وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الطلاق ، إلا أنه لم يحظ بالاهتمام و الدراسة الكافيين من طرف الباحثين و علماء الاجتماع ، من أجل الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلىه ،وعن آثاره على كل من الرجل والمرأة، وتداعياته ، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، داخلية أو خارجية، التي يلقي بظلالها على المعاملة بين الزوجين (العنف ، الإهانة ، عدم الاحترام ، عدم الانسجام ، الإهمال ، عدم تحمل المسؤولية ، مصاريف البيت ، تربية الاطفال ، الصراع الدائم من أجل الهيمنة على الآخر...) ، كلها عوامل تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الطلاق ، حيث أكدت إحصائيات لوزارة العدل أن محاكم الاستئناف سجلت 20372 حالة طلاق بالمغرب خلال سنة 2020 ، بينما سجلت المحاكم الابتدائية 68995 قضية طلاق للشقاق فقط، فيما بلغ عدد حالات الطلاق الاتفاقي 24257 حالة ، و تطليق الخلع 6611 حالة.
و أغلب حالات الطلاق التي ترد على المحاكم تكون بسبب العنف اللفظي أو الجسدي الموجه ضد الزوجة، بحيث يتفنن الزوج في استعمال مختلف وسائل العنف الذي يمارسه من أجل معاقبة المرأة على ذنب لم ترتكبه ، فأي امرأة معرضة لهذا العنف مهما كان مستواها الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي ، هذا العنف الذي يتفشى في مختلف الأوساط الاجتماعية الراقية أوالمهمشة ، و أحيانا يعود الزوج إلى البيت في حالة سكر أو تحت تأثير المخدرات فيعنف زوجته، كما أن الاستسلام و الخضوع المستمرين اللذين تعاني منهما المرأة المغربية القابعة تحت وطأة التقاليد و العادات البالية التي يعرفها المجتمع المغربي ، يساهم في تفاقم المشاكل الزوجية ما يؤدي إلى الطلاق ، و أحيانا ترجع أسباب الطلاق إلى الخيانة الزوجية التي يتسبب فيها أحد الطرفين بسبب الإهمال العاطفي والجنسي ، هذا فضلا أسباب أخرى لا تفصح عنها المرأة ، كما أن التنشئة الاجتماعية لكل من المرأة و الرجل تلعب دورا كبيرا في فشل تجربة الزواج ، حيث إن الرجل يريد زوجة نسخة مطابقة لأمه في حين تفضل المرأة أن تكون لها شخصية و تفكير مستقلين.
ومن هنا يمكن استخلاص أن اختلاف الطباع بين الزوجين يدفع أحيانا إلى زرع أشواك الغيرة بينهما ، حيث إن الرجل غالبا ما يكون هادئ الطباع و بطيء الحركة في حين أن المرأة تتميز بالحيوية والمرح ، إضافة إلى اختلاف المفاهيم حول الزواج ، واختلاف التقاليد و البيئة الاجتماعية ، ويَخلص مختصون إلى أن التماسك الأسري يتأثر سلبا بسبب التطور التكنولوجي ، معتبرين أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم في تفشي ظاهرة الخيانة وتؤدي إلى زيادة الخلافات المفضية إلى الطلاق خصوصا بين الأزواج الشباب.