بقلم: عدنان بن شقرون
أزمة الثقة في العمل السياسي
لن أكون ساذجًا وأتجاهل عمق الأزمة السياسية التي تعصف ببلدنا. فقد انصرف جزء كبير من الرأي العام عن صناديق الاقتراع، بعد أن أثقلته وعود انتخابية لم تجد طريقها إلى التنفيذ. أما الشباب المغربي، الذي كان يومًا وقود التغيير وحجر الأساس فيه، فقد أصبح يلجأ إلى فضاءات افتراضية طغت فيها المظاهر على المضامين، وأصبحت اللحظة هي الأهم على حساب المدى البعيد. وعلى الجانب الآخر، يبدو أن الطبقة السياسية قد استسلمت لحالة من الجمود، حيث أصبحت الخطابات تفتقد العمق والصدق، مما عمّق فجوة الثقة بينها وبين الشعب الذي ملّ الوعود والأوهام.
بين الإحباط والإيمان
ورغم كل ذلك، أجد نفسي مستمرًا. ليس بدافع من العناد الأعمى، ولكن انطلاقًا من إيمان عميق. فالسياسة، حتى في أحلك لحظاتها، تبقى الفضاء الوحيد الذي يمكن من خلاله إحداث تغيير حقيقي. إنها الساحة التي تُسمع فيها أصوات المهمشين، والتي لا تزال تتيح فرصة الحلم بمجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة. التخلي عن هذا المجال يعني تركه لقوى الجمود أو، ما هو أخطر، لقوى التراجع والاستسلام للعدم.
لا أدعي أنني أملك الحلول لكل الإشكاليات، ولا أنني أحمل مفاتيح المستقبل المشرق. لكنني أؤمن بقدرة المثابرة على تغيير الواقع، وبقوة الأفكار النبيلة، وبأهمية الالتزام الصادق. أؤمن أن الأمل يمكن أن يعود إذا أعدنا بناء جسور الثقة مع المواطنين، وإذا أصغينا بصدق إلى همومهم، وإذا جعلنا الحوار هو أساس عملنا.
السياسة: رسالة إيمان وكفاح
ولأولئك الذين يشككون أو يشعرون بالخيبة، أقول: السياسة ليست ملاذًا لليائسين أو فرصة للانتهازيين. إنها معركة، وفعل إيمان. وطالما هناك شخص واحد يؤمن بإمكانية تحقيق مستقبل أفضل، فإن هذه المعركة تستحق أن تُخاض.
نعم، يستحق الشباب المغربي أكثر مما يُقدَّم له. نعم، مؤسساتنا بحاجة ماسة إلى إعادة ابتكار نفسها. نعم، ربما فشلنا في تحقيق كثير مما طمحنا إليه. لكن هذه الأسباب هي بالتحديد ما يدفعنا إلى الاستمرار. لأننا، رغم كل شيء، ما زلنا نؤمن بأن الأمل لم ينطفئ. وما دام هناك أمل، فإن واجبنا أن نحميه ونقاتل من أجله، وبطرق مشروعة.
إن خيبة الأمل ليست نهاية الطريق، بل هي دعوة لإعادة التفكير في المسار. وما دامت هناك قلوب تؤمن، وعقول تصر على التغيير، فإن العمل السياسي سيظل فضاءً للأمل والتجديد.
لن أكون ساذجًا وأتجاهل عمق الأزمة السياسية التي تعصف ببلدنا. فقد انصرف جزء كبير من الرأي العام عن صناديق الاقتراع، بعد أن أثقلته وعود انتخابية لم تجد طريقها إلى التنفيذ. أما الشباب المغربي، الذي كان يومًا وقود التغيير وحجر الأساس فيه، فقد أصبح يلجأ إلى فضاءات افتراضية طغت فيها المظاهر على المضامين، وأصبحت اللحظة هي الأهم على حساب المدى البعيد. وعلى الجانب الآخر، يبدو أن الطبقة السياسية قد استسلمت لحالة من الجمود، حيث أصبحت الخطابات تفتقد العمق والصدق، مما عمّق فجوة الثقة بينها وبين الشعب الذي ملّ الوعود والأوهام.
بين الإحباط والإيمان
ورغم كل ذلك، أجد نفسي مستمرًا. ليس بدافع من العناد الأعمى، ولكن انطلاقًا من إيمان عميق. فالسياسة، حتى في أحلك لحظاتها، تبقى الفضاء الوحيد الذي يمكن من خلاله إحداث تغيير حقيقي. إنها الساحة التي تُسمع فيها أصوات المهمشين، والتي لا تزال تتيح فرصة الحلم بمجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة. التخلي عن هذا المجال يعني تركه لقوى الجمود أو، ما هو أخطر، لقوى التراجع والاستسلام للعدم.
لا أدعي أنني أملك الحلول لكل الإشكاليات، ولا أنني أحمل مفاتيح المستقبل المشرق. لكنني أؤمن بقدرة المثابرة على تغيير الواقع، وبقوة الأفكار النبيلة، وبأهمية الالتزام الصادق. أؤمن أن الأمل يمكن أن يعود إذا أعدنا بناء جسور الثقة مع المواطنين، وإذا أصغينا بصدق إلى همومهم، وإذا جعلنا الحوار هو أساس عملنا.
السياسة: رسالة إيمان وكفاح
ولأولئك الذين يشككون أو يشعرون بالخيبة، أقول: السياسة ليست ملاذًا لليائسين أو فرصة للانتهازيين. إنها معركة، وفعل إيمان. وطالما هناك شخص واحد يؤمن بإمكانية تحقيق مستقبل أفضل، فإن هذه المعركة تستحق أن تُخاض.
نعم، يستحق الشباب المغربي أكثر مما يُقدَّم له. نعم، مؤسساتنا بحاجة ماسة إلى إعادة ابتكار نفسها. نعم، ربما فشلنا في تحقيق كثير مما طمحنا إليه. لكن هذه الأسباب هي بالتحديد ما يدفعنا إلى الاستمرار. لأننا، رغم كل شيء، ما زلنا نؤمن بأن الأمل لم ينطفئ. وما دام هناك أمل، فإن واجبنا أن نحميه ونقاتل من أجله، وبطرق مشروعة.
إن خيبة الأمل ليست نهاية الطريق، بل هي دعوة لإعادة التفكير في المسار. وما دامت هناك قلوب تؤمن، وعقول تصر على التغيير، فإن العمل السياسي سيظل فضاءً للأمل والتجديد.