علي تونسي
و من تمة فإن الاستبداد نتاج التملق و النفاق و التنازل عن الكرامة و الحرية الشخصية( فُرادى و زُمر) لقيم أو أعراف قامت على أوهام مقدسة و بخلفية إيديولوجية مفادها تحكم أشخاص أو جهاز لا يعترف بحرية و حقوق الآخرين إلا في دائرة ما يخدم مصالحه الخاصة ، بينما هؤلاء الآخرون المتحكم فيهم يزدادون بؤسا و هشاشة و فقدان القدرة على التمييز و الاحتجاج و المطالبة حد الخنوع و الاستعباد ...
المرجع : لحظات
شعر : خورخي لويس بورخيس ( الأرجنتين )
ترجمة : محمد عيد إبراهيم
المرجع : لحظات
شعر : خورخي لويس بورخيس ( الأرجنتين )
ترجمة : محمد عيد إبراهيم
لو عشتُ حياتي من جديد ،
فسأُجرّبُ في الثانيةِ
أن أَستزيدَ من الخطايا،
لن أُجرّبَ أن أتكاملَ،
سأَرتاحُ أكثرَ،
سأتَشَبّعُ أكثرَ ـ مما عليهِ الآنَ،
سآَخذُ الأمورَ بجدّيةٍ أقلَّ
وأَلتزمُ أقلّ بعاداتيَ الصحيّةِ،
سأُغامرُ أكثرَ،
سأُكثرُ من أسفاري،
سأَشهَدُ لحظاتِ غروبٍ أكثرَ،
سأَصعُد مرتفعاتٍ أكثرَ،
سأسبحُ في أنهارٍ أكثرَ،
سأروحُ أماكنَ أكثر، مما لم أزُرها،
سأتناولُ من الآيس كريمِ أكثرَ
ومن الليمونِ أقلَّ،
سأتسبّبُ في متاعبَ أكثرَ
وأغرقُ في خيالاتٍ أقلَّ،
فقد كنتُ ممّن يعيشُ
حياةً حصيفةً، حياةً خصيبةً ـ
في كلّ لحظةٍ من حياتي،
عشتُ، طبعاً، أوقاتِ سعادةٍ ـ لكن،
لو قُدّر لي أن أعودَ
فسأُجرّبُ اللحظاتِ الحُلوةَ فقط،
إن لم تعرف ما تدلُّ عليهِ الحياةُ،
فلا تخسَرِ الآنيّةَ!
كنتُ ممّن لا ينطلقونَ إلى مكانٍ
من غيرِ ميزانِ حرارةٍ،
من غيرِ زُجاجةِ ماءٍ حارٍّ،
من غيرِ شمسيّةٍ أو مِظلَّةٍ جوّيةٍ،
لو قُدّرَ أن أعيشَ من جديدٍ
فسأتَخفَّفُ بأسفاري،
لو قُدّرَ أن أعيشَ من جديدٍ
فسأُجرّبُ العملَ بقدمينِ حافيتينِ
من خفقةِ الربيعِ حتى مُنتَهى الخريفِ،
سأركبُ عرباتِ خيولٍ أكثرَ،
سأَشهَدُ لحظاتِ شروقٍ أكثرَ
وأُلاعِبُ أولاداً أكثرَ،
سأقتنصُ حياتي ـ
مع أني الآنَ بالخامسةِ والثمانين
وأعلمُ أنّي ميتٌ...