كتاب الرأي

الأسرة بين الإمس و اليوم


. لا حيرة بعد محرقة أسئلة التأرق، الساكنة فينا منذ أزمنة البدايات البائدة، في محراب شفافية العقل المتحرر إرادة و إصرارا من سلاسل اضداد استمرت تشل حركة التحليق في آفاق الكون و أعماق النفس، لتبقينا رهائن أوهام مقدسة لا نبارح موقعنا القديم بلا حراك خارج أسوار الاستعباد الفكري الجاهز قبلا و مراصد الجن و الأساطير للخضوع الآلي بلا مساءلة لمسلمات راسخة خاطئة غير عقلانية...



 فبعيدا عن سرد أحداث الماضي أو مراجعة دروس في مراحل التاريخ و التحولات العميقة و التطورات المستمرة و الطفرات البيولوجية أو المجتمعية. و بعيدا عن التوغل في قدم الزمن. فتحديدا بعد تجاوز الجنس البشري العيش على جمع الثمار و صيد الحيوانات و السكن في الكهوف. و بعد اكتشافه الزراعة و الاستقرار حول مصادر المياه، كان المجتمع - حتى قبل الثورة الصناعية و ما ترتب عنها من انقلاب في القيم و المعاملات -  يعيش في إطار وحدات أسرية كبيرة - كما هو معلوم - متماسكة تتكون من الجد و الجدة و الأبناء و الأحفاد و أبناء العمومة و القرابة، الجميع متضامنين على السراء و الضراء  في نفس المكان دوارا أو حارة أو حومة أو حي أو قرية،... حيث تمكن بهذا الاستقرار المادي الزراعي من تطور الاستقرار الفكري و التوحيد الديني نسبيا، فتم له بناء كيانات مجتمعية ثقافية و حضارية. و كان الجميع محافظا على قيم أخلاقية و عادات اجتماعية موحدة ( بفتح الحاء ) و موحدة ( بكسرها )، فتم بمقتضاها السيطرة على المشاكل الاسرية و التذويب التلقائي - بحكم التقليد و  المحاكاة الجماعية و الانتماء القبلي - لمشاكل سوء التوافق بين الأزواج أو بين أفراد الأسرة  الواحدة أو بين الأسر بسبب مشاكل مادية أو إجتماعية أو بفعل شقاوة بعض الأولاد أو مروق غيرهم من أفراد القبيلة عن ظوابط و قيم السلوك المجتمعي العام. ليس كما هو الحال في الوقت الراهن حيث أن الأسرة في الحواضر و المدن الكبيرة أصبحت صغيرة ( نووية، تقتصر  في الغالب على ثلاثة إلى خمسة أفراد ) مغربة متباعدة تحت سقف واحد أو بعمارات ذات طبقات و دور صغيرة يسكنها أناس هاجروا من مختلف القرى، بسبب العمل في المدن، بعاداتهم و إتجاهاتهم و توجهاتهم المختلفة و الشتى حتى الشتات، لا شيء يجمعهم كما كان الحال في قراهم، فلا يجدون معينا لهم على ضغوطات الزمن و لا رحيما من بعد الله في مشاكلهم المادية و الأسرية سوى اللجوء إلى القضاء و الأمن و القوة العمومية. فكان الله في عون المبتلين...إلى أن تحدث مستقبلا طفرة مجتمعية أخرى مغايرة ( ؟!!! )

.  و تقرؤون فيما يلي قصيدة شعرية بالمناسبة تحت عنوان:                       
.
             رقصة الرياح

لا تبك سراب الزمن و صغار
.                           الأشجان
فجوهر البكاء يرقى و روح
.                                 الجنان                                      
هيت للدمع
فإن الدمع يشفي الأحزان
لنبكي معا وطن الخوالي الحسان
ما دام الغيث يسقي براعم الحياة
 فالحب  صاخب العواصف
.                             و الأمواج
فانتظر تراقصنا الرياح و الأطيار
و يحف شوارعنا خريف الأشجار

 علي تونسي
  

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 17 فبراير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند


عناوين البوابات الإلكترونية الناطقة بالعربية المغربية





Buy cheap website traffic