أُعِدُّ النَّهَارَ عَلَى مِجْمرِ
الشَّمْسِ آنيةً
ثُمَّ أُلْقِي بِقَلْبِي إلَى
صَحْنِها، هَلْ نضَجْتُ بِمَا
لَيْسَ يَكْفِي لِأسْقُطَ
كَالحَظِّ فِي حِجْرِهَا مِثْلَ
تُفَّاحَةٍ عَاثِرَةْ
هِيَ أسْفَلَ تَحْضُنُ فِي الأرْضِ
جَذْبَتِيَ الآسِرَةْ ،
وَتُهَدِّدُ
أنْ تُوقِفَ
الظِّلَّ خَارِجَ كُلِّ
المَوَاقِيتِ فِي مَوْعِدٍ بَيْنَ
أعْيُنِها وَالأبَدْ ،
وَأنَا فِي الأعَالِي أُضَمِّدُ
غُصْنَ انْكِسَارِي ،
أُرَدِّدُ
مَا قَالَهُ الطَّيْرُ للِرِّيحِ حِينَ
سَقَطْتُ مَعَ العُشِّ
مِنْ مَضْجَعِي ،
هَلْ نَضَجتُ بِمَا احْتَطَبَتْهُ
العَواصِفُ مِنْ غَابَةِ
الذِّكْرَيَاتِ ، وَهَلْ نَضَجَ
الحُبُّ أَمْ مِثْلَ بَعْضِ الشَّرَائِعِ
يُؤْكَلُ فِي صَحْنِهَا نَيِّئاً ، هَا أنَا
عُرْضةً للِرَّمَادِ
أُقَاوِمُ كُلَّ هُبُوبٍ يُلوِّنُ
أيَّامَنَا بِالحِدَادِ ،
وَأفْتَح قَلْبِيَ كَالشُّرُفَاتِ
لِتَنْدَلِعِي..
أُعِدُّ النَّهَارَ كَمَا
لَوْ أُعِدُّ عَلَى النَّارِ
رَكْوَةَ قَهْوَهْ
وَأدْعُو إلَى يَقْظَتِي
لَيْلَهَا .. أسْرعي
مِثْلَمَا يَتَدفَّقُ مِنْ شَفَتَيْكِ النَّبِيذْ
يَضِيقُ اتِّسَاعِيَ فِي خَصْرِهَا ،
وَأمُدُّ ذِرَاعِي
كَأيِّ غَرِيقٍ يُحَاصِرُهُ
السَّيْلُ مِنْ شَعْرِهَا ، هَلْ
ذَاكَ نِصْفِيَ يَبْحَثُ
فِي الظِّلِّ عَنْ نِصْفِهَا فِي
الضِّيَاءِ ، اسْرِعِي قَبْلَ أنْ يَتَمَزَّقَ
فِي ضِفَّتَيْكِ العِنَاقُ كَحَبْلِ
الوَرِيدْ
فَإنِّيَ وَإنْ كُنْتُ فِي
مُقْلَتَيْكِ الغَرِيقَ ، فَأنْتِ
بِحُضْنِكِ أقْرَبَ
رَبْوَهْ
أُعِدُّ السَّمَاءَ كَأنِّي أُغَرْبِلُ
أنْجُمَهَا بِثُقُوبِ
الظَّلامِ ،
وأنْظُرُ مَاذَا تَبَقَّى
عَلَى السَّطْحِ ،
مَنْ غَيْرُهَا قَمَراً
لَوْ تُفتِّتُنِي أتَسَرَّبُ
بِالجُرْحِ
بَيْنَ الأصَابِعِ نُخَّالَةً
مِنْ ذَهَبْ
أُعِدُّ المَسَاءَ وَأدْخُلُ
للِكَوْنِ مِن مُقْلَتَيْهَا
وَأُلْقِي رُمُوشَ
العُيُونِ كَأنِّيَ أُسْدِلُ
خَلْفِي خِبَاءْ