بادىء الأمر من هي فاطمة الزهراء ؟
اسمي فاطمة الزهراء أوطيب أبلغ من العمر 28 سنة ، وأنحدر من إقليم بولمان عمالة ميسور تحديدا إقليم سكورة التي ازددت فيها ، بالنسبة للمسار الأكاديمي كنت قد انقطعت عن الدراسة لأجل الزواج في سن الخامسة عشر ، وانتقلت مع زوجي إلى صفرو حيث أنجبت أطفالي الأربع ، لكن عدت بعدها لإتمام الدراسة .
كنت ربة بيت عادية حتى كبر أطفالي نسبيا ، فأدركت أنني لا أستطيع الاكتفاء بهذا الدور وإنما يجب عليا أن أشتغل أو أدرس أكثر ، فتقدمت لاجتياز البكالوريا الحرة وعندما تمكنت من تحقيقها ، ازدادت ثقتي في إمكانياتي وأنني لازلت قادرة على التحصيل والعطاء .
كيف جاءتك فكرة مزاولة سياقة سيارة الإسعاف؟
بعد حصولي على شهادة البكالوريا بدأت مساري المهني بالتدريس في قطاع التعليم الأولي ومحاربة الأمية ، إلى حين اكتشافي مرض ابنتي بالقصور الكلوي فبدأت معاناتي النفسية والبدنية مع رحلة استشفاءها ، وبعد فترة وجيزة تم تشخيص مرضها على أنه تشوه خلقي مما يعني أن رحلة المعاناة هذه مع التداوي والاستشفاء ستطول .
حينها راودتني فكرة ولوج مجال التمريض ، حصلت أولا على شهادة مسعفة من الهلال الأحمر ثم بعدها بسنوات صممت على دخول معهد خاص للتمريض ، وثابرت في التحصيل والتعلم إلى أن نلت دبلوم التمريض وقضيت بعدها فترة تدريب بمستشفى محمد الخامس ، التجربة مكنتني من مساعدة ابنتي حيث استوعبت حالتها المرضية وأوقاتها الحرجة ولم أعد أحتاج إلى نقلها للمستشفى ، خصوصا بعد إتقاني للأساليب العلاجية بالأدوية .
شاركت بعدها في العديد من القوافل الطبية كمتطوعة ، ولاحظ بعض الفاعلين الجمعويين حينها أنه بالإضافة إلى تمكني من عملي كممرضة فإنني أتقن قيادة المركبات الكبيرة التي حصلت على رخصة سياقتها من قبل ، فاقترحوا علي سياقة سيارة إسعاف الجمعية ، قبلت الفكرة والتحدي مؤمنة بفائدة التجربة ومتعتها ، ومنذ ذلك الحين وأنا أستمتع بعملي الذي يفوق فيه الأجر الأجرة .
أصبحت أنقل الموتى مجانا ، وأقوم بالإسعافات والتمريض بالمنازل خصوصا للذين أجروا عمليات جراحية ، وجدت راحتي في هذا الأمر واكتشفت نفسي في هذا الواجب الذي أعتبره أكثر من مجرد مهنة ، لم أهتم لما هو مادي ولا مشكلة لدي للدخول متأخرة إلى البيت طالما أن السبب هو عمل خيري .
المصدر : مجلة فرح