صحتنا

التخلص من السموم في الجسم بالغذاء: دراسة علمية تكشف السر


تُوصي أكاديمية التغذية وعلم التغذية الأمريكية بضرورة استهلاك أكثر من 14 غراماً من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية يومياً، نظراً لفوائدها العديدة في تعزيز خسارة الوزن، خفض نسبة السكر في الدم، محاربة الإمساك، وتحسين صحة القلب. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الألياف دوراً مهماً في تغذية البكتيريا الصديقة في الأمعاء، ما يساهم في تقليل مخاطر التسمم الغذائي.



مخاطر التسمم الغذائي عالميًا
تكشف إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 200 مرض مرتبط بتناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا، الفيروسات، الطفيليات، أو المواد الكيميائية، حيث يُصاب نحو 600 مليون شخص سنوياً بأمراض منقولة عن طريق الغذاء، ما يؤدي إلى وفاة 420 ألف شخص حول العالم.

وفي فرنسا وحدها، تم الإعلان عن 1924 حالة إصابة جماعية بالأمراض المنقولة بالغذاء في عام 2022، ما أثر على 16763 شخصاً، أُدخل 643 منهم إلى المستشفى، وتُوفي 17 آخرون، وفقاً لأحدث بيانات هيئة الصحة العامة الفرنسية.

دور الألياف في الوقاية من التسمم الغذائي
وفقاً لدراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، نُشرت في مجلة Nature Microbiology، فإن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يمكن أن يُقلل بشكل ملحوظ من خطر التسمم الغذائي. حيث وجدت الدراسة أن الألياف تلعب دوراً حاسماً في دعم البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تعمل على التصدي للمُمرضات الموجودة في الأغذية الملوثة.

بكتيريا الأمعاء ودورها الوقائي
فحص العلماء في الدراسة بيانات 12000 شخص من 45 دولة، ووجدوا أن نوعاً معيناً من بكتيريا الأمعاء، يُدعى Faecalibacterium، يساعد في الوقاية من التسمم الغذائي. هذه البكتيريا تهاجم الجراثيم المسببة لاضطرابات الجهاز الهضمي، مثل Shigella وE.coli، المعروفة بتسببها في آلام البطن والإسهال الحاد.

يؤكد الدكتور ألكسندر ألميدا، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن "تناول الألياف الموجودة في الخضروات، الفاصوليا، والحبوب الكاملة يزود بكتيريا الأمعاء بالمواد الخام اللازمة لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، التي تحمينا من الميكروبات الضارة".

ويضيف الدكتور تشي يين، المؤلف المشارك في الدراسة، أن "مع ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية، يصبح منع العدوى أكثر أهمية من علاجها"، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى مسببات الأمراض ضمن سياق الميكروبيوم المعوي بدلاً من اعتبارها كيانات منفصلة.

كيفية زيادة استهلاك الألياف الغذائية
تُعد الألياف عنصراً أساسياً في الأطعمة النباتية، حيث لا تستطيع الأمعاء الدقيقة هضمها، لكنها تصل إلى الأمعاء الغليظة لتغذية البكتيريا النافعة. ورغم فوائدها العديدة، إلا أن استهلاكها لا يزال دون المستوى المطلوب عالميًا.

الكمية الموصى بها من الألياف يومياً
تشير الإرشادات الغذائية الأمريكية إلى ضرورة حصول الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم عامين فما فوق على 14 غراماً من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية يومياً. كما يُنصح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-23 شهراً بتناول 19 غراماً يومياً، فيما توصي مصادر أخرى باستهلاك 30 غراماً يومياً.

نصائح لتعزيز تناول الألياف:
قراءة ملصقات التغذية عند شراء الأطعمة المعلبة لمعرفة محتوى الألياف.

إضافة الألياف تدريجياً لتجنب التقلصات والانتفاخات المعوية.

شرب كميات كافية من الماء لتسهيل عملية الهضم ومنع الإمساك.

أطعمة غنية بالألياف
وفقاً لموقع Healthline، تحتوي بعض الأطعمة على نسب عالية من الألياف، ومنها:


الكمثرى: 3.1 غرام لكل 100 غرام.

الفراولة: 2 غرام.

الأفوكادو: 6.7 غرام.

الشوفان: 10 غرامات.

العدس: 10.7 غرام.

الحمص: 7 غرامات.

الفشار: 14.5 غرام.

اللوز: 13.3 غرام.

بذور الشيا: 34.4 غرام.

الشوكولاتة الداكنة: 10.9 غرام.

ويُعد تعزيز تناول الألياف الغذائية استراتيجية بسيطة وفعالة للوقاية من الأمراض، بما في ذلك التسمم الغذائي. ومع تزايد مقاومة المضادات الحيوية، يصبح التركيز على تعزيز صحة الأمعاء أمراً بالغ الأهمية. لذا، فإن دمج مصادر غنية بالألياف ضمن النظام الغذائي اليومي لا يساهم فقط في تعزيز الصحة العامة، بل يشكل أيضاً درعاً وقائياً ضد العديد من الأمراض.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 30 يناير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند

Iframe Responsive Isolée





Buy cheap website traffic