وتعد هذه النسخة من المهرجان التي ينظهما اتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية ، ومقهى الحكي العالمي، تحت شعار “أصوات الأسلاف” ، من بين أهم الأحداث الثقافية الدولية بالمغرب ، لأنه يعالج قضية المكانة المعنوية الإنسانية والوظيفة الثقافية الروحية لفن الحكي ، والحلقة عموما .
ولكونه أول حدث ثقافي دولي على الصعيد الوطني بعد الجائحة ، ولأنه رمز لإعادة إحياء فن الحكاية وحلقة الحكاية في أبرز وأعرق الساحات بالعالم ، ساحة جامع “الفنا” ، فإن المهرجان يشكل فرصة لتوطيد الدينامية الثقافية التي تعرفها مدينة مراكش ، كما أن له وقعا إيجابيًا عليها .
وتمثل التظاهرة ، أيضا ، مناسبة احتفالية متعددة الثقافات “تسمح بسرد الحكايات بمختلف اللغات واللهجات من بينها العربية الفصحى ، والدارجة ، والأمازيغية ، والإنجليزية والإسبانية والألمانية ، والإيطالية واليونانية ، والروسية ، والفارسية ، والفرنسية” .
وبهذه المناسبة ، أكد زهير الخزناوي ، مدير المهرجان ، أن التظاهرة كانت نتاج نوايا وإرادات نبيلة لشغوفين بهذا الفن الذي ينطوي على تملك اللغة والبيان” ، “ثم النفاذ إلى الوجدان، لافتا إلى أن “العمل ينكب على تأبيد هذا المهرجان واحاطته بكافة سبل النجاح” ، لافتا إلى إنشاء مدرسة لتلقين أسس ومبادئ فن الحكي ، بغرض تحبيبه واشاعته في صفوف النشء .
وفي كلمة له ، صرح مايك وود ، عن اللجنة المنظمة ، أن التظاهرة الثقافية تعرف مشاركة حكواتيين من مختلف بلدان العالم ، مضيفا أن مدينة مراكش التي تحتضن هذا المهرجان ، “شاهدة على تلاقح كل الثقافات”. منوها في هذا الصدد ، بالرعاية التي يحظى بها المهرجان من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ”.
من جهته ، أكد جون روو ، الحكواتي البريطاني الشهير ، أن مدينة النخيل مراكش هي أمثل فضاء لفن الحكي والحلقة ، منوها بالقبول الذي يحظى به هذا الفن لدى الجمهور الواسع ، ودعا الحضور الى الإنصات إلى الحكواتيين وإلى “الانغماس بكل جوارحهم في ما يقدمه هؤلاء الذين سيبهجونهم لا محالة " .
ويعتبر المهرجان الدولي لفن الحكي بمثابة فضاء يمكن من سرد القصص والحكايا بعدد من الأماكن العامة ، والمتاحف ، والمآثر التاريخية ، إضافة إلى المقاهي والمطاعم والرياضات بالمدينة الحمراء ، ويهدف إلى النهوض بالسياحة الثقافية بمدينة مراكش ، والتعريف بمختلف أنماط السرد الحكواتي ، والتعرف على مختلف التجارب العالمية في هذا المجال .
المصدر : مجلة فرح