ولفت ماكرون إلى أن النمو السكاني المتزايد على مستوى العالم، والذي يرافقه استمرار المجاعات وسوء التغذية، يتطلب العمل على زيادة الإنتاج الغذائي، مع تقليل الاعتماد على المدخلات الزراعية وتطوير النظم الإنتاجية وفق أسس علمية حديثة.
وفي حديثه عن القضايا التنموية، أوضح ماكرون أن التحديات تتجاوز تحقيق الأمن الغذائي، لتشمل معالجة قضايا التغير المناخي والفقر، مشيداً بمبادرات المغرب، وخاصة مشاريع التشجير التي ينفذها المكتب الشريف للفوسفاط، وأكد أن مثل هذه المشاريع تدعم الاستقرار البيئي والاجتماعي وتقدم نموذجاً للتعاون المستدام.
كما تطرق ماكرون قضية الاستقرار الإقليمي وتأثيرها على التنمية، موضحاً أن مناطق مثل بحيرة تشاد تشهد نزاعات أمنية، إلى جانب تحديات بيئية، مما أدى إلى نزوح السكان وتدهور الأوضاع التنموية، واستغلال الوضع من قِبل جماعات إرهابية وعصابات تهريب المخدرات والبشر. وشدد على ضرورة تعزيز السلام لتحقيق التنمية في تلك المناطق المتأثرة.
ورأى ماكرون أن النموذج التقليدي الأوروبي للإنتاج الغذائي، رغم فعاليته سابقاً، بحاجة إلى تحديث ليتماشى مع التطورات التكنولوجية، مما يسهم في رفع إنتاجية الغذاء بطرق أكثر استدامة. وأشار إلى أهمية الاتفاقيات الدولية مثل "اتفاق باريس" والتي تسعى إلى إقامة شراكات عادلة بين الدول المتقدمة والنامية لتحقيق الأهداف المناخية والتنموية دون فرض التزامات من الشمال على الجنوب.
وختم حديثه بالتأكيد على أن هناك "معركة مشتركة" بين فرنسا والمغرب، وبين القارتين الإفريقية والأوروبية، من أجل تعزيز استراتيجية السيادة على البروتينات النباتية، وذكر أن أوروبا، التي اعتمدت طويلاً على استيراد هذه البروتينات، تتجه حالياً نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، معتبراً أن إفريقيا بدورها يمكنها تعزيز سيادتها في هذا المجال لتحقيق الأمن الغذائي.