الرئيسية
وأعرب رئيس المجلس، مابهالان مفونديسي، عن أسفه العميق إزاء الوضع، مشيرًا إلى أن رفض العديد من الأشخاص لإجراء اختبار الكشف عن الفيروس أو متابعة العلاج يؤثر
بشكل مباشر في استمرارية تفشي المرض
وأوضح مفونديسي أن تلك العوامل تزيد من تعقيد الحرب ضد السيدا في جنوب إفريقيا، وهو ما يتطلب التزامًا أكبر من الأفراد خاصة الرجال، الذين يُعدون من الفئات الأكثر تضررًا بالفيروس، كما أشار إلى أن استمرار تجاهل العلاج يساهم في زيادة عدد الحالات الجديدة وانتشار الفيروس بشكل أسرع
وفي هذا السياق، أطلق المجلس حملة توعوية واسعة في صفوف الشباب تستهدف الوقاية من الفيروس. هذه الحملة التي تمتد على مدى ثلاث سنوات، تهدف إلى تعزيز تكامل الخدمات الصحية
والاجتماعية الأساسية، ورفع الوعي حول أهمية الفحص المبكر والالتزام بالعلاج.
وتعتمد الحملة على برامج تنمية الشباب، والتواصل الفعّال مع الفئات المستهدفة لتغيير سلوكياتهم المرتبطة بالإصابة بالفيروس، فضلاً عن الدعوة لتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية المتاحة.
ورغم الجهود المبذولة، لا يزال الوضع في جنوب إفريقيا يشكل تحديًا كبيرًا، حيث تُعد البلاد واحدة من أكثر الدول في العالم التي تسجل معدلات إصابة مرتفعة.
فبحسب الإحصائيات، يُقدّر أن حوالي 12.7% من سكان البلاد يعيشون مع فيروس السيدا، وهو ما يعادل نحو 8 ملايين شخص. ومن المقلق أن جنوب إفريقيا تسجل سنويًا حوالي 150 ألف
حالة إصابة جديدة، ما يعكس تزايدًا مستمرًا في حالات الإصابة، خاصة في صفوف الشباب الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للفيروس.
وفي ضوء هذه الإحصائيات، أشار مفونديسي إلى أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية، من الحكومة والمجتمع المدني، في توفير الموارد اللازمة لمكافحة هذا المرض.
وأكد على أن توفير خدمات الرعاية الصحية الوقائية، وتعزيز حملات التوعية والإعلام، وتسهيل الوصول إلى الأدوية والعلاج، سيكون لها دور كبير في الحد من انتشار الفيروس.
كما دعا إلى ضرورة مواجهة التحديات الاجتماعية المرتبطة بالمرض، مثل وصمة العار والتمييز الذي يتعرض له المصابون، الأمر الذي يعوق الكثير من الأشخاص من الخضوع للفحوصات أو تلقي العلاج المناسب.
وتسعى الحملة الوطنية لمكافحة السيدا في جنوب إفريقيا إلى توسيع نطاق هذه المبادرات لتشمل كافة مناطق البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية التي تعاني من نقص كبير في الخدمات الصحية.
