قبل قرابة أسبوع من الآن ، عاش المغرب والمغاربة، تجربة قاسية، لازالت وستزال تبعاتها النفسية والجسدية والمادية تؤثر على جميع من عايشها، بل وعلى كل من سمع بها. فعندما تضرب الكوارث الطبيعية جهة ما او منطقة ما، مثل الزلازل، سييترتب لا محالة عدة تأثيرات على الأفراد والمجتمعات وفرض تحديات هائلة تتعلق

بأياديهم العارية يزيل منقذون الركام، يساعدهم متطوعون ورجال من القرية. ورغم أنهم يعلمون يقينا أن جثث ثلاثة أشخاص من نفس العائلة لا تزال عالقة هناك لكنهم الذين يصرون على عدم توقف أعمال إزالة الردم . في قرية دوار تاركة -على بعد نحو 90 كلم من مدينة مراكش- تلفح رائحة الموت الزائر كما تلفحه الريح المحملة

​قدم أول من التقيناهم في تافجيغت تقييما صريحا للدمار الناجم عن زلزال المغرب. وقالوا” الناس في هذه القرية إما في المستشفى أو ماتوا”. عندما صعدنا فوق الأنقاض، فهمنا كيف لم يكن بإمكان أحد أن يسلم. لم يكن الطوب والحجارة في منازلهم التقليدية قادرة على مواجهة هذا الزلزال . تم تأكيد موت تسعين من سكان

مباشرة بعد فاجعة الزلزال، الذي ضرب عدة مناطق في المغرب، ليلة الجمعة، انطلقت موجة تضامن مذهلة، للإنقاذ والمساعدة أولا، ثم لتجاوز تبعات هذه المحنة، والوقوف ماديا ورمزيا مع ضحايا الكارثة وذويهم . موجة تضامن وحملات مساعدة مكثفة أبانت مرة أخرى عن لحمة المغاربة، وقدرتهم على تحمل النوائب بكرامة وصبر وردود

بعد نحو 399 عاما على زلزال 11 ماي 1624 -الذي ضرب مدينة فاس، والذي وصفته دراسة نشرت في العام 2017 بأنه “من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ المغرب”- تعرضت البلاد مساء الجمعة 9 شتنبر 2023 لهزة أرضية مماثلة . وضرب زلزال بشدة 6.8 درجات على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب غربي مراكش في الساعة الحادية عشرة و11