بقلم: محمد موسي
ثلاثة مجالات أثثت حياة جيل الاستقلال الذي أنتمي إليه. شكلت نسيجا في ذاكرتي، بين القراءة والإذاعة والرياضة، في مقابل واجبات توزعت بين الطبيعي والمدرسي والسخرة.
لارتباط القراءة بالإذاعة سحر خاص، بناء على علاقة التواتر بين حاستي البصر والسمع. إذ لا يمكن سماع صوت دون تحسس مصدره. كذلك كنا نربط ، في زمن بلا تلفاز، بين السمع والنظر. فحتى ونحن نصغي لحكايات الجدات، كنا نكون تمثلات عما نسمع عن أبطال. نفس الأمر كنا نتمثله عند التقاط اسماء شامة وعيروض وعقيسة وسقرديس وسقرديون وميمون الهجام، من شخوص المسلسل الإذاعي "سيف بن ذي يزن". كنا متحلقين حول مذياع من نوع تراتزستور 08 متوسط الحجم نحمله بطارية كحقيبة ظهر طلبا في تمديد طاقته ليسعفنا في تتبع برامج الإذاعة التي كانت تنشط أكثر، في رمضان، كما هو حال تلفزتنا اليوم.
أسوق هذا الإحساس، وأنا أستحضر اهتمامي بشؤون بلدي السياسية والرياضية من خلال علاقة وطدتها إنصاتا مع الإذاعة وقراءة مع صحيفة "العلم" التي يستهويني نعتها بالغراء لمكانتها في تشكيل اللبنات الأولى في بنيتي الثقافية وحتى الرياضية، إذ كنت مولعا بتلخيص تغطيات البطولة الوطنية في كرة القدم وفي طواف المغرب للدراجات، أيام ذيوع اسم البطل المغربي محمد الݣورش إلى جانب أبطال عالميين لم أعد أتذكر منهم سوى نطق "إريك بترسون" بغنة المعلق الرياضي عبد اللطيف الشرايبي.
مذ كنت يافعا، ألفت أذني صوت الإذاعة الوطنية إما لمتابعة نشرات الأخبار أو لنقل مباريات كرة القدم. و لا زالت دقات الإعلان عن النشرات الرئيسة منها والسريعة ترن في ذاكرتنا، مشكلة هوية سمعية لجيل بكامله. كما لا أنسى أصوات مذيعين ترسخت أصواتهم في ذاكرتنا الجمعية، نحن -جيل الاستقلال- أذكر منهم أحمد الغربي بملعب الشهود بالرباط، ومحمد الزوين بالملعب الشرفي بالدار البيضاء، وعبد اللطيف الشرايبي بالملعب البلدي بمكناس والعابد السودي القرشي بملعب وجدة البلدي وغيرهم من الواصفين الرياضيين المنتشرين عبر ملاعب فرق القسم الوطني الأول لكرة القدم.
كان ذلك قبل أن تظهر وجوه الجيل الثاني من الإذاعيين المخضرمين بين الإذاعة والتلفزيون، مثل محمد لحمر وسعيد زدوق وآخرين، وكنت حينها من محبي فريق المولودية الوجدية. ولدي سجل حافل بالملعب البلدي بمدينة الانتماء، بقدر ما حوى من انتشاء طغت عليه معالم القسوة. وردود الفعل الزجرية أو الطريفة، على لازمتنا الطلبية "أعمي دخلني معاك"، قبل أن يشرع الباب الكبير في الربع الأول من الشوط الثاني.
كانت تلك فترة طغت فيها حاسة السمع ومعها التخييل فأثمرت كتابا ومفكرين وعلماء وفنانين من العيار الثقيل.
لارتباط القراءة بالإذاعة سحر خاص، بناء على علاقة التواتر بين حاستي البصر والسمع. إذ لا يمكن سماع صوت دون تحسس مصدره. كذلك كنا نربط ، في زمن بلا تلفاز، بين السمع والنظر. فحتى ونحن نصغي لحكايات الجدات، كنا نكون تمثلات عما نسمع عن أبطال. نفس الأمر كنا نتمثله عند التقاط اسماء شامة وعيروض وعقيسة وسقرديس وسقرديون وميمون الهجام، من شخوص المسلسل الإذاعي "سيف بن ذي يزن". كنا متحلقين حول مذياع من نوع تراتزستور 08 متوسط الحجم نحمله بطارية كحقيبة ظهر طلبا في تمديد طاقته ليسعفنا في تتبع برامج الإذاعة التي كانت تنشط أكثر، في رمضان، كما هو حال تلفزتنا اليوم.
أسوق هذا الإحساس، وأنا أستحضر اهتمامي بشؤون بلدي السياسية والرياضية من خلال علاقة وطدتها إنصاتا مع الإذاعة وقراءة مع صحيفة "العلم" التي يستهويني نعتها بالغراء لمكانتها في تشكيل اللبنات الأولى في بنيتي الثقافية وحتى الرياضية، إذ كنت مولعا بتلخيص تغطيات البطولة الوطنية في كرة القدم وفي طواف المغرب للدراجات، أيام ذيوع اسم البطل المغربي محمد الݣورش إلى جانب أبطال عالميين لم أعد أتذكر منهم سوى نطق "إريك بترسون" بغنة المعلق الرياضي عبد اللطيف الشرايبي.
مذ كنت يافعا، ألفت أذني صوت الإذاعة الوطنية إما لمتابعة نشرات الأخبار أو لنقل مباريات كرة القدم. و لا زالت دقات الإعلان عن النشرات الرئيسة منها والسريعة ترن في ذاكرتنا، مشكلة هوية سمعية لجيل بكامله. كما لا أنسى أصوات مذيعين ترسخت أصواتهم في ذاكرتنا الجمعية، نحن -جيل الاستقلال- أذكر منهم أحمد الغربي بملعب الشهود بالرباط، ومحمد الزوين بالملعب الشرفي بالدار البيضاء، وعبد اللطيف الشرايبي بالملعب البلدي بمكناس والعابد السودي القرشي بملعب وجدة البلدي وغيرهم من الواصفين الرياضيين المنتشرين عبر ملاعب فرق القسم الوطني الأول لكرة القدم.
كان ذلك قبل أن تظهر وجوه الجيل الثاني من الإذاعيين المخضرمين بين الإذاعة والتلفزيون، مثل محمد لحمر وسعيد زدوق وآخرين، وكنت حينها من محبي فريق المولودية الوجدية. ولدي سجل حافل بالملعب البلدي بمدينة الانتماء، بقدر ما حوى من انتشاء طغت عليه معالم القسوة. وردود الفعل الزجرية أو الطريفة، على لازمتنا الطلبية "أعمي دخلني معاك"، قبل أن يشرع الباب الكبير في الربع الأول من الشوط الثاني.
كانت تلك فترة طغت فيها حاسة السمع ومعها التخييل فأثمرت كتابا ومفكرين وعلماء وفنانين من العيار الثقيل.