وفي هذا السياق ، قال عزوز التوسي ، أخصائي في علم النفس الاجتماعي ، بأن “ الاكتئاب الذي يرافق كأس العالم ، يصيب فئة معينة ومحدودة في المجتمع، وهما محبي كرة القدم ، بفعل الاستئناس الذي كان يشعر به الشخص طيلة شهر من الزمن ، من خلال متابعة مجموعة من المباريات ، التي تحمل معها مجموعة من الحمولات الانفعالية والعاطفية المرتبطة بحب فريق معين ، كالمنتخب الوطني ، أو قد تكون مرتبطة بحمولة اللذة ، وهي أمر مهم ، خاصة على مستوى علم الأعصاب و المستوى النفسي ” .
وأكد عزوز الطوسي ، لـ “نقاش 21” ، بأن “ هذا الإكتئاب ، يتولد بفعل انعدام إحساس الشخص باللذة ، التي كان يشعر بها خلال متابعة المباريات في فترة كأس العالم ، التي كانت تجعله يشعر بالسعادة والارتياح من الضغوطات اليومية ، التي كان يشعر بها في الحياة العادية قبل المونديال لا على المستوى النفسي أو الجسدي ” .
وتابع الأخصائي النفسي حديثه، قائلا : “ بأن الجسد تعود طيلة هذه الفترة، على الإفرازات المتعلقة بهرمون السعادة واللذة ، الذي يؤدي إلى الشعور بالراحة النفسية ، لأن برنامج كأس العالم ، كان قد أصبح من البرامج المتعلقة بحياة الشخص المحب والعاشق للمستديرة ، حيث كانت أوقات المباريات ، عبارة عن مؤشرات بالنسبة للأشخاص المدمنين على مشاهدة فعاليات كأس العالم ، حيث كانوا يحددون مواعدهم ، ويرتبون جدولهم اليومي وفق الساعات ، التي تتناسب مع هذه البطولة ” .
وأضاف المتحدث نفسه ، مؤكدا بأنه “ عندما انتهت هذه البطولة ، انتهى معها جميع المعطيات، التي كانت تحقق اللذة والحماس وتنظيم الوقت والأنشطة ، ماجعل الشخص يشعر بخلل ما ، حيث إنتقل من نموذج حياتي إلى نموذج آخر ” .
وأشار عزوز التوسي ، بأن “ هذا التغيير الحياتي ، ولد لدى بعض الناس ، وخاصة متابعي كرة القدم ، الشعور بالتوتر والاكتئاب ، بفعل عدم قدرتهم على الاندماج مع الواقع الجديد ”
وختم الأخصائي النفسي والاجتماعي ، عزوز الطوسي حديثه ، قائلا : بأن “ هذه الفئة التي تعاني من الاكتئاب الذي تزامن مع نهاية مونديال قطر ، يلزمها فقط الوقت ، من أجل استيعاب هذا التغيير، والعودة للحياة الواقعية البعيدة عن فعاليات كأس العالم من جديد ” .
المصدر : جريدة نقاش 21