بقلم: الدكتور خالد فتحي
لا يمكن بتاتا ان نحسب هذه الخطوة الرعناء على سن بايدن. فالقرار يتجاوز مثل هذا التحليل السطحي . يبدو انه قرار استراتيجي، وانه قرار مفكر فيه للدولة العميقة بواشنطن. وأن الهدف منه هو فرض واقع جديد على ترامب “المتفلت”. والدليل هي تدوينة دونالد ترامب الابن التي أكد فيها أن المركب الصناعي العسكري يريد أن يمنع والده من إحلال السلم العالمي. ايلون ماسك الذي ربما يمثل الآن عقل ترامب سار بدوره في نفس المنحى، وحذر من على منصة أكس من تداعيات هذه الخطوة غير المحسوبة قائلا ان روسيا سترد بالمثل.
ولذلك فان بايدن يريد أن يسقط بهذا القرار أحد عصفورين من على الشجرة. اولهما أن يؤجج الصراع مع موسكو إلى درجة لايكون معها من خيار آخر للرئيس ترامب غير مواصلة الحرب ضد روسيا ، وبالتالي استمرار لحمة الناتو كما سيتركها بايدن، وصهر أوربا بأمريكا قسرا خلال عهد ترامب بانتظار الثأر في الانتخابات الرئاسية المقبلة. أما ثانيها، فهو تغيير الواقع الميداني على الارض، من خلال تمكين الأوكرانيين من تحسين وضعهم القتالي ومعه وضعهم التفاوضي من خلال أوراق ضغط ترجح موقفهم إذا ما دشن ترامب محادثات سلام مع بوتين.
هذا التصعيد يأتي إذن على عكس ما كان متوقعا حدوثه من كل العالم، وخصوصا بعد اتصال الرئيس الألماني بنظيره الروسي، والذي اعتبر دليلا على أن أوربا قد تتجه إلى رفع الراية البيضاء قبل أن تجبرها واشنطن على ذلك.
هذا القرار هو اختيار بايدن نهج سياسة حافة الهاوية ضد روسيا، ويدل في رأيي على أن أمريكا الآفلة تريد أن تربك مخططات أمريكا المقبلة، ولربما أن الديمقراطيين يسابقون الساعة لأجل ان تتدهور الأمور و يجهض اي أمل في إيقاف الحرب .لا بل و لأجل أن تنشب الحرب النووية قبل أن يتم نقل السلطة داخل البيت الأبيض، وهو ما يعني لنا نحن سكان العالم قيام الحرب العالمية الثالثة.
الواضح الآن انه في اللقاء المغلق الذي تم بين ترامب وبايدن، لم يكن هناك اتفاق بين الرئيسين بشأن الملف الأوكراني، بل وقع تباعد كبير في وجهات النظر، وهو ما اضطر هذا الاخير إلى ان يقرر إغراق سفن العودة ونهج سياسة الارض المحروقة.
بايدن يريد أن تنضم أمريكا بشكل مباشر الى الحرب دون تمويه أو تقية .لكي يصبح الصراع بين أمريكا وروسيا ، وبالتالي هو وضع سمعة أمريكا في الميزان مما سيصبح معه من الصعب على ترامب أن يجنح إلى سلم لايضمن كرامة الولايات المتحدة الأمريكية.اذ لايمكن لمن يرفع شعار أمريكا أولا وامريكا عظيمة أن يقبل بأمريكا مهزومة. مما يعني توريطه وإجباره على مواصلة الحرب حرب لايريدها ومنعه من تقديم أية تنازلات لصديقه بوتين . يبدو بايدن كما لو انه يريد أن يحجر على ترامب في الأربع سنوات القادمة .
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعتقد المعسكر الغربي أن بوتين لن يستعمل السلاح النووي، وأنه يتوعد فقط ولن ينفذ وعيده أبدا، لأنه يعي أنه لايمكن الفوز في أية حرب نووية .فالحالة الوحيدة التي استعمل فيها السلاح النووي ، كانت ضد اليابان، وخرجت فيها الولايات المتحدة الأمريكية منتصرة، لأنها كانت تحتكرالسلاح النووي في العالم .أما الآن فإن القنبلة الأولى، ستتلوها قنبلة الرد، وهكذا دواليك، مما يعني فناء العالم وهذا ليس في مصلحة أحد .زد على ذلك ان الإدارة الأمريكية الحالية وتوابعها من زعماء أوروبا، متيقنون أن بوتين سيقرر دون شك أن ينتظر مجيئ ترامب للبيت الأبيض، ولن يبادر إلى حرب نووية تطوح بهدف ترامب في إنهاء الحرب بيده، وبالتالي لاخوف عليهم ان صعدوا خلال ماتبقى من ولاية بايدن .
يبدو إذن أن الحسابات دقيقة في المعسكر الغربي .وأن بوتين رغم رده السريع بتحديث العقيدة النووية، سيتردد الف مرة قبل أن يلقي ولو بقنبلة نووية تكتيكية في المجال الأوروبي .وأنه سيقرر حتما أن يصعد فقط على مستوى الحرب التقليدية، وسيحاول ان يقاوم صواريخ بايدن في انتظار مقترحات ترامب ولربما قد يسعى أن يثبث وضعه على جبهة القتال.
هذه هي الاحداث والمسارات التي قد تتولد عنها ولكن ماهي المعاني التي ينبغي ان نستخلصها من كل هذه التطورات في رأيي صار واضحا أشد الوضوح أننا أصبحنا أمام مشهد دولي سوريالي غرائبي .لم نعد البتة أمام غرب في مواجهة روسيا .وإنما عدنا أمام أمريكا جمهورية متحالفة ضمنيا مع روسيا في مواجهة أمريكا ديمقراطية متحالفة مع الغرب غير الأمريكي.الم تروا كيف اصطفت فرنسا والمانيا و بريطانيا وراء بايدن رغم انه الرئيس المغادر ؟. ستستوعبون هذا التقسيم الجديد الذي أعلنه أكثر اذا ماا نتبهتم إلى أن بوتين وترامب يتقاسمان نفس الرؤي بخصوص العديد من القضايا من قبيل موقفها المتطابق في مسائل الاجهاض و قيم الأسرة والمثلية والنوع الاجتماعي والتحول الاجتماعي .كلاهما ضد ايديلوجية الووك التي يبدو أنها في طريقها إلى أن تصبح المحدد الأول لرسم التحالفات العالمية و بناء النظام العالمي الجديد .
هذه الايديولوجية التي يصعب على أوروبا أن تتنصل منها . يبدو فعلا اننا مقبلون على تطورات وعلى اصطفافات جديدة لم تكن بالحسبان. ولذلك فالعالم رغم كل نقع وغبار الاسلحة هو يتمخض فقط. ومنطقيا لاخوف بتاتا لحدود الآن من حرب نووية. ولكن مع ذلك ، يمكن أن يقع المحظور .فالإنسان كما قال عنه الملائكة لله تعالي سيفسد في الارض ويسفك فيها الدماء.
ولذلك فان بايدن يريد أن يسقط بهذا القرار أحد عصفورين من على الشجرة. اولهما أن يؤجج الصراع مع موسكو إلى درجة لايكون معها من خيار آخر للرئيس ترامب غير مواصلة الحرب ضد روسيا ، وبالتالي استمرار لحمة الناتو كما سيتركها بايدن، وصهر أوربا بأمريكا قسرا خلال عهد ترامب بانتظار الثأر في الانتخابات الرئاسية المقبلة. أما ثانيها، فهو تغيير الواقع الميداني على الارض، من خلال تمكين الأوكرانيين من تحسين وضعهم القتالي ومعه وضعهم التفاوضي من خلال أوراق ضغط ترجح موقفهم إذا ما دشن ترامب محادثات سلام مع بوتين.
هذا التصعيد يأتي إذن على عكس ما كان متوقعا حدوثه من كل العالم، وخصوصا بعد اتصال الرئيس الألماني بنظيره الروسي، والذي اعتبر دليلا على أن أوربا قد تتجه إلى رفع الراية البيضاء قبل أن تجبرها واشنطن على ذلك.
هذا القرار هو اختيار بايدن نهج سياسة حافة الهاوية ضد روسيا، ويدل في رأيي على أن أمريكا الآفلة تريد أن تربك مخططات أمريكا المقبلة، ولربما أن الديمقراطيين يسابقون الساعة لأجل ان تتدهور الأمور و يجهض اي أمل في إيقاف الحرب .لا بل و لأجل أن تنشب الحرب النووية قبل أن يتم نقل السلطة داخل البيت الأبيض، وهو ما يعني لنا نحن سكان العالم قيام الحرب العالمية الثالثة.
الواضح الآن انه في اللقاء المغلق الذي تم بين ترامب وبايدن، لم يكن هناك اتفاق بين الرئيسين بشأن الملف الأوكراني، بل وقع تباعد كبير في وجهات النظر، وهو ما اضطر هذا الاخير إلى ان يقرر إغراق سفن العودة ونهج سياسة الارض المحروقة.
بايدن يريد أن تنضم أمريكا بشكل مباشر الى الحرب دون تمويه أو تقية .لكي يصبح الصراع بين أمريكا وروسيا ، وبالتالي هو وضع سمعة أمريكا في الميزان مما سيصبح معه من الصعب على ترامب أن يجنح إلى سلم لايضمن كرامة الولايات المتحدة الأمريكية.اذ لايمكن لمن يرفع شعار أمريكا أولا وامريكا عظيمة أن يقبل بأمريكا مهزومة. مما يعني توريطه وإجباره على مواصلة الحرب حرب لايريدها ومنعه من تقديم أية تنازلات لصديقه بوتين . يبدو بايدن كما لو انه يريد أن يحجر على ترامب في الأربع سنوات القادمة .
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعتقد المعسكر الغربي أن بوتين لن يستعمل السلاح النووي، وأنه يتوعد فقط ولن ينفذ وعيده أبدا، لأنه يعي أنه لايمكن الفوز في أية حرب نووية .فالحالة الوحيدة التي استعمل فيها السلاح النووي ، كانت ضد اليابان، وخرجت فيها الولايات المتحدة الأمريكية منتصرة، لأنها كانت تحتكرالسلاح النووي في العالم .أما الآن فإن القنبلة الأولى، ستتلوها قنبلة الرد، وهكذا دواليك، مما يعني فناء العالم وهذا ليس في مصلحة أحد .زد على ذلك ان الإدارة الأمريكية الحالية وتوابعها من زعماء أوروبا، متيقنون أن بوتين سيقرر دون شك أن ينتظر مجيئ ترامب للبيت الأبيض، ولن يبادر إلى حرب نووية تطوح بهدف ترامب في إنهاء الحرب بيده، وبالتالي لاخوف عليهم ان صعدوا خلال ماتبقى من ولاية بايدن .
يبدو إذن أن الحسابات دقيقة في المعسكر الغربي .وأن بوتين رغم رده السريع بتحديث العقيدة النووية، سيتردد الف مرة قبل أن يلقي ولو بقنبلة نووية تكتيكية في المجال الأوروبي .وأنه سيقرر حتما أن يصعد فقط على مستوى الحرب التقليدية، وسيحاول ان يقاوم صواريخ بايدن في انتظار مقترحات ترامب ولربما قد يسعى أن يثبث وضعه على جبهة القتال.
هذه هي الاحداث والمسارات التي قد تتولد عنها ولكن ماهي المعاني التي ينبغي ان نستخلصها من كل هذه التطورات في رأيي صار واضحا أشد الوضوح أننا أصبحنا أمام مشهد دولي سوريالي غرائبي .لم نعد البتة أمام غرب في مواجهة روسيا .وإنما عدنا أمام أمريكا جمهورية متحالفة ضمنيا مع روسيا في مواجهة أمريكا ديمقراطية متحالفة مع الغرب غير الأمريكي.الم تروا كيف اصطفت فرنسا والمانيا و بريطانيا وراء بايدن رغم انه الرئيس المغادر ؟. ستستوعبون هذا التقسيم الجديد الذي أعلنه أكثر اذا ماا نتبهتم إلى أن بوتين وترامب يتقاسمان نفس الرؤي بخصوص العديد من القضايا من قبيل موقفها المتطابق في مسائل الاجهاض و قيم الأسرة والمثلية والنوع الاجتماعي والتحول الاجتماعي .كلاهما ضد ايديلوجية الووك التي يبدو أنها في طريقها إلى أن تصبح المحدد الأول لرسم التحالفات العالمية و بناء النظام العالمي الجديد .
هذه الايديولوجية التي يصعب على أوروبا أن تتنصل منها . يبدو فعلا اننا مقبلون على تطورات وعلى اصطفافات جديدة لم تكن بالحسبان. ولذلك فالعالم رغم كل نقع وغبار الاسلحة هو يتمخض فقط. ومنطقيا لاخوف بتاتا لحدود الآن من حرب نووية. ولكن مع ذلك ، يمكن أن يقع المحظور .فالإنسان كما قال عنه الملائكة لله تعالي سيفسد في الارض ويسفك فيها الدماء.