أسعار اللحوم الحمراء في المغرب والجدل الواسع في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية

أسباب الارتفاع: معطيات اقتصادية وفلاحية
أشار الهيلالي إلى أن هذا الارتفاع يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها:

تأثيرات الجفاف المتكرر: أدت الظروف المناخية الصعبة التي مر بها المغرب في السنوات الأخيرة إلى انخفاض كبير في الإنتاج الفلاحي، مما أثر سلبًا على تربية المواشي وتوفر الأعلاف.
ارتفاع تكلفة الأعلاف: شهدت أسعار الأعلاف زيادة كبيرة نتيجة الاعتماد على الاستيراد، وهو ما أثقل كاهل مربي الماشية وزاد من تكلفة الإنتاج.
تداعيات أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا: أوضح الهيلالي أن هاتين الأزمتين ساهمتا في اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بما فيها الأعلاف والحبوب.
ارتفاع تكاليف النقل والطاقة: أضاف أن الزيادة في أسعار المحروقات والنقل انعكست على تكلفة تسويق اللحوم الحمراء داخل الأسواق المحلية.
تراجع العرض مقابل الطلب: مع تزايد الطلب خلال المناسبات الدينية والاجتماعية، كعيد الأضحى، سجلت الأسواق نقصًا ملحوظًا في المعروض من اللحوم، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.

توصيات رابطة المهندسين الاستقلاليين
لم تقتصر رؤية الأستاذ الهيلالي على تشخيص الأزمة، بل قدم مجموعة من التوصيات لمواجهة الوضع، ومنها:

تشجيع الإنتاج المحلي: ضرورة دعم مربي الماشية من خلال برامج تمويل ميسرة وتحفيزات فلاحية.
التحكم في أسعار الأعلاف: توفير الأعلاف بأسعار معقولة عبر تعزيز الإنتاج الوطني وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
تعزيز التخزين الاستراتيجي: العمل على توفير مخزون استراتيجي من اللحوم لمواجهة التقلبات الموسمية.
مراقبة الأسعار والحد من المضاربات: تشديد الرقابة على الأسواق المحلية لضمان عدالة الأسعار وحماية المستهلك.
الاستثمار في البحث الزراعي: تحسين إنتاجية الماشية من خلال الابتكار في مجال الأعلاف وأساليب التربية.

أكد الأستاذ عزيز الهيلالي أن معالجة هذه الأزمة تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والفاعلين الاقتصاديين ومربي الماشية لتحقيق توازن مستدام بين العرض والطلب. كما شدد على أهمية اعتماد سياسات زراعية واضحة تعزز الأمن الغذائي وتحمي القدرة الشرائية للمواطنين.