صحتنا

الجوع العاطفي : كيف تؤثر المشاعر السلبية على النظام الغذائي؟


يعد الجوع العاطفي مسألة شائعة تؤثر على العديد من الأفراد حول العالم، حيث يتعلق بالرغبة في تناول الطعام لأسباب تتعلق بالمشاعر بدلاً من الاحتياجات الجسدية الفعلية. يحدث هذا النوع من الجوع عندما يواجه الشخص مجموعة من المشاعر المختلفة، مثل الحزن أو القلق أو حتى الملل، مما يجعله يلجأ إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع تلك المشاعر السلبية. في الغالب، يميل الأشخاص الذين يختبرون الجوع العاطفي إلى اختيار أطعمة غنية بالنكهات، مثل الحلويات، والأطعمة الدهنية، أو المشروبات المنبهة مثل القهوة



يختلف الجوع العاطفي عن الجوع الجسدي العادي، حيث يكون هذا الأخير مصحوبًا بانخفاض مستوى السكر في الدم أو إحساس المعدة الفارغة، ويمكن وصف الجوع العاطفي كاستجابة سلوكية تدفع الأفراد إلى تناول الطعام لتخفيف المشاعر السلبية أو تعزيز الشعور بالسعادة. 

لتفسير الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الجوع، يمكننا النظر في عدة عوامل، منها التوتر والقلق، حيث يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بسبب الضغوط إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.

كما يُعتبر الاكتئاب والحزن من الأسباب الرئيسية، حيث يمكن أن يكون الطعام مهدئًا مؤقتًا، إذ يُحفز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين،بالإضافة إلى ذلك، يشعر البعض بالجوع العاطفي نتيجة للشعور بالملل، حيث يتناول الأشخاص الطعام فقط لملء أوقات الفراغ والشعور بالانشغال. 

ويمكن أن تتشكل لدى الأفراد أيضًا عادات أكل مرتبطة بمناسبات معينة، مثل تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي ذكريات الطفولة المتعلقة بالطعام، مثل استخدامه كمكافأة، إلى تشكيل عادات أكل عاطفية لاحقًا في الحياة.

وتبدأ تجربة الجوع العاطفي عادةً بمشاعر سلبية مثل القلق أو الحزن، مما يدفع الشخص للبحث عن الراحة في تناول الطعام،وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يوفر شعورًا مؤقتًا بالراحة، إلا أن تلك المشاعر السلبية تعود بسرعة، مما يخلق حلقة مفرغة من الأكل العاطفي.

 للأفراد الذين يرغبون في التحكم في هذا النوع من الجوع، يُنصح باتباع بعض الاستراتيجيات، مثل التعرف على المحفزات التي تؤدي إلى الجوع العاطفي وتطوير بدائل صحية مثل ممارسة التأمل أو الرياضة.

يمكن أن يساعد تناول الطعام بوعي والتواصل مع الآخرين في تحسين العلاقة مع الطعام وتقليل الرغبة في تناول الطعام استجابة للمشاعر. في النهاية، يمثل الجوع العاطفي تحديًا كبيرًا يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. من خلال فهم أسبابه والتعامل معه بطرق صحية، يمكن تحسين جودة الحياة والصحة العامة
 


جوع عاطفي، توتر، اكتئاب، عادات غذائية، مشاعر سلبية، نظام الحياة، اختيار الطعام، ضغط نفسي


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 22 أكتوبر 2024

              














تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic