بقلم: مامون أشرقي
أولى الإشارات التي لفتت أنظار المتابعين متعلقة بالفرقة التي تكلفت بالتسليم، وهي إحدى فرق النخبة لدى كتائب القسام، ظهر مقاتلوها وسط حشد جماهيري غفير طغت عليه بوادر الفرح. ظهروا في زي عسكري قتالي مكتمل، حاملين بنادق اليهود التي تمكنوا من اغتنامها خلال الحرب. و الأهم أنهم ظهروا وسط حاضنتهم الشعبية، ما يؤكد عن التلاحم والتعاضد القوي بين الحركة و الشعب.
المشهد الثاني، الذي يجيب بشكل لا يدع مجالا للشك، عن سؤال ما بعد الحرب، وينسف كل ما تقدم به الكيان الصهيوني، عن تحقيقه لأي صورة من صور الانتصار، هو ظهور قائد الفريق المكلف بتسليم المجندات وهو يعتلي الخشبة، رفقة ممثل الصليب الأحمر، ليجلسا ويوقعا على التسليم. وكمن يؤكد على سيادة حماس اللا مشروطة على القطاع، أقدم القائد الموقع على تثبيت توقيعه بطابع الحركة.
ثالث اللقطات القوية في هذا العرس العسكري والسياسي العظيم، التي حملت دلالة الحب والتسامح والتآخي رغم الإبادة العرقية والآلام والقتل والدمار، هو صعود المجندات إلى الخشبة لتحية الشعب الغزاوي الأبي. اعتلين الخشبة وهن في كامل أناقتهن مرتديات بدلا عسكرية إسرائلية جديدة، وبتصفيفة شعر موحدة، وحالة صحية جيدة، وهنا وجب مقارنة هذا المشهد بمنظر الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والفلسطينيات المفرج عنهم من سجون الاحتلال في حالة يرثى لها. وهذه المفارقة لوحدها كافية لبيان الفرق بين تعامل المقاومة الذي ينم عن الأخلاق الإسلامية النبيلة تجاه الأسرى، مقابل التعامل الهمجي و البربري الذي تعرض له الأسرى الفلسطينيون، و هو ما وثقه اليهود بأنفسهم في بعض الفيديوهات .
وأما رابع الإشارات فهي الفيديو الذي أخذ لإحداهن في سيارة الصليب الأحمر وهي تشكر "الشباب" كما سمت المقاتلين، عن الإعتناء بها و برفيقاتها ولو كان الثمن أرواح القساميين، إذ ذكرت كيف كانوا يحمون الأسرى من القصف الصهيوني بأجسادهم.
ولكن ورغم كل هاته البوادر، منعت سلطات الاحتلال الغزيين من الرجوع إلى ما بقي من بيوتهم في الشمال بسبب إحدى الأسيرات التي لم تسلم وقته نظرا لظروف قاهرة، وتم تعويضها بأخرى، لكن حماس في محاولة للحفاظ على السلم الهش تفكر في الإفراج عنها قبل السبت المقبل.
ختاما، تعيش فلسطين والمنطقة ككل أياما وأوقاتا فارقة و مفصلية، شهدت على اختلال ميزان القوى، وتغيرت فيها المعادلات السياسية و الحربية و الجيوستراتيجية، ولربما تحمل هذه التغيرات بوادر رياح الحرية التي مهما طال الزمن لابد أن تجتاح فلسطين الأبية من النهر إلى البحر.
المشهد الثاني، الذي يجيب بشكل لا يدع مجالا للشك، عن سؤال ما بعد الحرب، وينسف كل ما تقدم به الكيان الصهيوني، عن تحقيقه لأي صورة من صور الانتصار، هو ظهور قائد الفريق المكلف بتسليم المجندات وهو يعتلي الخشبة، رفقة ممثل الصليب الأحمر، ليجلسا ويوقعا على التسليم. وكمن يؤكد على سيادة حماس اللا مشروطة على القطاع، أقدم القائد الموقع على تثبيت توقيعه بطابع الحركة.
ثالث اللقطات القوية في هذا العرس العسكري والسياسي العظيم، التي حملت دلالة الحب والتسامح والتآخي رغم الإبادة العرقية والآلام والقتل والدمار، هو صعود المجندات إلى الخشبة لتحية الشعب الغزاوي الأبي. اعتلين الخشبة وهن في كامل أناقتهن مرتديات بدلا عسكرية إسرائلية جديدة، وبتصفيفة شعر موحدة، وحالة صحية جيدة، وهنا وجب مقارنة هذا المشهد بمنظر الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والفلسطينيات المفرج عنهم من سجون الاحتلال في حالة يرثى لها. وهذه المفارقة لوحدها كافية لبيان الفرق بين تعامل المقاومة الذي ينم عن الأخلاق الإسلامية النبيلة تجاه الأسرى، مقابل التعامل الهمجي و البربري الذي تعرض له الأسرى الفلسطينيون، و هو ما وثقه اليهود بأنفسهم في بعض الفيديوهات .
وأما رابع الإشارات فهي الفيديو الذي أخذ لإحداهن في سيارة الصليب الأحمر وهي تشكر "الشباب" كما سمت المقاتلين، عن الإعتناء بها و برفيقاتها ولو كان الثمن أرواح القساميين، إذ ذكرت كيف كانوا يحمون الأسرى من القصف الصهيوني بأجسادهم.
ولكن ورغم كل هاته البوادر، منعت سلطات الاحتلال الغزيين من الرجوع إلى ما بقي من بيوتهم في الشمال بسبب إحدى الأسيرات التي لم تسلم وقته نظرا لظروف قاهرة، وتم تعويضها بأخرى، لكن حماس في محاولة للحفاظ على السلم الهش تفكر في الإفراج عنها قبل السبت المقبل.
ختاما، تعيش فلسطين والمنطقة ككل أياما وأوقاتا فارقة و مفصلية، شهدت على اختلال ميزان القوى، وتغيرت فيها المعادلات السياسية و الحربية و الجيوستراتيجية، ولربما تحمل هذه التغيرات بوادر رياح الحرية التي مهما طال الزمن لابد أن تجتاح فلسطين الأبية من النهر إلى البحر.