يمكن أن يشعر الشخص المصاب بالهلوسات السمعية بالعزلة والانفصال عن محيطه، إذ تصبح الأصوات الوهمية مصدر قلق دائم، و تشير الدراسات إلى أن انتشار الهلوسة السمعية يتراوح بين 5% و28% في عموم السكان، و9% بين الأطفال، و5% إلى 16% بين المراهقين.
توجد ارتباطات قوية بين الهلوسة السمعية والفصام، إذ يعاني نحو 75% من المصابين بالفصام من هذا النوع من الهلوسة، وغالبًا ما تكون الأصوات ذات طابع لفظي غير مرتبط بالواقع، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم حالات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب في ظهور هذه الهلوسات.
من بين الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الهلوسة السمعية، هناك الإفراط في تناول الكحول، والذي قد يتسبب في سماع أصوات وهمية. كما يمكن أن يسمع مرضى الزهايمر أصواتًا غير موجودة في مراحل المرض المتقدمة.
الأورام الدماغية قد تلعب دورًا أيضًا، إذ يمكن أن تؤدي الأورام في مناطق السمع إلى سماع أصوات غير مألوفة. المخدرات، وفقدان السمع، والتوتر الناتج عن تجارب صادمة، تعتبر أيضًا من العوامل المساهمة في هذه الحالة.
وتنقسم الهلوسة السمعية إلى نوعين رئيسيين: الهلاوس اللفظية، حيث يسمع الشخص أصواتًا أو حديثًا غير موجود، وسماع الضوضاء، مثل الموسيقى أو أصوات الطبيعة. يمكن أن تكون هذه الأصوات إيجابية أو سلبية، وأحيانًا قد تكون مزعجة أو مؤلمة.
علاج الهلوسة السمعية يعتمد على السبب الكامن وراءها، إذا كانت نتيجة ظروف مؤقتة، فقد يتوقف الأمر بمجرد معالجة تلك الظروف، وعادةً ما يُفضل الأطباء عدم وصف الأدوية إلا في الحالات المزمنة، وتشمل الخيارات العلاجية الأدوية المضادة للذهان التي تساعد في تقليل شدة الهلوسة، وكذلك العلاج النفسي الذي يعد فعالًا في إدارة هذه الهلوسات.