بقلم: الدكتور خالد فتحي
وبذلك يكون ماكرون قد امتاز عن اسلافه من الرؤساء باهتدائه وسلكه للطريق الذي يوصل مباشرة إلى قلوب المغاربة وقلب عاهلهم حين قرر بحصافة وذكاء استراتيجي أن يقطع مع التردد الفرنسي، و أن ينتصر دون لبس للحق التاريخي والشرعي للمغرب في صحرائه الجنوبية ، وبالتالي يكون قد حفر بهذه الزيارة والموقف التاريخيين اسمه بأحرف من ذهب في الذاكرة المغربية.
وهاهو قد رأى بأم عينيه سواء في الوجوه المستبشرة للمغاربة أو في حفاوة ممثلي الأمة إلى أي حد تعد السيادة المغربية على اقاليمنا الجنوبية مسألة وجودية لنا ، بل وحمد لنفسه أن كان ذا بصيرة حين راهن على إمبراطورية تابثة الأركان وعميقة الجذور في التاريخ، فالمغرب كما وصفه في خطابه هو البلد الآمن المستقر المنفتح ، و الحليف القوي ، والشريك الموثوق الذي يتقاسم مع فرنسا الكثير من القيم المشتركة كالحرية والديمقراطية و التعددية و التسامح ، و الذي يتطلع فوق ذلك الى ان يحققا معها الكثير من الطموحات والأهداف نشدا لمزيد من التقدم والازدهار.
فعلا لقد شاهد العالم كل فرنسا تحج إلى القصر الملكي: وزراء ،ورجال أعمال، وفنانون ، ومثقفون . والمعنى ان باريس بعثث رسالة بانها تريد شراكة شاملة مع الرباط تقوم على الندية والشفافية والوضوح يكون المكسب فيها للجميع . وانها، وإن تأخرت في الصدح بالحق المغربي، فهي تستدرك استدراك الكبار؟ و تكفر عن هذا التأخر بتجاوز الموقف الامريكي، والالماني، والأسباني بخطوات لتجعل من اصطفافها إلى جانب المغرب دليلا إضافيا على ظهور الحق و على سمو مكانة بلادنا وعلو كعبها في المحافل الدولية.
خطاب ماكرون أمام ممثلي الأمة بمقر البرلمان المغربي عكس هذه المعاني وهذا الزخم ، كان خطابا مفصليا نثر أمامنا معالم العقيدة الدبلوماسية الجديدة لفرنسا تجاه المغرب وأفريقيا …خطابا ممنهجا ،مدججا بالأدلة والبراهين، ملهبا للمشاعر، ولكنه كان قبل كل شيء خطابا مفعما بالحب والود وصفاء الطوية . كان أيضا درسا في الادب السياسي يعكس بلاغة لغة موليير وبهاءها حين تستدعي للمرافعة عن القضايا العادلة ،.لكن لاعجب في كل ذلك ، فهو الخطاب الذي قد عركته الأحداث .المتبلور بكل أناة وتؤدة بوحي من الضمير الحي لفرنسا الأنوار وقيمها الخالدة. هذا العمق الوجداني والثقافي للمشهد جعل ماكرون يلوذ بالتاريخ في خطابه. فهو مستودع الحقيقة الخالصة .حقيقة أن الصحراء مغربية منذ الأزل، وأن الملكية المغربية كملكية عريقة والمغرب كامبراطورية حقة هما صمام امان لافريقيا وأوروبا معا.
لقد تفوق ماكرون في أن يطوى بكلماته البليغة الشفافة صفحة التشنجات العارضة ،… جب بها كل ماسبق من أخطاء وعثرات . كانت لكنته لكنة صدق واضحة، و كان له حماس لم تخطئه الأذن والعين معا .
لقد تخطى هذا الخطاب حدود السياسة ليتحول إلى وثيقة تاريخية اختصر فيها الرئيس عمق العلاقات المغربية الفرنسية عبر العصور،
.وثيقة ستجد طريقها دون شك إلى اطروحات البحث العلمية و والى ردهات المنظمات القاربة والدولية المعنية بقضيتنا العادلة. قعد ماكرون لخطابه بدأه استدعاء الاندلس ، ثم عصر النهضة ، فالسفير ابن عائشة، ليصل إلى مرحلة الحماية، فإكس ليبان ،ذاكرا العديد من الرواد من أمثال محمد الخامس، جاك بيرك وميتران… ممن اسسوا للوئام الفرنسي المغربي .
لقد كان الرجل صادقا و قويا في لهجته، كأنما يرد على صدق المشاعر التي حظي بها في المغرب لدرجة انك تحسه معتذرا بين السطور عن مطامع فرنسا في المرحلة الكولونيالية ،معترفا مقرا بوضوح بجميل المغاربة في تحرير وبناء قوة فرنسا الحالية .
لم يكن على الرئيس ماكرون سوى تجديد التأكيد في صلب الخطاب على نفس العبارات التي ضمنها رسالته التاريخية تلك ليرى المغاربة رأي العين فرنسا وقد نظرت معه للعلاقة مع بلادنا من منظار الصحراء المغربية بالضبط كما دعا لذلك الملك .فهل كان لنا أن ننتظر موقفا أكثر شجاعة وحكمة من هذا الموقف؟ الحقيقة أن ماكرون قد شفى وكفى . فالآن، والان فقط ، يمكن أن نعتبر أن عدالة قضيتنا الوطنية صارت قناعة فرنسية راسخة. وأن هذا الاعتراف تحول ميثاقا غليظا بين الشعبين الفر نسي والمغربي.انه إذن خطاب العرفان والتصحيح والاعتراف والاستشراف .الخطاب الذي سيسجل له في التاريخ انه نقل الشعبين من مرتبة الصداقة إلى مرتبة الأخوة .و أظن أن هذا مارمى إليه الرئيس حين تحدث عن أن الشعبين سيسطران كتابا جديدا من العلاقة النموذجية .الرئيس الفر نسي ماكرون و الملك محمد السادس يعرفان أن التعاون الاقتصادي هو الحاضنة و القادح الأول للتعاون السياسي والدبلوماسي .ولذلك فإن الاتفاقات وعقود الشراكة المبرمة بين فرنسا والمغرب رفعت سقف التعاون البيني عاليا.. .هي شاملة لعدة قطاعات حيوية تنخرط عبرها فرنسا في المسيرة التنموية المطردة للمغرب ، و أهم مافيها أنها تشمل أيضا تنمية أقاليمنا الجنوبية الصحراوية. فماذا قد ابقى الرئيس الفرنسي من القرار المتهافت للعدل الاوروبي؟ .وما هو ياترى الآن موقع اقتراح ديموستورا من الإعراب؟ .
لقد كانت فراسة جلالة الملك إذن في محلها عندما تحدث في افتتاح البرلمان أن المغرب سينتقل من مرحلة تدبير القضية الوطنية إلى مرحلة التغيير .إذ هاهي فرنسا ستواكب تنمية اقاليمنا الجنوبية التي يخطط جلالته أن تصبح قطبا اقتصاديا عالميا … إلى مايشبه كاليفورنيا أفريقية. إنه تنزيل الحلم الذي سيغير وجه صحرائنا نحو الأفضل على ارض الواقع .
فرنسا لن تكتفي فقط بتأييد الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية ، بل قال رئيسها أنها ستقرن الاقوال بالافعال، و ستواكب، وتنافح ،وتقنع من أجل الطي النهائي لهذا الملف المفتعل . فاعترافها هو اعتراف الاقوياء الذين يسرعون معك طي الملف وحسمه . كل ماجري أمامنا خلال زيارة ماكرون علامة على التغيير أو التغييرات التي هندسها ونسجها الملك بديبلوماسية وصبر وعمل دؤؤب أينعت الآن ثمارهم.
من ضمن ما أقر به ماكرون أيضا ،فرادة المدرسة الدبلوماسية المغربية وحنكتها .وهذا مبعث فخار واعتزاز لنا . لقد وجد أمامه دولة تعرف ماتريد تنوع شراكاتها، و ملكا يعمل من اجل قضايا السلام والتنمية افريقيا ودوليا ؛ فهناك المبادرة الاطلسية ؛ و المنفذ الأطلسي لدول الساحل ؛ و أنبوب الغاز النيجيري المغربي ؛ و البلاء الحسن في مكافحة الهجرة والتطرف والإرهاب، و كلها عناوين تدل على الريادة و على القدرة على الاختراق و استطاعة تملك القوة الناعمة.
لكل ذلك لم يجد ضيف المغرب حرجا في القول إن المملكة قد صارت ملهمة لفرنسا لأجل صياغة جديدة لعلاقاتها مع الدول الإفريقية .ولذلك قد خاطب رئيس فرنسا افريقيا من منصة البرلمان المغربي كذلك .و لقد فعل ذلك بنبرة فيها الكثير من النقد الذاتي و من الأمل في نسج علاقات متكافئة معها يكون فيها الكل فيها رابحا . وباختيار المغرب لتوجيه هذه الرسائل، فإن فرنسا ترشح وتقبل أيضا بالمغرب كقوة قارية رائدة بوسعها جسر تلك الفجوة الطارئة بين فرنسا ومستعمراتها القديمة بأن يصبح منصة وبوابة لها و لأوروبا إلى القارة السمراء لبناء علاقات ذات إيهاب ورونق آخر .
ايمان ماكرون بالمقاربة الافريقية للمغرب جعلته يستعير مقولة جلالته حين عدنا ذات 2017 إلى الاتحاد الافريقي ليعلن أن افريقيا قارته وأن افريقيا بيته .
و أخيرا و لأن هذا الخطاب الفرنسي قد قرع أجراس الفضيحة لخصوم وحدتنا ؛ فإن الرئيس حرص على أن يؤكد أن الموقف الفرنسي والشراكة الاقتصادية مع المغرب ليسا موجهين ضد أي طرف.
وكذلك هو المغرب، لايشترط أبدا من أجل علاقات مغربية فرنسية جيدة علاقات جزائرية فرنسية سيئة . مايهم المغرب ان لا تمس سيادته ووحدته أولا ، ثم تحقيق مصالحه الحيوية والاقتصادية ثانيا .
لقد نجح ايمانويل ماكرون في أن في أن يضفي هالة من القداسة على العلاقات المغربية الفرنسية، وأن يفتحها بمعية جلالة الملك على أفق واعد لما فيه صالح الاجيال القادمة .إنها اكبر من زيارة دولة .إنه تحالف عابر لكل القطاعات مبني على الاحترام والتقدير والشفافية وعلى التكافؤ بالخصوص.
وهاهو قد رأى بأم عينيه سواء في الوجوه المستبشرة للمغاربة أو في حفاوة ممثلي الأمة إلى أي حد تعد السيادة المغربية على اقاليمنا الجنوبية مسألة وجودية لنا ، بل وحمد لنفسه أن كان ذا بصيرة حين راهن على إمبراطورية تابثة الأركان وعميقة الجذور في التاريخ، فالمغرب كما وصفه في خطابه هو البلد الآمن المستقر المنفتح ، و الحليف القوي ، والشريك الموثوق الذي يتقاسم مع فرنسا الكثير من القيم المشتركة كالحرية والديمقراطية و التعددية و التسامح ، و الذي يتطلع فوق ذلك الى ان يحققا معها الكثير من الطموحات والأهداف نشدا لمزيد من التقدم والازدهار.
فعلا لقد شاهد العالم كل فرنسا تحج إلى القصر الملكي: وزراء ،ورجال أعمال، وفنانون ، ومثقفون . والمعنى ان باريس بعثث رسالة بانها تريد شراكة شاملة مع الرباط تقوم على الندية والشفافية والوضوح يكون المكسب فيها للجميع . وانها، وإن تأخرت في الصدح بالحق المغربي، فهي تستدرك استدراك الكبار؟ و تكفر عن هذا التأخر بتجاوز الموقف الامريكي، والالماني، والأسباني بخطوات لتجعل من اصطفافها إلى جانب المغرب دليلا إضافيا على ظهور الحق و على سمو مكانة بلادنا وعلو كعبها في المحافل الدولية.
خطاب ماكرون أمام ممثلي الأمة بمقر البرلمان المغربي عكس هذه المعاني وهذا الزخم ، كان خطابا مفصليا نثر أمامنا معالم العقيدة الدبلوماسية الجديدة لفرنسا تجاه المغرب وأفريقيا …خطابا ممنهجا ،مدججا بالأدلة والبراهين، ملهبا للمشاعر، ولكنه كان قبل كل شيء خطابا مفعما بالحب والود وصفاء الطوية . كان أيضا درسا في الادب السياسي يعكس بلاغة لغة موليير وبهاءها حين تستدعي للمرافعة عن القضايا العادلة ،.لكن لاعجب في كل ذلك ، فهو الخطاب الذي قد عركته الأحداث .المتبلور بكل أناة وتؤدة بوحي من الضمير الحي لفرنسا الأنوار وقيمها الخالدة. هذا العمق الوجداني والثقافي للمشهد جعل ماكرون يلوذ بالتاريخ في خطابه. فهو مستودع الحقيقة الخالصة .حقيقة أن الصحراء مغربية منذ الأزل، وأن الملكية المغربية كملكية عريقة والمغرب كامبراطورية حقة هما صمام امان لافريقيا وأوروبا معا.
لقد تفوق ماكرون في أن يطوى بكلماته البليغة الشفافة صفحة التشنجات العارضة ،… جب بها كل ماسبق من أخطاء وعثرات . كانت لكنته لكنة صدق واضحة، و كان له حماس لم تخطئه الأذن والعين معا .
لقد تخطى هذا الخطاب حدود السياسة ليتحول إلى وثيقة تاريخية اختصر فيها الرئيس عمق العلاقات المغربية الفرنسية عبر العصور،
.وثيقة ستجد طريقها دون شك إلى اطروحات البحث العلمية و والى ردهات المنظمات القاربة والدولية المعنية بقضيتنا العادلة. قعد ماكرون لخطابه بدأه استدعاء الاندلس ، ثم عصر النهضة ، فالسفير ابن عائشة، ليصل إلى مرحلة الحماية، فإكس ليبان ،ذاكرا العديد من الرواد من أمثال محمد الخامس، جاك بيرك وميتران… ممن اسسوا للوئام الفرنسي المغربي .
لقد كان الرجل صادقا و قويا في لهجته، كأنما يرد على صدق المشاعر التي حظي بها في المغرب لدرجة انك تحسه معتذرا بين السطور عن مطامع فرنسا في المرحلة الكولونيالية ،معترفا مقرا بوضوح بجميل المغاربة في تحرير وبناء قوة فرنسا الحالية .
لم يكن على الرئيس ماكرون سوى تجديد التأكيد في صلب الخطاب على نفس العبارات التي ضمنها رسالته التاريخية تلك ليرى المغاربة رأي العين فرنسا وقد نظرت معه للعلاقة مع بلادنا من منظار الصحراء المغربية بالضبط كما دعا لذلك الملك .فهل كان لنا أن ننتظر موقفا أكثر شجاعة وحكمة من هذا الموقف؟ الحقيقة أن ماكرون قد شفى وكفى . فالآن، والان فقط ، يمكن أن نعتبر أن عدالة قضيتنا الوطنية صارت قناعة فرنسية راسخة. وأن هذا الاعتراف تحول ميثاقا غليظا بين الشعبين الفر نسي والمغربي.انه إذن خطاب العرفان والتصحيح والاعتراف والاستشراف .الخطاب الذي سيسجل له في التاريخ انه نقل الشعبين من مرتبة الصداقة إلى مرتبة الأخوة .و أظن أن هذا مارمى إليه الرئيس حين تحدث عن أن الشعبين سيسطران كتابا جديدا من العلاقة النموذجية .الرئيس الفر نسي ماكرون و الملك محمد السادس يعرفان أن التعاون الاقتصادي هو الحاضنة و القادح الأول للتعاون السياسي والدبلوماسي .ولذلك فإن الاتفاقات وعقود الشراكة المبرمة بين فرنسا والمغرب رفعت سقف التعاون البيني عاليا.. .هي شاملة لعدة قطاعات حيوية تنخرط عبرها فرنسا في المسيرة التنموية المطردة للمغرب ، و أهم مافيها أنها تشمل أيضا تنمية أقاليمنا الجنوبية الصحراوية. فماذا قد ابقى الرئيس الفرنسي من القرار المتهافت للعدل الاوروبي؟ .وما هو ياترى الآن موقع اقتراح ديموستورا من الإعراب؟ .
لقد كانت فراسة جلالة الملك إذن في محلها عندما تحدث في افتتاح البرلمان أن المغرب سينتقل من مرحلة تدبير القضية الوطنية إلى مرحلة التغيير .إذ هاهي فرنسا ستواكب تنمية اقاليمنا الجنوبية التي يخطط جلالته أن تصبح قطبا اقتصاديا عالميا … إلى مايشبه كاليفورنيا أفريقية. إنه تنزيل الحلم الذي سيغير وجه صحرائنا نحو الأفضل على ارض الواقع .
فرنسا لن تكتفي فقط بتأييد الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية ، بل قال رئيسها أنها ستقرن الاقوال بالافعال، و ستواكب، وتنافح ،وتقنع من أجل الطي النهائي لهذا الملف المفتعل . فاعترافها هو اعتراف الاقوياء الذين يسرعون معك طي الملف وحسمه . كل ماجري أمامنا خلال زيارة ماكرون علامة على التغيير أو التغييرات التي هندسها ونسجها الملك بديبلوماسية وصبر وعمل دؤؤب أينعت الآن ثمارهم.
من ضمن ما أقر به ماكرون أيضا ،فرادة المدرسة الدبلوماسية المغربية وحنكتها .وهذا مبعث فخار واعتزاز لنا . لقد وجد أمامه دولة تعرف ماتريد تنوع شراكاتها، و ملكا يعمل من اجل قضايا السلام والتنمية افريقيا ودوليا ؛ فهناك المبادرة الاطلسية ؛ و المنفذ الأطلسي لدول الساحل ؛ و أنبوب الغاز النيجيري المغربي ؛ و البلاء الحسن في مكافحة الهجرة والتطرف والإرهاب، و كلها عناوين تدل على الريادة و على القدرة على الاختراق و استطاعة تملك القوة الناعمة.
لكل ذلك لم يجد ضيف المغرب حرجا في القول إن المملكة قد صارت ملهمة لفرنسا لأجل صياغة جديدة لعلاقاتها مع الدول الإفريقية .ولذلك قد خاطب رئيس فرنسا افريقيا من منصة البرلمان المغربي كذلك .و لقد فعل ذلك بنبرة فيها الكثير من النقد الذاتي و من الأمل في نسج علاقات متكافئة معها يكون فيها الكل فيها رابحا . وباختيار المغرب لتوجيه هذه الرسائل، فإن فرنسا ترشح وتقبل أيضا بالمغرب كقوة قارية رائدة بوسعها جسر تلك الفجوة الطارئة بين فرنسا ومستعمراتها القديمة بأن يصبح منصة وبوابة لها و لأوروبا إلى القارة السمراء لبناء علاقات ذات إيهاب ورونق آخر .
ايمان ماكرون بالمقاربة الافريقية للمغرب جعلته يستعير مقولة جلالته حين عدنا ذات 2017 إلى الاتحاد الافريقي ليعلن أن افريقيا قارته وأن افريقيا بيته .
و أخيرا و لأن هذا الخطاب الفرنسي قد قرع أجراس الفضيحة لخصوم وحدتنا ؛ فإن الرئيس حرص على أن يؤكد أن الموقف الفرنسي والشراكة الاقتصادية مع المغرب ليسا موجهين ضد أي طرف.
وكذلك هو المغرب، لايشترط أبدا من أجل علاقات مغربية فرنسية جيدة علاقات جزائرية فرنسية سيئة . مايهم المغرب ان لا تمس سيادته ووحدته أولا ، ثم تحقيق مصالحه الحيوية والاقتصادية ثانيا .
لقد نجح ايمانويل ماكرون في أن في أن يضفي هالة من القداسة على العلاقات المغربية الفرنسية، وأن يفتحها بمعية جلالة الملك على أفق واعد لما فيه صالح الاجيال القادمة .إنها اكبر من زيارة دولة .إنه تحالف عابر لكل القطاعات مبني على الاحترام والتقدير والشفافية وعلى التكافؤ بالخصوص.