صحتنا

أزمة كليات الطب: أول أيام الدورة الاستدراكية.. إنقاذ الموسم أم سنة بيضاء؟


واصل طلاب كليات الطب والصيدلة مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية يوم الاثنين 22 يوليو 2024. بعد أن قاطعوا الشهر الماضي الامتحانات العادية، قرر معظمهم الآن مقاطعة الدورة الاستدراكية. ووفقًا لتصريحات أحد أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، فإن نسبة المقاطعة لامتحانات الدورة الاستدراكية في يومها الأول بلغت 97 بالمائة.



وأوضح المتحدث أن طلاب السنوات الأولى والثانية والثالثة والخامسة كان من المفترض أن يجتازوا امتحانات الدورة الاستدراكية ابتداءً من الاثنين 22 يوليو 2024، لكن معظمهم اختاروا عدم الحضور.


وفي زيارة لمنصة لوديجي، إلى كلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء يوم الأربعاء 22 يوليو 2024، تم التقاط صور تظهر غياب الطلاب عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام. وهكذا، مازال شبح "السنة البيضاء" يخيم على كليات الطب والصيدلة في المغرب. بعد مقاطعة شبه كاملة للامتحانات النهائية في مختلف أنحاء المملكة، يستمر الطلاب في التمسك بقرار المقاطعة "طالما لم تستجب الوزارة لمطالبهم كاملة". في الوقت الذي يزداد فيه الضغط على وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، للتوصل إلى اتفاق يمكّن من "إنقاذ" السنة الجامعية.


وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، قد صرّح قبل أسابيع أن الحكومة "استجابت لمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة وبددت كل مخاوفهم المتعلقة بالدراسة والتدريب".

وأكد ميراوي أن الحكومة "تعهدت بتحقيق عدد من المطالب، شرط اجتياز الامتحانات واستعادة السير العادي للكليات"، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بـ"إعادة النظر في العقوبات التأديبية مع السماح للطلاب الموقوفين باجتياز الامتحانات، وتعديل بيانات النقاط وتعويض نقطة الصفر التي منحت للمتغيبين خلال الدورة الأولى، وإمكانية استكمال التكوين بعد النجاح في الامتحانات، مع برمجة التداريب الاستشفائية من أجل استدراك فترات الانقطاع عن الدراسة اعتبارًا من الموسم الجامعي المقبل، مع الحرص على استكمال جميع التداريب بمدتها الزمنية الكاملة".

وفي تصريح للوزير الوصي على القطاع قبل موعد الدورة الاستدراكية، قال الوزير: "أدعو الطلبة إلى إنقاذ العام من خلال استكمال الدورات الاستدراكية المقررة يومي 22 يوليو وأيضًا في سبتمبر"، مضيفًا "دعونا ننقذ العام أولًا، ثم سننظر في مسألة إلغاء الإجراءات التأديبية".


وتعليقًا على تصريحات الوزير، قال عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب: "لقد اعتادت آذاننا على سماع تصريحات وزير التعليم العالي بين الحين والآخر، والتي تتضمن الأقاويل نفسها في كل مرة، بدعوته الطلبة للرجوع إلى الدراسة دون توقيع أي محضر اتفاق!".

وأضاف المتحدث: "هو (في إشارة إلى الوزير) يعتبر كلامه بمثابة توقيع ووعد، لكن الأمر مرفوض بالنسبة للطلبة الذين يرددون شعار 'لا ثقة إلا في الوثيقة'، عملاً بقوله تعالى: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا'.


واختتم حديثه بالقول: "نحمل المسؤولية لكل من يسهر على القطاع بكامله، وهم من يحملون مسؤولية السنة البيضاء، أما الطلبة الذين صمدوا لأكثر من سبعة أشهر في إضراب عن التداريب والدروس والامتحانات دون فشل أو انكسار، لن ترعبهم السنة البيضاء في سبيل ضمان جودة تكوين مسارها سبع سنوات".

وتجدر الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من طلبة الطب والصيدلة قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.


ووفقًا لأرقام اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، تجاوزت نسبة مقاطعة الامتحانات 90%، حيث بلغت 94% في جميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب. وأكدت اللجنة أن هذه النسبة صادرة بناءً على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ"تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردًا على القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها".







 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 23 يوليوز 2024

              

















القائمة الجانبية الثابتة عند اليمين





Buy cheap website traffic