفلت يديه من يدي ديانا وطبع قبلة على جبينها وأدار وجهه إلى النافذة ينظر إلى مياه نهر التايمز تمر تحت جسر البرج، وقال: - السترة المزورة جعلتتي أعرف أحد الأسباب التي جعلت سلطانهم بكل هذه القسوة مع أجدادهم.
أغلق كل منهما محله، وبينما يتفقدان إن كانا نسيا شيئا، بدت لهما الأمور كعادتها ككل يوم، ولم ينتبه أحد منهما أن شيئا غير عادي حصل في ذلك اليوم. توادع الإثنان على أمل تجديد اللقاء بعد الزوال.
مرت على هذا اليوم أيام وشهور، وانتقلت عقارب الزمن من فصل الشتاء البارد إلى فصل الصيف الحار، وما أسخن صيف مكناس على قول عبد الرحمن المجدوب "مكناس طاجين حامي بالنار طارو شقوفو". كان المعلم عبد الجليل جالسا على كرسيه في باب المتجر، في ظهيرة ذلك الصيف يرتدي قشابة بيضاء، وينتعل بلغة صفراء، وفوق راسه قبعة حمراء، يحاول أن يعطي بمظهره للسياح الذين يتوافدون على المدينة، خاصة في هذه الفترة من السنة، أنه في حد.ذاته قطعة أثرية من تاريخ المغرب العريق. بينما كان يطالع جريدته المفضلة "الاسبوع الضاحك"، التي تنشر تجاوزات السلطة وفضائح المسؤولين بأسلوب ساخر في زمن رقابة وزارة الداخلية على الإعلام، دخل إلى متجره ثنائي أجنبي، رجل في الخسينات من العمر متأنق على غير عادة السياح، وبرفقته امرأة في الثلاثينات ترتدي قميصا خفيفا وسروالا قصيرا، من خلال حديثهما عرف المعلم عبد الجليل أنهما من بلاد تتحدث بالإنجليزية، والأهم بالنسبة إليه أنهما ليس فرنسيان، لأن قاعدة الربح في الاتجار بالمعدات العتيقة تقوم على نسبة الجهل بها. وكلما كان السائح من بلاد بعيدة كلما كان الأمر أفضل. رفع المعلم عبد الجليل نظره عن صحيفة "الاسبوع الضاحك" دون ان يحرك رأسه حتى أصبحت بؤبؤتا عينيه الجاحظتين تطلان من فوق إطار نظارته التي تشبه إلى حد ما الزجاج الأمامي لحافلة "الغزاوي".
بحركة ردار المراقبة تتبع الزائران الأجنبيان داخل متجره، الذي كان شبه مظلم. من عادة أرباب المتاجر اعتماد إنارة قوية لإظهار البضائع، إلا أصحاب متاجر الأثاث القديم، يتعمدون العتمة من أجل الوحي للزبائن بأنهم قادمون للتو من عصور مظلمة. بينما السائحان يتفقدان بصعوبة المواد الموجودة في متجر المعلم عبد الجليل، ورائحة زرابي قديمة تزكم الأنوف، وقطع متجاورات من صناديق ومصابيح زيتيه، وبعض الجرار مشققة وأخرى بلا طلاء، وحلي يعلوها الصداء، وأواني من الزمن الغابر .
من بين كل تلك المعروضات وقعت عين السيدة على قطعة من ثوب خشن قديم، التقطتها بيدها وقالت لمرافقها: - انظر إلى هذه، مسك رفيقها القطعة بيده وتفحصها، ثم جعلها قريبة من أنفه، تبادل نظرة استفهام غريبة مع السيدة التي كانت برفقته. أخرجت كتابا من حقيبتها اليدوية وأخذت تبحث عن صفحة معينة بالذات.
كلمات محددة تحتها سطور وضعت بقلم الرصاص تتضمن العبارة التالية: "وزرة خشنة كان يرتديها الجلاد بوعمايل في قصر السلطان المهيب مولاي إسماعيل الذي حكم بلاد المغرب في القرن السابع عشر"، والمعلومة مرفوقة بتفاصيل تتعلق بطول وعرض الوزرة التاريخية.
كان المعلم عبد الجليل يتابع بدقة الحوار بين الزائرين، وأكثر ما أثار انتباهه هو عندما أخرجت السيدة كتابا وأخذت تقارن بين مضمون صفحة من ذلك الكتاب وقطعة الثوب التي وجدتها في متجره. عندئذ فطن عبد الجليل إلى أن صيدا ثمينا دخل إلى متجره.
لم يبارح كرسيه وظل يتابع نقاشهما في التاريخ السياسي القديم. لم يكن يعرف الانجليزية جيدا، ولكن فهم منهما أن الأمر يتعلق بقطعة لباس وظيفي لأحد خدام السلطان العظيم مولاي اسماعيل. تركهما على مهلهما، حتى إذا انتهيا من التحقيق والتأكيد، توجها إليه وسألته السيدة بأدب رفيع: - سيدي كم سعر هذه القطعة.
رد عليها المعلم عبد الجليل التحية بأفضل منها، مرفوقة بابتسامة هزت شاربه المشيب نحو الأعلى، مثل شراع سفينة تبحر في الماضي، وقال لها: - ليست للبيع يا سيدتي سأله الرفيق الآتي من بلاد الملكة إليزابيت الثانية: - لماذا ليست للبيع؟ بخفة التاجر المكناسي، رد المعلم عبد الجليل: - أنتم يا سيدي توجدون الآن في قلب متحف، هذا الحي صنف برمته ثراثا عالميا لدى منظمة اليونيسكو، ونحن باعة الآثار التاريخية مقيدون بالتزامات الدولة بعرض قطع تاريخية دون بيعها الى جانب أدوات أخرى معدة للبيع إذا تفضلتم باختيار شيء آخر". جعل عبد الجليل الأمر أكثر صعوبة على السائحين الانجليزيين، وطلب منهما الاعتذار، لكن السائحة الجميلة عادت تطلب من جديد. - أنا ديانا وهذا رفيقي الدكتور براين من جامعة أكسفورد نشتغل على موضوع "الممالك العظيمة وعلاقتها بالسلطة الدموية"، ونحن لحسن حظنا وجدنا في متجركم، وزرة الجلاد الذي كان يخدم السلطان العظيم مولاي إسماعيل، ونريدها دليلا لدعم بحوثنا. توسلت برقة إنجليزية فيما كانت عيناي المعلم عبد الجليل تنظران إلى الأسفل خجلا، تحديدا إلى ركبتي السائحة الغريبة.
صمت قليلا ثم قال لهما: - أما من ناحية البحث العلمي فلا يمكن لي أن أرد لكما طلبا، لكن هذه العملية يجب أن تتم سرا، ولا يمكنني أن أسلم لكما أي وثيقة بشأنها، ويجب أن تكونا حذرين أثناء عبوركما الجمارك.
بسهولة تفهم السائحان شروط المعلم عبد الجليل، فحسب علمهما أنهما يوجدان في بلاد من العالم الثالث، والقوانين توضع لكي لا تحترم. بعد أخد ورد حول سعر القطعة الأثرية دفع السائحان الإنجليزان مبلغ خمسة آلاف درهم للتاجر، وهو مبلغ مهم في ذلك الزمن، ثم ودعهما بهذه العبارة: - سلامي ومحبتي من مكناس إلى لندن. انصرف الدكتور براين المتخصص في تاريخ الحضارات القديمة برفقة مساعدته الجميلة ديانا وهما منتشيان، لأنهما يعلمان جيدا أن تاريخ الأمم الأخرى يوجد بكل بساطة في أرشيفاتهم، حتى عظام وجماجم قيادات دول كثيرة توجد في متاحفهم. بعد رحلة سياحية وعلمية ممتعة قضاها معا في المغرب تحت شمسه الحارة، عادا إلى بلاد الضباب حيث لون السماء إما أبيض بالسحب أو رماديا من دون زرقة واضحة. عادا فرحين بالصيد الثمين اللذان حصلا عليه من إمبراطورية مولاي إسماعيل. مباشرة بعد عودتهما إلى الجامعة، قدما اكتشافهما العجيب إلى قسم الأبحاث الأثرية، لكن الصدمة كانت قوية عندما توصلا بنتائج التحاليل المخبرية وضمنها عبارة "مكونات الثوب حديثة العهد، وبقع الدم ليست بشرية، وتعود لحيوانات عشبية متقدمة في السن".
أصيب الدكتور براين وزميلته ديانا بالصدمة، واكتشفا أن السترة التي بحوزتهما لا تعود للجلاد بوعمايل في قصر السلطان مولاي اسماعيل، لم يكونا يعلمان أنها للجزار المعلم كبور جار المعلم عبد الجليل. اعتلت ملامح الغضب وجه براين، فتقدمت نحوه دايانا، ومسكت كلتا يديه بيديها ثم نظرت في عينيه وقالت له: - لا تقلق، تعلمنا الدرس. لكن براين غير ملامح وجهه من الغضب إلى ابتسامة جميلة شقت محياه، وقال لديانا بهدوء الإنجليز الزائد عن اللزوم: - هذه السترة المزورة جعلتني اكتشف ما هو أهم من دموية السلطان. أفلت يديه من يدي ديانا وطبع قبلة على جبينها وأدار وجهه إلى النافذة ينظر إلى مياه نهر التايمز تمر تحت جسر البرج، وقال: - السترة المزورة جعلتتي أعرف أحد الأسباب التي جعلت سلطانهم بكل هذه القسوة مع أجدادهم.