فن وفكر

المهرجان الوطني للمسرح الحقوقي – الدورة الثانية تحت شعار: “الركح… يصدح: حقوق الإنسان”

كلمة لابد منها…


المسرح ليس مجرد فن، بل هو فضاءٌ للحوار، منصةٌ للمساءلة، وأداةٌ للتغيير. فمنذ القدم، كان المسرح صوتًا للأحرار، مرآةً تعكس آلام المجتمعات وأحلامها، ومنبرًا يجسّد الصراعات الإنسانية بحثًا عن العدالة والكرامة.



بقلم: عادل تشيكيطو رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان

واليوم، ونحن نجتمع في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح الحقوقي، نجدد إيماننا بأن المسرح ليس فقط وسيلة للتعبير الفني، بل هو رافد أساسي للدفاع عن حقوق الإنسان، وامتدادٌ طبيعي لنضالات الشعوب من أجل الحرية والمساواة.

إن تنظيم هذه الدورة الثانية تحت إشراف المكتب المركزي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وبمبادرة من مكتبها الإقليمي بالجديدة، ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو تأكيد على قناعة راسخة بأن الدفاع عن قضايا الحقوق والحريات لا ينبغي أن يظل محصورًا في التقارير الرسمية أو المؤتمرات، بل يجب أن يتنفس في الفضاء العام، أن يتحول إلى مشهد حيّ، إلى كلمة نابضة على الخشبة، إلى صدى يصل إلى وجدان كل فرد في المجتمع…

إن المسرح، كما قال أرسطو، هو محاكاةٌ للحياة، لكنه ليس مجرد محاكاة سلبية، بل هو إعادة تشكيل للواقع، ودعوة للتأمل والتغيير... إنه المجال الذي تتقاطع فيه الفلسفة بالدراما، والفن بالقضية، والجمال بالحقيقة…ومن هنا، جاء شعار هذه الدورة: “الركح… يصدح: حقوق الإنسان”، ليعكس إيماننا بأن الركح المسرحي ليس مساحة صامتة، بل هو صوت عالٍ يفضح الظلم، يُسائل السلطة، ويطالب بالحقوق المشروعة.

في هذا المهرجان، نحتفي بالمسرح كوسيلة للترافع، كمنبرٍ للحرية، وكأداةٍ لمساءلة الواقع…نفتح أبواب الركح أمام الفرق المسرحية القادمة من مختلف المدن المغربية، ليحملوا على عاتقهم مسؤولية إيصال القضايا الحقوقية عبر أعمال إبداعية تُلامس القلوب والعقول. كما نحرص على أن يكون هذا الفضاء ملتقى للفنانين والمفكرين والحقوقيين، لتعميق الحوار حول دور المسرح في الدفاع عن القيم الكونية لحقوق الإنسان، وحول حرية الإبداع الفني بين شرعية القانون وحدود الرقابة.

إن هذه الدورة الثانية، بما تحمله من ندوات فكرية، وعروض مسرحية، ولقاءات مفتوحة، ليست فقط استمرارًا لما بدأناه في الدورة الأولى، بل هي خطوة نحو ترسيخ المسرح كأداةٍ رئيسية في النضال الحقوقي. وهي تأكيدٌ على أن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لا تكتفي بالخطاب التقليدي في الدفاع عن الحقوق، بل تسعى إلى توسيع دائرة التأثير عبر توظيف مختلف الآليات الإبداعية والتواصلية، وفي مقدمتها المسرح.

نرحب بكل المبدعين، بكل المتفرجين، بكل الحالمين بغدٍ أكثر عدلًا وإنسانية.

لنجعل الركح منبرًا للحق، ولنجعل المسرح صرخةً في وجه الظلم.

 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 20 فبراير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند


عناوين البوابات الإلكترونية الناطقة بالعربية المغربية





Buy cheap website traffic