أرقام رسمية حول نسبة سرطان الثدي في المغرب
وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة المغربية، يمثل سرطان الثدي حوالي 36٪ من جميع أنواع السرطان المشخصة بين النساء في المغرب، كما أنه يتم تشخيص ما يزيد عن 10,000 حالة جديدة سنويًا، ويعتبر من بين الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان، إلا أن الكشف المبكر يمكن أن يُخفض معدلات الوفيات بشكل كبير، إذ أن سرطان الثدي في مراحله الأولى يكون أكثر استجابة للعلاج وأقل خطورة.
أهمية الكشف المبكر في القضاء على المرض
يُعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي خطوة حاسمة في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة. في مراحله المبكرة، يكون الورم عادةً أصغر وقابل للعلاج بشكل فعال عبر الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من اكتشاف المرض في مراحله المبكرة تصل إلى 98٪، في حين تنخفض هذه النسبة بشكل كبير عند اكتشاف المرض في مراحل متقدمة
في المغرب، تشير البيانات إلى أن أكثر من 70٪ من حالات سرطان الثدي يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، حيث تكون الخيارات العلاجية أكثر تعقيدًا وتقل فرص الشفاء. وهذا يؤكد الحاجة الملحة لتكثيف برامج الفحص المبكر والتوعية بأهميته.
من جهة أخرى، تواجه النساء في المغرب مجموعة من التحديات، في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي،أهمها نقص الوعي الصحي، فالعديد من النساء في المناطق الجبلية وحتى بعض المناطق الحضرية يفتقرن إلى الوعي بأهمية الفحص الذاتي أو التصوير الشعاعي (الماموغرافيا) بشكل دوري.
بالإضافة إلى قلة الفحوصات الدورية، فبالرغم من الجهود الحكومية لنشر خدمات الفحص المجاني، لا تزال الفحوصات الدورية غير متاحة للجميع، وخصوصًا في المناطق النائية
كما أن العوائق الاجتماعية والثقافية قد تؤدي إلى تتردد بعض النساء في طلب الفحص بسبب الأفكار المجتمعية المسبقة المتعلقة بالنظرة إلى الأمراض السرطانية وخاصة في منطقة الثدي
جهود الحكومة وجمعيات المجتمع المدني في دعم الكشف المبكر
أطلقت وزارة الصحة المغربية عدة مبادرات بالتعاون مع الجمعيات الصحية لتعزيز الكشف المبكر، من بين أبرز هذه المبادرات، البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، والذي يهدف إلى توفير خدمات الفحص المجانية للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عامًا، ويعد هذا البرنامج خطوة هامة نحو توسيع نطاق الفحص وضمان وصوله إلى مختلف الفئات السكانية.
وتعمل أيضًا جمعيات ذات المنفعة العامة مثل جمعية لالة سلمى لمحاربة السرطان على تعزيز الوعي بأهمية الفحص المبكر، من خلال تنظيم حملات توعوية وورش عمل طبية متنقلة تستهدف النساء في القرى والمناطق النائية