حوار : أنس الشعرة
أثار برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد ChatGPT الكثير من الأسئلة حول مستقبل تلك التقنيات كما أثار الكثير من الجدل والمخاوف ، في هذا الصدد تستضيف "العلم" ضمنَ هذا العدد، نجيب المختاري .
وأكد المختاري ، أن الذكاء الاصطناعي بصيغته الحالية ، مازال في طور التحديث ، إلا أنه سيعرف ثورة هائلة في العقدين القادمين ، بحيث سيشمل تهديده جميعَ المهن .
وأضافَ المتحدث ، أن هذا التطبيق يعمل بطرق تنبؤية فقط، ولا يقدمُ معرفة موثوقة منها بالكامل ، وبالتالي لا يجب أن يستعمل شات جي بي تي كمصدر من مصادر استقاء المعلومات .
وأكد المختاري ، أن الذكاء الاصطناعي بصيغته الحالية ، مازال في طور التحديث ، إلا أنه سيعرف ثورة هائلة في العقدين القادمين ، بحيث سيشمل تهديده جميعَ المهن .
وأضافَ المتحدث ، أن هذا التطبيق يعمل بطرق تنبؤية فقط، ولا يقدمُ معرفة موثوقة منها بالكامل ، وبالتالي لا يجب أن يستعمل شات جي بي تي كمصدر من مصادر استقاء المعلومات .
- هل بإمكانكم تعريف برنامج Chat GPT بإيجاز؟
في الواقع، تشات جي بي تي ، هو نظام محاور آلي، تسأله ويجيبكَ، وهو تكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي ، أي نوع من الأنواع المبنية على التحليل اللغوي من طرف الذكاء الاصطناعي ، وقد تم تطوير هذه التقنية بفضل تطوير قراءة بيانات هائلة من اللغة البشرية المكتوبة ، وعلى سبيل المثال يتم عرض الكثير منَ الموسوعات ، وكل ما هو متوفر في شبكة الإنترنيت ، وبالتالي فإن شركة OpenAI ، دربوا الذكاء الاصطناعي على كيفية حديث الإنسان ولغته ، بمعنى أنه طور ذكاء عن كيفية كتابة الإنسان اللغة وأضاف إليه خاصية حديث الإنسان .
- إذن ، ما الفرق بين محرك البحث Google و برنامج Chat GPT؟
هنالك مستويان : الأول يكمن في أن شات Google ، هو شات مفهرس ولديه قاعدة بيانات كبيرة تحتوي مواقع في فضاء الإنترنيت ، بمجرد ما تمدهُ بكلمات مفاتيح، يبحث عن الموقع الذي يحتوي على المعلومة التي قمتَ بالبحث عنها . أي هو فهرس عملاق وذكي . بينما شات جي بي تي GPT ، يعمل بطريقة مغايرة فهو يستحضر مجموع المعارف البشرية المتوفرة في فضاء الإنترنيت ، ويحاول الإجابة عنها، باستعمال قدرات الذكاء الاصطناعي .
أما المستوى الثاني، هو أن Google ، متصل لحظيًا بالأنترنيت ، بينما شات جي، بي، تي، يتم تدريبه إلى حدود ظهور بيانات معينة ، فتقنية شات جي بي تي GPT ، متوقفة بياناتها إلى حدود عام 2021 ، بما يعني أن أي شيء جديد بعد هذه السنة ، لا يستطيعُ أن يتفاعل معه .
أما المستوى الثاني، هو أن Google ، متصل لحظيًا بالأنترنيت ، بينما شات جي، بي، تي، يتم تدريبه إلى حدود ظهور بيانات معينة ، فتقنية شات جي بي تي GPT ، متوقفة بياناتها إلى حدود عام 2021 ، بما يعني أن أي شيء جديد بعد هذه السنة ، لا يستطيعُ أن يتفاعل معه .
- بلغ عدد مستخدمي Chat GPT ، أكثر من مليون شخص خلال أيام فقط من إطلاق البرنامج ، بما يمكنُ تفسير هذا الاهتمام العالمي بهذا البرنامج؟
الشيء المستجد في تقنية شات جي بي تي اليوم، هو أنها تقنية تتطور وتتقدم شيئا فشيئا ، وفي لحظة أضحى الأمر جاهزًا ، وهذا ما طرأ بالضبط مع هذه التقنية، إذ لابدَ منَ الإشارة إلى أن العلماء المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي ، كانوا مدركين أن هذه التكنولوجية واعدة جدا ، والتي سيكون لها تأثير كبير. وأضيف أيضا أن الجديد هو أن شركة OpenAI ، غلفت هذه التكنولوجية ، بحيث أعدت واجهات سهلة الاستعمال والاستخدام للجمهور العام ، وكأننا أمامَ تطبيق خاص بالتواصل الاجتماعي ، مع العلم أن هذه الواجهات قد كانت معدة وموجهة سلفًا للمبرمجين والعلماء Scientists ، وقد أتى الاهتمام بهذه التقنية ، على شكل صدمة فالمستوى الذي وصلت إليه يعبر عن نوع من الإحساس الغريب ، بأن هذا النظام لديه ذكاء شبيه بالإنسان .
من ناحية أخرى ، فإن ما يدفع الناس لاستعمال هذه التقنية ، هي أنها تسهل عليهم العديد من المهام وتوفر الوقت ، خصوصا في المهن ذات الطابع التحريري ، وبإمكان هذه التقنية أيضا، أن تساعد الإنسان في التعلم ، من خلال طريقة التجاوب الآلي ، أو عملية توليد الأسئلة المتواصلة ، وفي هذا الصدد جدير بالذكر أن المعلومات التي يجيب عنها تشات GPT ، قد تكون صائبة في بعض الأحيان وأحيانا أخرى قد تكون مغلوطة، لأنه فقط تقنية ، تتوقعُ ما يمكن أن يقوله الإنسان بخصوص سؤال معين فقط، كما أنه لا يملك تصورًا معينًا للعالم أو مفهوما متناسقا عن الكون، لذلكَ يجب أخذ هذه الأمور بجدية ، والتأكد منَ أن المعلومات التي يقدمها "شات جي بي تي" ، ليست معلومات دقيقة ومنقحة علميًا .
وأخيرًا ؛ فإن في هذه التقنية لمن يستعملونها ، في برامج والجيد في هذا الأمر أن برنامج الكومبيوتر بالإمكان تعديله وفحصه في نفس اللحظة ، خلافا للمعلومة التي لا يمكن التأكد من صحتها ودقتها ، بينما في حالة البرمجة يمكن التأكد منها ، لذلك فإن استعماله في البرمجة يكون أكثر أهمية .
المصدر : جريدة العلم الورقية
من ناحية أخرى ، فإن ما يدفع الناس لاستعمال هذه التقنية ، هي أنها تسهل عليهم العديد من المهام وتوفر الوقت ، خصوصا في المهن ذات الطابع التحريري ، وبإمكان هذه التقنية أيضا، أن تساعد الإنسان في التعلم ، من خلال طريقة التجاوب الآلي ، أو عملية توليد الأسئلة المتواصلة ، وفي هذا الصدد جدير بالذكر أن المعلومات التي يجيب عنها تشات GPT ، قد تكون صائبة في بعض الأحيان وأحيانا أخرى قد تكون مغلوطة، لأنه فقط تقنية ، تتوقعُ ما يمكن أن يقوله الإنسان بخصوص سؤال معين فقط، كما أنه لا يملك تصورًا معينًا للعالم أو مفهوما متناسقا عن الكون، لذلكَ يجب أخذ هذه الأمور بجدية ، والتأكد منَ أن المعلومات التي يقدمها "شات جي بي تي" ، ليست معلومات دقيقة ومنقحة علميًا .
وأخيرًا ؛ فإن في هذه التقنية لمن يستعملونها ، في برامج والجيد في هذا الأمر أن برنامج الكومبيوتر بالإمكان تعديله وفحصه في نفس اللحظة ، خلافا للمعلومة التي لا يمكن التأكد من صحتها ودقتها ، بينما في حالة البرمجة يمكن التأكد منها ، لذلك فإن استعماله في البرمجة يكون أكثر أهمية .
المصدر : جريدة العلم الورقية
- من بين مميزات هذا البرنامج أنه يساعد، على إجراء تحليل للمشاعر وتحديدها وفهم النبرة العامة للنص، ألا يثير ذلك مخاوف أخلاقية إزاء استخداماته؟
إن تحليل المشاعر بطريقة ألية ، هي طريقة معروفة في الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسوب ، وفي الحقيقة هو ليسَ أمرًا سهلا، وغالبا ما يتم استعماله في "الماركوتينغ" ، بمعنى هناك شركة معينة تريد أن تعرفَ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ، هل تم استقبال منتوجها بشكل إيجابي أو بشكل سلبي ، وهنا لديها طريقان لمعرفة اتجاهات الجمهور تجاهَ منتوجها ، الأولى أن تقوم بالطريقة المعتادة من خلال جمع البيانات عن هؤلاء الناس وتقوم بتحليلها وإعداد دراسة عن ذلك وهذا يتطلب جهدًا وزمنا ممتدًا، أما الطريقة الثانية ، فهي استعمال الحواسيب التي تجمع هذه البيانات لكن دون تحليلها بطرق دقيقة ، لآنه يصعب على الذكاء الاصطناعي في هذا المستوى تحليل بعض الصيغ والاستعمالات والأساليب ، ورغم هذا التأخر الحاصل في الذكاء الاصطناعي من جهة تحليل المشاعر وفهم النبرة ، بيد أن التطبيقات الأخيرة للذكاء الاصطناعي أضحت أقرب إلى فهم إشكالية تحليل المشاعر، رغم التعقيدات الموجودة في لغة البشر .
- هل يهدد هذا البرنامج مستقبلَ الصحافة والصحافيين وصناع المحتوى في المغرب؟
يجب أن ننظر إلى هذا الأمر من زاويتين :
الزاوية الأولى: لا أعتقد أن هذا التطبيق قد يهدد مهام الصحافيين، اللهم إن كان الصحافي الذي يعمل كمحرر فقط، دون أن تكونَ له إضافة في المقاولة الصحافية أو المؤسسة التي ينتمي إليها ، أما الصحافي الذي يعمل في الصحافة الاستقصائية ، أو الصحافة التحليلية ، فلا يمكنه أن يشكل أي نوع من التهديد ، فشات جات جي بي تي، في نسخته الحالية ، لا يمكنه أن يقدم مثل مهام الصحافي الاستقصائي أو الذي يمارس التحليل، وهذا رهين بالمدى القريب !
أما الزاوية الثانية : وهي متعلقة بالمستوى البعيد ، فالمؤكد في العقدين القادمين، أن الذكاء الاصطناعي سيتطور ، وسنصل إلى ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام Artificiel general intelegence ، حيث سيتدخل الذكاء الاصطناعي في كل ما يقوم به البشر ، لأنه إذا وصلنا إلى ما يسمى بالعقل الاصطناعي ، الذي قد يشبه في قدراته عقلَ الإنسان ، هنالك نكون قد ولجنا فعًلا مرحلة جديدة من تاريخ البشرية ، وبالتالي ؛ فإن التهديد الذي تحدثت عنه لن يقتصر فقط على الصحافيين أو المهن القريبة منها ، بل على جميع المهن .
الزاوية الأولى: لا أعتقد أن هذا التطبيق قد يهدد مهام الصحافيين، اللهم إن كان الصحافي الذي يعمل كمحرر فقط، دون أن تكونَ له إضافة في المقاولة الصحافية أو المؤسسة التي ينتمي إليها ، أما الصحافي الذي يعمل في الصحافة الاستقصائية ، أو الصحافة التحليلية ، فلا يمكنه أن يشكل أي نوع من التهديد ، فشات جات جي بي تي، في نسخته الحالية ، لا يمكنه أن يقدم مثل مهام الصحافي الاستقصائي أو الذي يمارس التحليل، وهذا رهين بالمدى القريب !
أما الزاوية الثانية : وهي متعلقة بالمستوى البعيد ، فالمؤكد في العقدين القادمين، أن الذكاء الاصطناعي سيتطور ، وسنصل إلى ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام Artificiel general intelegence ، حيث سيتدخل الذكاء الاصطناعي في كل ما يقوم به البشر ، لأنه إذا وصلنا إلى ما يسمى بالعقل الاصطناعي ، الذي قد يشبه في قدراته عقلَ الإنسان ، هنالك نكون قد ولجنا فعًلا مرحلة جديدة من تاريخ البشرية ، وبالتالي ؛ فإن التهديد الذي تحدثت عنه لن يقتصر فقط على الصحافيين أو المهن القريبة منها ، بل على جميع المهن .
- من خلال خبرتكم، ما هي الثغرات الموجودة بهذا البرنامج؟
البرامج التي تعتمد على نماذج اللغة الموسعة large language models (LLMs)، و GPT ، هو إحدى البرامج التي تعتمدُ هذه الآلية ، وفي الفترة الحالية ، هو أنه يعطينا وهم الثقة في المعلومات التي يقدمها ، بحيث يستطيع كتابة نص نبرته واثقة ومعلومات متناسقة ودقيقة ، ولكن في الحقيقة قد تكونُ هاته المعلومات مغلوطة ، وهذا إشكال على الناس معرفته ومن ثمة استيعابه .
صحيح أن هذا البرنامج قد يكتب نصًا بأسلوب متناسق، إلا أن هذا لا يعني أنه ذلك صحيح ، وكما أسلفت ، عندما أجبت في السؤال الأول هو أن هذا النظام يقرأ عددا كبيرًا منَ البيانات في الإنترنت ويحاول التجاوبَ معَ المتسائل بطرق تنبؤية فقط .
بمعنى كل ما يستطيعُ فعله هو توقع ، أكثر النصوص احتمالاً الذي قد يستطيع أن يكتبه إنسان ، اعتمادًا على بيانات الإنترنيت ، وبالتالي لا يجب استعمال هذا البرنامج بوصفه مصدرًا للحقيقة .
صحيح أن هذا البرنامج قد يكتب نصًا بأسلوب متناسق، إلا أن هذا لا يعني أنه ذلك صحيح ، وكما أسلفت ، عندما أجبت في السؤال الأول هو أن هذا النظام يقرأ عددا كبيرًا منَ البيانات في الإنترنت ويحاول التجاوبَ معَ المتسائل بطرق تنبؤية فقط .
بمعنى كل ما يستطيعُ فعله هو توقع ، أكثر النصوص احتمالاً الذي قد يستطيع أن يكتبه إنسان ، اعتمادًا على بيانات الإنترنيت ، وبالتالي لا يجب استعمال هذا البرنامج بوصفه مصدرًا للحقيقة .
- يقول خبراء أنه على الصحافة اليوم، تغييرَ خطتها التقليدية التي تستهدف «الجماهير العريضة» ، وتتجه نحو تحديد كل منصة محددة من الجمهور للوصول إليه بأدوات جذابة ، من خلال استعمال آليات الذكاء الاصطناعي في دعم التحقيقات وإعداد التقارير ، برأيكم هل استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصة لتطوير العمل الصحافي؟
الدعم الذي يوفره مثل هذا التطبيق ، يكمن في الجانب التحريري ، بحيث يعمل على مساعدة الصحافيين وفق أشكال وأنماطَ مختلفة ، بحيث يمكن أن يكتب بلغة معينة أو بنبرة مختلفة : ساخرة ، أو جادة ، أو غيرها ، كما أنه يقوم بتلخيص مقالات معينة ، أو يقترح عليك عددًا من العناوين التي تمكن الصحافيين من استخدامها .
أما الجانب الآخر ، فهو ، يقف كنقطة جوهرية في دعم عمل الصحافيين وتحفيزهم فقط ، وليسَ تعويضهم، وبالتالي ؛ فإن هذا البرنامج يفتح إمكانيات أولية للبحث والتطوير .
أما الجانب الآخر ، فهو ، يقف كنقطة جوهرية في دعم عمل الصحافيين وتحفيزهم فقط ، وليسَ تعويضهم، وبالتالي ؛ فإن هذا البرنامج يفتح إمكانيات أولية للبحث والتطوير .