في التقرير الذي يُعتبر أول مسح عالمي يتناول هذه القضية، أكدت يونيسف أن الفتيات والنساء هن الأكثر تضرراً، ولكن يتراوح عدد الصبية والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب أو التحرش الجنسي أثناء طفولتهم ما بين 240 إلى 310 ملايين، أي حوالي واحد من كل 11.
وذكرت يونيسف أن حجم الانتهاك لحقوق الإنسان بسبب العنف الجنسي هائل، موضحةً أن قياس هذه الظاهرة كان صعباً بسبب الوصمة الاجتماعية والتحديات في جمع البيانات، بالإضافة إلى الاستثمارات المحدودة في هذا المجال.
تأتي هذه النتائج في إطار التحضير للمؤتمر الوزاري العالمي الأول بشأن إنهاء العنف ضد الأطفال، المقرر عقده في كولومبيا الشهر المقبل. وأكدت يونيسف على أهمية تكثيف الجهود العالمية لمواجهة هذه الظاهرة، بما في ذلك تعزيز القوانين المتعلقة بالعنف ضد الأطفال وتعليمهم كيفية التعرف على العنف الجنسي والإبلاغ عنه.
كما لفت التقرير إلى أن العنف الجنسي يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية والاقتصادية. وقد أظهرت الأرقام أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بها أعلى عدد من الضحايا، حيث تضررت 79 مليون فتاة وامرأة، أي 22 بالمئة من إجمالي الضحايا. وتأتي منطقة شرق وجنوب شرق آسيا في المرتبة الثانية، مع وجود 75 مليون ضحية، تمثل 8 بالمئة.
فيما يتعلق بالنساء والفتيات، قدّرت يونيسف أن 73 مليون امرأة وفتاة، أي 9 بالمئة، تعرضن للعنف الجنسي في منطقة وسط وجنوب آسيا. وفي أوروبا وأمريكا الشمالية، بلغ عدد المتضررات 68 مليون، أو 14 بالمئة، بينما سجلت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 45 مليون حالة، أي 18 بالمئة. أما في شمال أفريقيا وغرب آسيا، فكان العدد 29 مليون، ما يمثل 15 بالمئة.
وخلص التقرير إلى أن المخاطر كانت أعلى في "الأوضاع الهشة"، حيث تزيد النسبة إلى واحدة من كل أربع فتيات ونساء في المناطق التي تعاني من ضعف المؤسسات أو التي تحتوي على أعداد كبيرة من اللاجئين. اعتمدت يونيسف في تقديراتها على مسوحات تمثيلية محلية أجريت بين عامي 2010 و2022 في 120 دولة ومنطقة، واستندت التقديرات الخاصة بالصبية والرجال إلى مجموعة واسعة من مصادر البيانات مع استخدام بعض الأساليب غير المباشرة