تختلف الكدمات في شكلها وحجمها حسب السبب ونوع الكدمة. وعادة ما تكون هذه الحالة غير خطيرة، إذ أن الدم المتجمع تحت الجلد لا يشير بالضرورة إلى وجود نزيف خارجي. وبمجرد حدوث الكدمة، تعمل خلايا الدم على إصلاح الأوعية التالفة بسرعة، مما يساعد في تسريع عملية الشفاء.
بالإضافة إلى الكدمات، هناك أنواع أخرى من النزيف الذي قد يؤدي إلى تغييرات في لون الجلد. على سبيل المثال، الورم الدموي، الذي يحدث غالباً بعد الحوادث الكبيرة مثل الحوادث المرورية أو السقوط من مكان مرتفع، ويظهر على شكل تجمع دموي مرتفع يسبب الألم عند لمسه. كما يمكن أن تظهر فرفرية، وهي نزيف صغير تحت الجلد يكون أصغر من الكدمة ولكنه أكبر من النمش العادي.
تعد الكدمات حالة شائعة جداً، ويمكن أن تحدث لأي شخص نتيجة لحادث أو إصابة، مثل السقوط أو النشاطات الرياضية أو حتى بعض الإجراءات الطبية. ومع تقدم العمر، يصبح الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالكدمات، كما أن النساء قد يواجهن زيادة في هذا الأمر بعد الولادة. كما أن بعض الحالات الصحية، مثل اضطرابات النزيف، أو تناول أدوية معينة مثل الأسبرين أو أدوية تسييل الدم، قد تجعل الشخص أكثر عرضة للكدمات.
يختلف حجم الكدمة ومدة بقائها حسب سببها. قد تسبب الكدمات ألمًا أو حساسية عند لمسها، ويصاحبها عادة تغير في اللون يظهر تدريجيًا من الأحمر إلى الأرجواني ثم الأسود والبني ثم الأصفر قبل أن تتلاشى تمامًا. في بعض الحالات، يمكن أن يصاحب الكدمة تورم واضح أو نتوء تحت الجلد.
السبب الأساسي للكدمات هو تمزق الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد، مما يسمح للدم بالخروج والتجمع في الأنسجة المحيطة. في الجسم، هناك خلايا متخصصة تسمى الصفائح الدموية التي تعمل على إصلاح الأوعية التالفة وتوقف النزيف، مما يساعد على الشفاء السريع للكدمة.
عادةً ما يتم تشخيص الكدمة بناءً على مظهرها وأعراضها. وفي حالات الكدمات المتكررة أو غير المبررة، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية، مثل الأشعة السينية للتأكد من عدم وجود كسور أو اختبارات دم للتحقق من وجود مشاكل في التجلط أو نقص الفيتامينات.
أما عن طرق العلاج، فيمكن معاملة الكدمات الخفيفة بدون تدخل طبي، حيث تلتئم الكدمات في العادة خلال أسبوعين من دون الحاجة إلى علاج خاص. ومع ذلك، يمكن تسريع الشفاء من خلال اتخاذ بعض التدابير، مثل وضع الثلج على المنطقة المصابة خلال الـ 48 ساعة الأولى لتقليل التورم، واستخدام كمادات دافئة بعد يومين للمساعدة في تخفيف الألم. يمكن أيضًا تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين للمساعدة في تخفيف الألم.
على الرغم من أن معظم الكدمات تتلاشى في غضون أسبوعين، إلا أن الحالات الشديدة مثل الورم الدموي قد تستمر لفترة أطول، وقد تحتاج إلى شهور للشفاء تمامًا