آخر الأخبار

عيد استقلال غينيا: احتفالية تاريخية في الداخلة وتعزيز للعلاقات الإفريقية


تعتبر ذكرى استقلال غينيا حدثًا وطنيًا مهمًا يحمل في طياته رموز الحرية والعزيمة، ويعكس النضال الذي خاضه الشعب الغيني للحصول على استقلاله واستعادة سيادته. تحل هذه المناسبة في كل عام لتكون فرصة لاستذكار التضحيات التي بذلها أبناء غينيا والاحتفال بالإنجازات التي حققتها الأمة منذ الاستقلال.



وفي إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين المغرب وغينيا، احتضنت مدينة الداخلة، في المملكة المغربية، يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024، احتفالات مميزة إحياءً لذكرى استقلال غينيا. هذه الفعالية تُجسد عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين وتعزز من التعاون الإفريقي في مختلف المجالات.

احتفالية عابرة للحدود
تميزت الاحتفالات بحضور شخصيات بارزة من مجالات مختلفة، مثل السيد عبد الرزاق الجورجي، الكاتب العام لولاية الداخلة، والسيدة ميمونة سعيد، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في الداخلة، بالإضافة إلى السيدات أسماء المودني، المديرة التنفيذية للمعرض الدولي للأغذية، وعزيزة زوير، رئيسة الغرفة الفتية الدولية - تمارة. هؤلاء الحضور الرسميون والفعاليات البارزة أضافوا بعدًا دبلوماسيًا وثقافيًا للاحتفالية، مما عكس عمق الروابط التي تجمع بين المغرب وغينيا.

بدأت الفعالية بالنشيد الوطني لكل من المغرب وغينيا، في مشهد يعبر عن التآزر والاحترام المتبادل بين الشعبين. تلاه عرض للأزياء التقليدية للبلدين، حيث أُبرزت الأزياء الغينية والمغربية التقليدية في عرض رائع، مما خلق جواً من الفخر بالتراث الثقافي الغني والمتنوع الذي يربط بين شعبي البلدين.

رمزية الكعكة وتقاليد الضيافة
احتفالاً بهذه المناسبة المجيدة، تمت إقامة استراحة شاي مغربية، تعكس كرم الضيافة الأصيل، حيث أتيحت للحضور فرصة الاستمتاع بالشاي المغربي التقليدي وتبادل الأحاديث في جو ودي. وقد تم تقديم كعكة كبيرة مزينة بعلم غينيا، لتكون رمزًا للاحتفال بالصداقة القوية التي تربط بين الشعبين المغربي والغيني، ولتعبر عن التطلع إلى علاقات أوثق في المستقبل.

وقد اختتمت الاحتفالية بجلسة لالتقاط الصور التذكارية مع قنصل غينيا في الداخلة، السيد سوريبا كامارا، في مشهد يعكس عمق الروابط الثنائية والاهتمام المتبادل بين البلدين بتعزيز التعاون في المستقبل.

الداخلة: مركز للتعاون الاقتصادي والثقافي الإفريقي
يأتي هذا الاحتفال في سياق أوسع من الفعاليات الدولية والمعارض التي تُنظم في مدينة الداخلة، والتي باتت منصة محورية لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية. فقد أصبحت الداخلة نقطة جذب للمستثمرين والمثقفين الأفارقة، حيث تتيح المعارض الدولية المقامة فيها فرصة تبادل الأفكار وبناء الشراكات الاستراتيجية. هذه الفعاليات تُسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وتعزز من دور المغرب كجسر للتعاون بين الدول الإفريقية.

الرؤية الملكية: تعزيز التعاون الإفريقي
تندرج هذه الجهود في إطار رؤية جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى تعزيز التعاون الإفريقي. إذ يسعى المغرب، من خلال استراتيجية "رابح-رابح"، إلى خلق ديناميكية إيجابية يستفيد منها كل بلد، من خلال التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول الإفريقية. ويدعو جلالته إلى تعزيز التضامن والازدهار المشترك في القارة الإفريقية، بهدف تحقيق مستقبل أفضل لجميع شعوبها.

وفي هذا السياق، تأتي الفعاليات والاحتفالات المشتركة كوسيلة لتقريب النخب الإفريقية والفاعلين الاقتصاديين، ودفعهم نحو تعزيز التعاون في مختلف المجالات. هذه الجهود لا تعزز فقط التعاون بين المغرب وغينيا، بل تسهم في رسم خريطة جديدة للتعاون الإفريقي البيني.

نظرة مستقبلية
يمثل عيد استقلال غينيا ليس فقط فرصة للاحتفال بتاريخ مشترك، بل أيضًا منصة لتعزيز العلاقات بين الدول الإفريقية وبناء شراكات مستدامة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. إن مشاركة المغرب في هذه المناسبة، وخاصة من خلال احتفالات الداخلة، تعكس التزامه الدائم بتعزيز التعاون الإفريقي والمساهمة في بناء مستقبل مشترك يتسم بالتضامن والتقدم.

ختاماً، تبقى ذكرى استقلال غينيا حدثًا مجيدًا يحتفل به الجميع، ويؤكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الإفريقية من أجل تحقيق التنمية والازدهار. تعتبر الداخلة، من خلال فعالياتها الدولية، منصة حيوية لتحقيق هذه الأهداف، مما يعزز من دورها كحلقة وصل بين الشعوب والدول الإفريقية.


Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 7 أكتوبر 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic